كتب فتحى الحصرى
[email protected]
وحوى ياوحوى.. وانفض المولد الرمضانى الكبير المسمى بمسلسلات رمضان…!
وكنوع من تعذيب النفس جلست كعادتى كل عام لمشاهدة ماتيسر لى من بعض البرامج والمسلسلات علنى احظى ببرنامج او مسلسل يخفف عنى عذاب التسمر أمام شاشة التلفوين لساعات طوال للمشاهدة والمتابعة…!
التجول بين برامج التوك شو أمر مرهق للغاية فى ظل التدنى الواضح فى مستوى أغلبها إن لم يكن كلها..!
(محمد هنيدى) ذلك النجم الذى خفت بريقه كثيرا فى الفترة الأخيرة وذلك لنمطيته الشديدة فى كل مايقدم من اعمال وعدم تقديمه مايرضى طموحاته ولا طموح المشاحد فلجا إلى فوزير (مسلسليكو) عله يستعيد من خلالها بعضا من بريقه المفقود فكانت الطامة الكبرى..!
عمل سئ ونمطية فى التمثيل وخفة ظل مصطنعة ـ تماماـ مثل الجوائز التى كانت أكثر اصطناعا وبلاهة لم تقنع حتى طفل صغير…!
لم يستطع هنيدى أن يتخلص من آدائه النمطى المتكرر والذى يصل إلى حد الملل فكان سقوطه الذى يحتاج من هنيدى إلى الكثير من الوقت والجهد حتى يستطيع النهوض مرة أخرى..!
لم بنافسه فى البلاهة وثقل الظل سوى هذا المدعو ( رامز جلال ) فى برنامجه الأكثر سخافة (رامز عنخ آمون ) بل تفوق عليه فى الغتاتة وزاد عليه أيضا النطاعة فكان يضحك على نفسه والمشاهدين بشكل يثير الاشمئزاز والقرف ..ولا أعتقد أن العمل يستحق الكتابة عنه اكثر من ذلك…!
( سعد الصغير) والذى لايريد ان يكبر ابدا ويتصرف كفنان محترم كى يحترمه الناس…وفى برنامجه ( المولد ) كان من الممكن أن يقدم لوحة فنية جميلة فى ظل فكرة جيدة فعلا ولكن تنفيذها جاء غاية فى السوء والابتزال فى ظل إصراره على الرقص بشكل غاية فى القرف وهو يهز اردافه وصدرة كما الإناث بل ويصر على أن يشاركه ضيوفه هذا الابتزال ولم ينج من سخافته سوى المطربة ( غادة رجب) ربما لأن تكوينها العائلى والأخلاقى لايسمحان لها بذلك فاكتفت بالغناء دون الرقص المسخرة…!
أما المدعوة ( إيناس الدغيدى ) فأحمد الله انى لم استطع تكملة حلقة لها فأحجمت عن مشاهدة كل حلقاتها …!
الكل يلهث وراء الكوميديا حتى وإن كانوايفتقدون إلى مقومات تقديم مثل هذا النوع من الفن وأبرزهم الممثلة (هاله صدقى) التى قدمت للعام الثالث او أكثر ـ لست أدرى ـ حلقاتها السخيفة (جوز ماما) والتى تصر من خلالها أن تقدم لنا نفسها كممثلة كوميدية وهى ابعد ماتكون عن امتلاكها ولو نسبة ضئيلة من خفة الدم والقدرة على الإضحاك وهذا لاينقص من قدرها كفنانة تبرع فى ألوان أخرى من التمثيل غير الكوميديا بالطبع…!
(سمير غانم ) لم يعد لديه مايقدمه لذا فمشاركته فى السيت كوم (قشطه وعسل) هو هدم لكل ماصنعه عبر تاريخه الطويل مع سبق الإصرار والترصد وأعتقد بأنه قد آن الأوان لأن يعلن تقاعده طالما هو غير قادر على التجديد فى مثل تلك المرحلة العمرية ولا أظنه سيفعل….!
ومن البرامج التى لم أستطع متابعتها جميعا لكثرتها إلى المسلسلات التى حاولت قدر استطاعتى متابعة البعض منها رغم كثرتها ايضا ..! والحقيقة أن حظى معها كان أفضل كثيرا لتميز البعض منها سواء فى الإجادة أو الفشل الذريع..والأخير صادفت منه الكثير…!
لاأدى مالذى حملنى على متابعة مسلسل ك( فرح ليلى ) …! ربما لحالة الحب التى تربطنى وجدانيا بالفنانة (ليلى علوى) إلا أن هذا لم يشفع لى بمشاهدة ممتعة . فقد تفنن المخرج (خالد الحجر) وهو بالمناسبة كاتب القصة .. فى وضع كل مسببات الفشل لهذا المسلسل فالرجل يفتقد إلى أبسط مقومات الجمال والرؤية الفنية للكادر وأغلب الظن انه درس شيئا آخر غير الإخراج بل وأى شئ ينتمى إلى عالم الفن بأسره فجاءت اختياراته لطاقم التمثيل غاية فى السوء ـ باستثناء الفنان عبد الرحمن ابو زهرة ـ ممثلين شباب لاعلاقة لهم بفن التمثيل بل ومظهرهم العام يوحى بانهم لايعرفون عن النظافة حتى اسمها وممثلة ظنت خطأ أنها مطربة فظلت طوال الحلقات تصرخ فينا بلا هوادة ولا رحمة والمخرج معجب جدا بصوتها فأطلقه علينا إمعانا فى التعذيب لأننا تجرأنا وشاهدنا المسلسل..!
اما ليلى علوى فاعتقد بانها فى حاجة إلى اكثر من عشر أعمال من النوع الجيد حتى تنسى وينسى المشاهد انها قامت بمثل هذا العمل…!
( الشك ) مسلسل لاادرى من اين استقى كاتبه مثل تلك الأحداث الغريبة …؟ أغلب الظن أنه استلهمها من أى بيئة أخرى وكوكب آخر غير كوكب الأرض.. فالمسلسل بالكامل لايستحق الحديث عنه رغم اجتهاد طاقم التمثيل فى إخراج كل مالديهم لإنجاح العمل فجاء أداء اغلبهم فجا وغير مقنع ولعل أداء (مى عز الدين ) خير مثال على ذلك فلا يوجد مخلوق على وجه الأرض كلها يستطيع التنكر لأهله وخاصة والديه بل والعمل بكل جهده لفضحهما والتنكيل بهما من اجل المال مهما بلغت كثرته ..
صابرين قدمت اسوا ادوارها على الإطلاق فكانت امتدادا لاصطناع خفة دم غير موجودة لديها من الأصل ..أما (رغده) فلا ادرى من الذى نصحها بالعودة للتمثيل وهى البعيدة عنه منذ فترة ليست بالقصيرة….؟
( ربيع الغضب ) للمخرج محمد فاضل مسلسل من النوع الذى يجعلك تتسمر أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة حلقاته فقد تناول المؤلف ( مجدى صابر) حقبة عصر مبارك الاخيرة وغاص فيها مبرزا كل التفاصيل الصغيرة مرورا بثورة 25 يناير وما تلاها من متغيرات …وقد برز كل نجوم العمل بداية من فردوس عبد الحميد وعزت العلايلى وعبد الرحمن ابو زهرة وعزت ابو عوف مرورا بكل الممثلين الشباب فى العمل غيرانى اخص الممثل ( مدحت تيخه) الذى قدم شهادته الفنية فى هذا العمل على يد مخرج رائع مثل محمد فاضل…!
ويطل علينا المخرج ( عمر عبد العزيز ) بعمل لايقل روعة وهو مسلسل (أهل الهوى ) للكاتب الكبير(محفوظ عبد الرحمن ) يتناول فيه حقبة رائعة فى تاريخ مصر وهو الأمر الذى يبرع فيه الكاتب الكبير ولكل رائعته بوابة الحلوانى مازالت عالقة فى الأذهان…وقد أجاد المخرج التعامل مع النص بحرفية شديدة وخفة ظل متناهية فجاء المسلسل كقطرة ندى تخفف حدة الحر الشديد الذى كان يعرض فيه المسلسل…!
(عمر عبد العزيز) مخرج يتمتع بخفة ظل متناهية فى حياته الطبيعية وهو الأمر الذى ينعكس دوما على كل من يعمل معه فرأينا ( مادلين طبر ) كوميديانة من النوع الشيك جدا تضحكك بطرية آدائها فى دور ملك هانم السيدة الأروستقراطية التى تكتب شعرا عجيبا وتصر على انها شاعرة …وأيضا طاقم العميان محمود الجندى ومحمد فريد ..اما الممثل الذى قام بدور عزيز عيد المخرج المسرحى (سمير العصفورى) فقد كان اكثر من رائع وقد لمع الفنان فاروق الفيشاوى فى دور ( بيرم التونسى ) وأمتعنا إيمان البحر درويش بروائع خالد الذكر سيد درويش ..وقد أعاد العمل الفنان عماد رشاد إلى بريقه الذى كاد أن ينطفئ …!
( العراف ) أو الفنان ( عادل إمام ) وهو فاكهة الشهر الكريم ..ولعادل إمام مكانة خاصة عند محبيه ولا يهتم أحد بجودة العمل الذى يقوم به قدر اهتمامهم بمشاهدة نجمهم المحبوب … وقد كان هذا واضحا من خلال مسلسل ( العراف) الذى جاء خاليا من اى إبداع كتابى ..! ولكنه عادل إمام بحضوره الطاغى والذى يتجاوز عامل الزمن ولا يعترف به فيظل هو الزعيم بلا أى منازع ..إذا أراد أن يضحكك فهو يفعل حتى الثمالة ..وإذا إراد ان يبكبك فلن تابى الدموع من النزول ويبكيك حتى الألم ..قدرة إلهية متفردة يتمتع بها هذا الرجل ..الشجن فى صوته يصحبك إلى عالم يريدك هو ان تكون فيه يصحبك حيث يريد هو لاحيث تريد أنت …!
ويبدو ان عدوى الإجادة والروعة تنتقل بالتبعية إلى كل من عمل معه… (محمد عبد الحافظ) يقدم اجمل آداء له منذ عرف التمثيل (محمد الشقنقيرى) بدا وكأنه لايمثل (شريف رمزى ) كتب شهادة ميلاد جديده لنفسه ,,(رشا مهدى) تشعر وكانك تراها لأول مرة حتى احمد فلوكس رغم مبالغته فلم يخرج عن الركب (حسين فهمى ) كان بسيطا ورائعا ..الكل اصابته عدوى التألق والروعة إلا المؤلف (يوسف معاطى) الذى أصبح يعانى من حالة إفلاس واضحة فى الكتابة….!
مسلسلات كثيرة لم احظ بمشاهدتها وقد اراها فى وقت آخر وتكون اكثر حظا مما شاهدت وكتبت و…..وحوى ياوحوى…وبعودة يارمضان