ط
مقالات بقلم القراء

هل نسكن واقعاً افتراضياً؟ بقلم / داليا السبع

:

ينخرط الإنسان في الحياة ويتماهى مع تطوراتها الحادثة بين اللحظة والأخرى فالعالم يتجدد بأفكاره و بتوجهاته بحادثاته كل شيء يتغير، سواء رغبنا في هذا التغير والتبديل أم لا، الذي لا سيما يحدث على إيقاع سريع بل بعض الأحيان لا نتمكن من رؤيته أو إدراكه من الوهلة الأولى .

الواقع الإفتراضي المتخيل نقيض الحقيقة لا نستطيع أن نقول إنعكاسا للواقع الحقيقي فهذا يخالف مسمى وتعريف الافتراضي هو واقع متخيل منبثق من الشخصيات المجتمعة على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة من أجل خلق حلقات تواصلية تفاعلية مختلفة لها نواح عدة علمية معرفية دراسية عملية سياسية والعديد من الاتجاهات والأغراض المتباينة وهذا الذي كان سائداً ومتعارف عليه في تحديد الافتراضي الذي فرضه وجود الإنترنت وأشكال التواصل الإلكتروني المختلفة .

من واقع أهمية الواقع الافتراضي أو العالم السيبراني والإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي الذي تنخرط وإياها حياتنا بشكل يومي دون فصل أو إنقطاع فقد أصبحنا نعيش فيه طوال الوقت زاد هذا مع تطور الأجهزة الحديثة والشبكات الذكية فصار يسكن فينا ونسكنه، مع هذا التطور الهائل تطورت بالتالي المفاهيم المتعلقة بالعالم الافتراضي فكان من الهام معرفة الحدود الفاصلة ما بين الافتراضي والواقعي؟ وهل الافتراضي خيالي أم غير حقيقي ؟ هل هو مراد للوهمي ؟

دعونا نتفق في البداية على أن الافتراضي موجود، مع عدم الجزم الكامل بفكرة الافتراضي إلا أنها مرت بمراحل تطورية، كان يطلق عليه في فترات العالم الإلكتروني أو الرقمي الوهمي المتخيل وقتما كنا نلج لهذه الأنظمة بأسماء مستعارة وبفكرة التخفي وعدم الافصاح عن الشخصيات الحقيقية خلف الشاشة الزرقاء، ونجد أن هذا لم يدم طويلاً

وأصبح يحرص العديد من أصحاب هذه الشخصيات المتخفية الغير حقيقية على الظهور بأسماءها الحقيقية وهوياتها الأساسية وصورهم الفعلية.

هذه الكلمات أكدت أن العالم الافتراضي في فترة ما ليست بالبعيدة كان عالم للشخصيات المستعارة المفترضة ولكن مع مرور الزمن تحطم جدار الوهمي الافتراضي المستعار وسقطت الأقنعة وأصبح التطابق أكبر وأوضح بين الافتراضي والحقيقي بل أصبح دلالة عليه بكل ماتحمله الكلمة من معنى أصبح عالماً موازياً مغايراً حيث انتقلت فيه أشياء من عالم الحقيقة وكذلك استحدثت واستجدت فيه أشياء أخرى لم تكن موجودة في العالم الواقعي، كمواقع الفيس بوك، وماسينجر، وانيستجرام، وتويتر، وغيرها من منصات التواصل المجتمعية المختلفة .

وهنا نطرح سؤال وسأترك القارئ ليجيب عنه، مع معرفتنا لما يحدث في العالم الافتراضي وعوالم الشبكات المختلفة هل تتناسب النظريات الاجتماعية التي كانت تفسر الوجود الاجتماعي الواقعي مع معطيات الشبكات الاجتماعية المتطورة أم سنبحث عن علم إجتماع جديد يتناسب مع حجم هذه الثورة التطورية الهائلة .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى