نفثة وأشجارٌ نمتْ من فضلِ جُهدي ** بذلتُ لها ثمينَ العمرِ عندي جعلتُ لها دموعَ العينِ ريًّا ** ولم أبخلْ بوقتٍ أو بجُهدِ وَهَبْتُ لها دمائي خيرَ زادٍ ** وما يومًا شكوتُ وقلتُ ردِّي حفرتُ لها على الصّخرِ الأماني ** بأظفارٍ خلت من شَرِّ قَصْدِ وكنتُ أصونُها لو هبَّ ريحٌ ** وتُفزعُني أكاذيبُ التّردّي فيرهقُني خيالٌ عند نومي ** ويصحبني لبابِ الفجرِ سُهدي إذا أغصانُها رقصت أمامي ** عزفتُ لعزمِها لحنَ التحدّي وإن مالت يحنّ لها فؤادي ** فأرفعُها بعزمٍ ظلَّ عندي شُجيراتٌ تربَّت تحتَ عيني ** إذنْ من يستحقُ الظِّلَّ بعدي؟! ظننتُ سموّها يرقَى بنفسي ** وتحفظُ ما مضى من صُنعِ كَدِّي ولا تنسى - إذا كبرُت – وفائي ** ويضربُ غصنُها خوفي وودّي ظننتُ بأنّ لي فضلاً عليها ** ستذكرُه بلا قَسَمٍ ووعدِ عَلَتْ بفروعها فكأنَّ طيرًا ** سجينًا فَرَّ من هَشٍّ وطَرْدِ فإذ بي أرتجي ظِلاً يقيني ** وما للغصنِ من ذكرَى لعهدي أبعدَ فناءِ أيامي خَدومًا ** يُضَنُّ عليَّ حين يقلُّ جُهدي؟!! ويصبحُ من تربَّوا فوقَ كفِّي ** بعيدًا نيْلُهم ، وأصيرُ وحدي أتمنعُني شجيراتي ثمارًا ** ظللتُ أصونُها عن كلِّ حِقْدِ؟! إذنْ حُقَّ البكاءُ إذا تدانتْ ** ليجنيَها الغريبُ بغيرِ وُدِّ ألا يا جفنُ كفكفْ دمعَ عيني ** ويا عيني بكاؤكِ ليس يُجدي فمن زرعت يداه بغيرِ أرضٍ ** له ، ضنَّت عليه بريحِ وردِ ومن طلبَ النَّجاةَ بعونِ عبدٍ ** كمن خاضَ الحروبَ بغيرِ جندِ ومن يأملْ لغيرِ بنيه خيرًا ** فليس ينالُه غيرُ التّردِّي ومن يرجُ شفاءً من عليلٍ ** تهاجمْه السِّقام بلا تصدِّ ومن يحمِ ذمارًا ليس فيه ** فسوف يملُّ من عَيْبٍ وطَرْدِ ومن يلبسْ ثيابًا ليس منه ** تعيِّرْه الدِّما من تحتِ جلدِ ومن يحيَ عزيزَ النّفسِ دومًا ** يظلُّ بريقُه رغمَ التعدّي أيا نفسي بربِّكِ فاستعيني ** ولا لسواه بالآلام تُبدي فكلٌّ عاجزٌ يرجو معينًا ** ويحلمُ أنْ يرى معراجَ مَجْدِ د/طه متولي العواجي