ط
مسابقة الشعر العمودى

نفثة.مسابقة الشعر العمودى بقلم / طه متولى العواجى.مصر

نفثة

وأشجارٌ نمتْ من فضلِ جُهدي ** بذلتُ لها ثمينَ العمرِ عندي

جعلتُ لها دموعَ العينِ ريًّا ** ولم أبخلْ بوقتٍ أو بجُهدِ

وَهَبْتُ لها دمائي خيرَ زادٍ ** وما يومًا شكوتُ وقلتُ ردِّي

حفرتُ لها على الصّخرِ الأماني ** بأظفارٍ خلت من شَرِّ قَصْدِ

وكنتُ أصونُها لو هبَّ ريحٌ ** وتُفزعُني أكاذيبُ التّردّي

فيرهقُني خيالٌ عند نومي ** ويصحبني لبابِ الفجرِ سُهدي

إذا أغصانُها رقصت أمامي ** عزفتُ لعزمِها لحنَ التحدّي

وإن مالت يحنّ لها فؤادي ** فأرفعُها بعزمٍ ظلَّ عندي

شُجيراتٌ تربَّت تحتَ عيني ** إذنْ من يستحقُ الظِّلَّ بعدي؟!

ظننتُ سموّها يرقَى بنفسي ** وتحفظُ ما مضى من صُنعِ كَدِّي

ولا تنسى – إذا كبرُت – وفائي ** ويضربُ غصنُها خوفي وودّي

ظننتُ بأنّ لي فضلاً عليها ** ستذكرُه بلا قَسَمٍ ووعدِ

عَلَتْ بفروعها فكأنَّ طيرًا ** سجينًا فَرَّ من هَشٍّ وطَرْدِ

فإذ بي أرتجي ظِلاً يقيني ** وما للغصنِ من ذكرَى لعهدي

أبعدَ فناءِ أيامي خَدومًا ** يُضَنُّ عليَّ حين يقلُّ جُهدي؟!!

ويصبحُ من تربَّوا فوقَ كفِّي ** بعيدًا نيْلُهم ، وأصيرُ وحدي

أتمنعُني شجيراتي ثمارًا ** ظللتُ أصونُها عن كلِّ حِقْدِ؟!

إذنْ حُقَّ البكاءُ إذا تدانتْ ** ليجنيَها الغريبُ بغيرِ وُدِّ

ألا يا جفنُ كفكفْ دمعَ عيني ** ويا عيني بكاؤكِ ليس يُجدي

فمن زرعت يداه بغيرِ أرضٍ ** له ، ضنَّت عليه بريحِ وردِ

ومن طلبَ النَّجاةَ بعونِ عبدٍ ** كمن خاضَ الحروبَ بغيرِ جندِ

ومن يأملْ لغيرِ بنيه خيرًا ** فليس ينالُه غيرُ التّردِّي

ومن يرجُ شفاءً من عليلٍ ** تهاجمْه السِّقام بلا تصدِّ

ومن يحمِ ذمارًا ليس فيه ** فسوف يملُّ من عَيْبٍ وطَرْدِ

ومن يلبسْ ثيابًا ليس منه ** تعيِّرْه الدِّما من تحتِ جلدِ

ومن يحيَ عزيزَ النّفسِ دومًا ** يظلُّ بريقُه رغمَ التعدّي

أيا نفسي بربِّكِ فاستعيني ** ولا لسواه بالآلام تُبدي

فكلٌّ عاجزٌ يرجو معينًا ** ويحلمُ أنْ يرى معراجَ مَجْدِ

د/طه متولي العواجي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى