ط
مسابقة القصة القصيرة

هل لنا حق الاختيار؟؟مسابقة القصة القصيرة بقلم / أشرف فرحات ذكى …..مصر

مسابقة القصة القصيرة
أشرف فرحات ذكى …..مصر ….

هل لنا حق الاختيار؟؟

اليوم ليس كأى يوم مضى عليها…….انه يو العمر يوم الفرحة الكبرى …..انه يوم الحصاد لسنوات كثيرة امتلأت بالسهر و الجهد بالفرح والدموع …..انه يوم زفاف ابنتها الكبرى
…..لقد ظلت ايام ساهرة يعتصرها القلق للتجهيز لذلك اليوم كانت كالماكينة التى لا تهدأ ……تشرف بنفسها على كل صغيرة وكبيرة لكى تخرج فى احسن صورة …..ولما لا وهى ام العروس ………اليوم سترى زهرتها وقد تفتحت ….والف حاطر وخاطر يتصارع فى قلبها وعقلها …….تحاول ان تستدعى كل الخواطر الفرحة بهذا اليوم هربا من خاطر واحد يكاد ينهش قلبها وهو افتراق ابنتها عن حضنها ………..لقد حانت اللحظة الحاسمة …..ها هى ابنتها تتهادى فى فستان عرسها وعزف الموسيقى يملا جنبات المكان …..تلمح بعينها وجوه المدعوين وترى الفرحة وقد ارتسمت على بعض الوجوه ….تلمح الغيرة على وجوه بعض البنات وتبتسم ….وتسمع بقلبها بعض الهمسات لعجائز الفرح وهى تراقب شفاههم ……تجول بعينها فى ارجاء القاعة لتطمئن على ان كل شئ يسير على ما يرام ..بينما يعبر خاطرها شريط ذكريات طويل يمر عليها فى لحظات خاطفة تشاهد فيه تلك اللحظة التى ارتبطت بوالدها ويوم ميلادها ونموها كل يوم امام اعينها وتتراءى لها افراحها وحزنها وقلقها فى الايام التى مرت عليها حتى صارت عروسا اليوم .. انه اليوم الذى بستطيع قلبها احتواء فرحة الدنيا بأسرها …..وفجأة تسمرت مكانها واتسعت حدقتى عيناها …..محدثة نفسا ….يا الهى هل ما أراه حقيقيا .هل بعث الماضى من جديد ليتجسد امامها ولماذا اختار تلك اللحظة الفاصلة فى عمرها …ايكون هو …تقترب اكثر انه نفس الوجه الذى تعرفه منذ 20 عاما وان تغيرت بعض ملامحه بفعل الزمن ……تجرى مسرعة مبتعدة عنه وكل خلية بجسدها تنتفض ……تشعر ان كل العيون تراقبها ……تنزوى فى مكان بعيد خافت الاضاءة …..تحاول ان تستجمع شتات نفسها التى بعثرت فى لحظة ……تعقد العزم على ان تتمالك نفسها حتى تمر ليلة ابنتها …..تحاول جاهدة وهى تروح وتجيئ ان تتفادى ان يلمحها ……ولكنه نسيت انه اتى ولبى الدعوة من اجل نظرة اخيرة لها ……كان يبحث عنها هو الاخر وان حاول ان يمثل انه منشغلاعن النظر اليها لكنه كان يتابعها بكل خلية حية تنبض فى جسده …..انه ابن الجيران وصديق العائلة والحب الاول فى حياتها …وكما ارادا فى لحظة معينة تلاقت الوجوه ومد يده اليها مباركا …..لم تشعر بنفسها فى تلك اللحظة عندما هزت راسها مبتسمة لتحاول الفرار من امام نظراته التى تخترقها ..ومن لمسة يده التى اعادت شحن كل العواطف التى كانت تشعر بها نحوه حينها وكأن الدفئ الذى فى يده جاء ليذيب الثلج عن ذكريات كادت تتجمد فى اعماقها ….وانتهت الليلة وزفت العروس الى بيتها لتعود هى الى غرفتها ……….وبدلا من ان تخلع ملابسها وتستعد للنوم بعد عناء يوم طويل …………..اسرعت الى المرأاة تتامل وجهها وبعض الشعيرات البيضاء التى اخترق حاجز الزمن لتعلمها بعمرها ……….تحسست وجهها وتذكرت سنوات شبابها وهرعت الى درج صغير كانت تحتفظ به بكل قصاصتها …………تلك الخطابات التى كانت يرسلها اليها والتى تشهد على قصة حبهما تلك القصة التى انتهت بزواجها من اخر ……….لعدم قدرة الحبيب على تحمل نفقات زواجهما ……..الان تراه وهو دامع العينين كسير الفؤاد وهى تخبره بقرار زواجها …….وانها لن تقدر على عصيان امر اهلها ….ولم يكن امامه الا الرحيل حينها فهو لن يتحمل قربه منها فى انتظار من يخطفها منه ………كم باتت من ليال تتذكر حبيبها ولكن بمرور الايام لم يكن هناك مناص من ان تعيش حياتها وتكمل المسيرة مع زوجها ……….اخرجت قصاصاته كما تعودت ان تقرأها كلما اشتاقت اليه ……ولكنها تلك المرة لم تفتحها ولم تحاول قراءتها رغم انها تحفظ كل حرفا فيها ………كان صوت زوجها يستدعيها ……لم تستطع وقتها سوى ان تتساءل ترى لو كتب لها الزواج من حبيبها وكنت تلك العروس ابنتهما هل كانت اكثر سعادة الان ……لم تستطع الاجابة وها هو زوجها يناديها مرة اخرى ……………تجمع القصاصات وتمزقها قطعا صغيرة وتخرج الى الشرفة لتنثرها فى الهواء …….تراقبها وهى تطير متفرقة وتهوى الى الارض كسنوات عمرها التى مرت …..تبتسم ابتسامتها الساخرة وهى تتمتم…….
……..ليس لنا حق الاختيار

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى