وأجاب الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، إنه لايمكن أن نحكم على قانون البرزخ بقانون الدنيا، منوها أنهما مختلفان ولكنهما تحت قدرة الله عزوجل، منوها أننا فى حالة عدم العلم بالشئ فالنبى لم يترك لنا شيئا إلا وبينه.
وقال عاشور، إن هناك كثيرا من الآثار وردت فى هذه المسألة فى سنن البيهقى وسنن سعيد ابن منصور ومسند الحارث وابن حبان فتقول “من ولى أحدكم كفن أخاه فليحسنه فإنهم يتزاورون فيه” منوها أن من ينكر هذه المسألة فيرجع إلى حكمه عليها بقانون الدنيا الذى يخالف قانون البرزخ الذى يرجع إلى قدرة الله عزوجل.
وأشار إلى أن بعض الروايات قالت “إن الأموات يتزاورون” أى أن الأموات فى القبر يشتاقون لأقربائهم فإذا ماتوا ودفنوا بجوارهم يفرحون فرحا شديدا مثل الذى يفرح لرؤية شخض عزيز عليه بعد غربة.
أفضل الأيام زيارة للمتوفى وهل يشعر المتوفى بالزيارة.. سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية.
أجابت لجنة الفتوى، عبر الفيسبوك، أن الزيارة جائزة بالاتفاق وأفضل أيامها يوم الجمعة، وقيل : يوم الجمعة ويوم قبله ويوم بعده.
وأضاف: أما عن شعور المتوفى بالزيارة فيقول العلماء: إن الروح يسلكها الله في البدن في الحياة الدنيا فتوجب له حسا وحركة وعلما وإدراكا ولذة وألما، ويسمى بذلك حيا ، ثم تفارقه في الوقت المقدر أزلا لقطع علاقتها به فتبطل هذه الآثار ويفنى هيكل البدن ويصير جمادا ويسمى عند ذلك ميتا ولكن الروح تبقى في البرزخ , وهو ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة من يوم الموت إلى يوم البعث والنشور حية مدركة تسمع وتبصر وتسبح في ملك الله حيث أراد وقدر، وتتصل بالأرواح الأخرى وتناجيها وتانس بها سواء كانت أرواح أحياء، أم أرواح أموات , وتشعر بالنعيم , والعذاب، واللذة، والألم بحسب حالتها وترد أفنية القبور.
وأكملت: ففي زاد المعاد لابن القيم : إن الموتى تدنوا أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم ويسلم عليهم ويلقاهم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام , فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، وروي أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده …..هذا هو مذهب جمهور أهل السنة وبه وردت الأحاديث والآثار.
ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية من سائل يقول: «هل زيارة القبور من الأعمال الصالحة؟».
أجاب مجمع البحوث، عبر «فيسبوك»، أن في زيارة القبور منافع يستحب تحصيلها، ولهذا أمر النبي ﷺ بزيارة القبور لتحصيل هذه المنافع العظيمة فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ . مسند أحمد
وأضاف: قد كان النبي ﷺ يزور قبر أمه ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ ﷺ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ.
والخلاصة: إن زيارة القبور من الأعمال الصالحة كما أن الدعاء والاستغفار والصدقة عن المتوفى من الأعمال الصالحة وعلى المسلم أن يسلك هذه الأبواب جميعا.
ماذا يقال عند زيارة القبور
وردت فيما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ماذا يقال عند زيارة القبور أنه يقال هذه الكلمات: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»، وزيارة القبور سُنة ووصية عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم، منوهة بأنه –صلى الله عليه وسلم- حثنا على زيارة القبور للعظة والاعتبار.
زيارة القبور في الأعياد
زيارة المقابر مندوب إليها في جميع الأوقات؛ لأن الأمر بها جاء مطلقًا، فشمل ذلك جميع الأوقات، وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين؛ لما في ذلك من استشعار معاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولْيُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.
حكم البكاء عند زيارة القبور
البكاء عند زيارة القبر جائز، مستشهدا بحديث نبوي عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: زار النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قبر أمه في ألف مقنع، فلم ير باكيا أكثر من يومئذ.
ومجرد البكاء عند الزيارة جائز ولا حرج فيها، لكن لا يجوز التلفظ بألفاظ تخالف الشرع سواء الجزع، أو الاعتراض على القدر والرضا بقضاء الله، مضيفا أننا نحتاج إلى البكاء الذي معه الثواب وليس الجزع.