من داخل “قصر عابدين” التاريخي الرائع في “ام الدنيا” مصر، أوقد “امير الطرب العربي” هاني شاكر شعلة الحنين وشغف الرجوع لماضي افتقدناه وحاضر نتمناه، مفعم بالأصالة والعراقة والسلاسة وكل ما هو جميل، ذكرنا به صوت “اخر جيل العمالقة” في سهرة من العمر لا تنسى ، مؤكدا تميز ورقي حفلات الصيف “مكملين معاكم”، التي تنظمها وتشرف عليها “الهيئة العامة للترفيه” في المملكة العربية السعودية وهرم شركات الانتاج “روتانا للصوتيات والمرئيات” بتقديم كل ماهو راقي ومميز للجمهور من اجل إسعادهم من داخل بيوتهم في ظل الظروف الراهنة.
بداية، اعلن هاني شاكر ان حفله مع “هيئة الترفيه” و”روتانا”، الذي عرض عبر تطبيق “شاهد VIP” هو الأول له في عالم الحفلات الافتراضية التي تبث “اونلاين – مباشر”، لذلك جاءت السهرة بقدر ما هي ممتعة للجمهور.. ايضا جديدة ومشوقه لصاحبها أضافها لمشواره الحافل بالعطاءات والنجاحات برهن من خلالها انه مطرب لكل الأجيال.
قدم هاني شاكر في الحفل 18 اغنية من اجمل ما غنى، بدأها بأغنية “اغلى اسم في الوجود”، وتبعتها روائعه : “بحبك انا ، هتعدي ، امرك ، وعد مني ، سألتك، بعد حبك ، من غير ليه ، ياريتني، نسيانك صعب ، مشتريكي ، كدة برضه يا قمر ، اغلى بشر ، الله حسيبى عليك، ياريتك معايا، زي الهوا ، لسة بتسألي، علي الضحكاية”.
لأن هاني شاكر فنان من جيل يجيد تقدير واحترام الكبار، توجه قبل بداية حفله بتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو. وقدم خالص الأمنيات بالشفاء العاجل ودوام الصحة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود. ودعى بدوام الصحة لأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأرسل شكر خاص لمعالي المستشار تركي ال الشيخ و”هيئة الترفيه” في السعودية التي أتاحت له فرصة التواجد في الحفل ، مضيفا ؛” لا يفوتني ان اتوجه بالشكر الى حبيبتي شركة روتانا”.
في الحوار الذي سبق الغناء، وعند سؤال هاني: ماذا غيرت بك كورونا؟ ، اجاب :”الكورونا غيرت فينا كلنا في مصر والعالم اجمع.. وليس بي فقط فعلمتنا ان يحافظ كل منا على نفسه ونظافته الشخصية وحياته ، كما انها قربتنا من الله عز وجل وحسستنا اننا نحن البشر مهما وصلنا في العلم والتكنولوجيا والتقدم لا نعد شيئ امام قدرة وعظمة الخالق”.
وكشف هاني ان فترة الكورونا الراهنة لم تصبه بالكسل ، قائلا :”الفترة الماضية رغم جلوسي في البيت لكني عملت اغنية تضامنا مع شهداء الجيش والشرطة الجيش الأبيض (الأطباء) الذي اثبت انه على مستوى المسؤولية حاله حال جيشنا العظيم وهذا كان اقل وأجب أقدمه تعبيرا على تقديرنا لهم”، مضيفا : هناك اكتر من عمل احضره الفترة القادمة.
وعند سؤاله: هل المقارنة بينك وبين العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ في فترة مضت كانت مرهقة عليك؟ ، اجاب هاني بصراحة : “هي لم تكن عبئ علي.. وعبد الحليم من صغري كنت أراه مثلي الأعلى في الغناء ويمكن الاعلام حينها من النجاح الكبير الذي رافقني منذ ان ظهرت وان الذي اكتشفني وقدمني للناس الراحل العظيم محمد الموجي من خلال اغنية “حلوة يا دنيا” .. هنا احب الاعلام عمل شوية “تحابيش” بيننا، وقالوا من باب المزاح ان عبد الحليم رايح يشيل “الزمارة” اللي حاططها هاني شاكر في حنجرته”.
أخيرا، عن تقيمه للساحة الغنائية الان.. ختم هاني شاكر كلامه، قائلا :”انا حزين لان هناك موجات من الاغاني التي تأتينا من حيث لا ندري ولا نعلم، وللأسف عندها القدرة ان تتواجد على السوشيال ميديا بدون رقيب وضوابط .. هذا يزعلني جدا ويحتاج مننا الى تكاتف لمنع هذه الظاهرة، ونقابة الموسيقين في مصر تحاول ان تزبط اللي يجي منه أمل ان يتزبط، وتمنع اللي مفروض ان يتمنع .. وأتمنى من الناس ان يتكاتفوا معنا لمحاربة الدخلاء على الغناء لان هذه النوعية من اغاني المهرجانات الهابطة هي مثل المخدرات لها تأثيرها السلبي على الناس”.