ط
مواضيع

همسة تحاور الشاعرة و الروائية نسرين بلوط

 كتبت زهرة عنان – مصر

نسرين بلوط شاعرة و روائية لبنانية لها من الشعر ثلاث دواوين ( ارجوان الشاطئ – رؤيا في بحر الشوق – مهربة كلماتى إليك ) والرواية الناجحة ( مساؤك ألم )
فائزة بالجائزة الاولى عن كل مدارس لبنان في مسابقة نظمتها رابطة ﻻبلياد في لبنان عن عام 1993 . تم تكريمها في حفل خاص فى مسرح ذوق مصبح في بيروت . هاجرت الى كندا . و كتبت في عدة مجلات و جرائد اغترابية . مثل جريدة المهاجر و المغترب . عادت الى لبنان عام 2003 و هى عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين و تكتب فى عدد من المجلات و جريدة الجمهورية اللبنانية و شاركت في عدد من المهرجانات و الأمسيات الشعرية فى لبنان و الجزائر و المغرب و مصر

وكان لنا معها الحوار التالى :

◆◆ من كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟
◆ أمى هى من غمست اناملى في موائد الكتب الحافلة التى جذبتنى طفلة لم تبلغ العاشرة بعد . و جذبت كل حواسى لها و صفقت لخربشاتى و دفعتنى لنشرها في المجلات و الجرائد و غزلت من كم الحكايا لى اسطورة عشق لدنيا الكتابة حتى اصبحت الحياة التي اتنفسها .

◆◆ هل تتذكرين اول قصيدة خطها قلمك ؟؟ و فى اى مرحلة ؟؟
أذكر ان اول قصيدة لى كتبتها وانا في السابعة من عمرى و كانت تحية تقدير و اجلال لشهيد من شهداء المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي .

◆◆ كثيراً من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوى الذى لديك كيف تفسرين ذلك ؟
◆ ﻻ أعتقد أن الحظ يكون جليس من ﻻ يمتلك ذرة موهبة تنتمى لنور المعرفة و هذا ليس رأيى الشخصي و هو ختم للتاريخ بأسره فمن يملك الحظ وﻻ يعبر جسور الفكر و الإبداع بقلمه ﻻ ينتمى أبداً لدنيا الأدب .. قد يلعب الحظ دورا مع الموهبة و لكن ليس من دونها بكل تأكيد .

◆◆ من هو الشاعر المفضل الذى تعجبك أفكاره او تقرئين له ؟؟
◆ هناك شعراء كثيرون يعتنقون مشاعر الآخرين و يسطرونها بنبضهم و يصنعون ملاحم تاريخية للحدث . قرأت لشعراء و أدباء كثيرين مثل المتنبي و بدر شاكر السياب و صلاح عبد الصبور و الاديب جبران خليل جبران و لوركا و نزار قباني و محمود درويش و محمد على شمس الدين و غيرهم و كل منهم كان شاهدا على عصرهو تخطى زمنه بأن جعل من سبقوه من العمالقة في خدمة شعره بأن سخر من عواطفهم و سطر من افكارهم حداثة و تجدد و ابتكار .

◆◆ هل تحبذين ان يكون الشعر واضحاً يسهل فهمه بالنسبة للقارئ ؟
◆ الغموض النسبى جميل و يضفى قناعا لؤلؤيا للذاكرة. . الشعر المقنع واضح لمن يحب الشعر باحساسه أيضاً يدل على عمق معاينة و تربصه للسرد النوعى و للخطف البرقى .. التنوع في الشعر جميل وﻻ ضرر من بعض الغموض

◆◆ ﻻ تزال حركة النقد الادبي عربياً عاجزة عن مواكبة المعروض على الساحة من مؤلفات ترى ما هو السبب ؟
◆ هو ليس بعجز بقدر ما هو خيبة و مرارة ﻷن معظم ما يعرض ﻻ يمت لعالم الكتابة الصلبة بصلة بل هى اهتزازات و همية لقلم ضئيل النزف ليس هذا معناه بأن الأقلام الجميلة قد نضبت هناك الكثير من الكتابات المدهشة و يقابلها الكثير من الكتابات الضالة في طريق الظلام أيضاً .هناك بعض النقاد من ﻻ يسعى للتنقيب و البحث عن الجديد الذى يستحق و يكتفون بأن يكتبوا عما يعرض عليهم فقط و هذا كله يعود لزمن السرعة الذى نضب فيه التركيز على الجودة و النوعية

◆◆من هم الروائيون الذين تقرئين لهم و ما هى رواياتك المفضلة ؟
◆ اولاد حارتنا للروائي الكبير نجيب محفوظ و هى من اجمل الروايات التى اخترقت عالمى و تفكيرى . حتى الاسماء فيها لها دلالة خاصة . لكل رمق فيها بعث و لكل دلالة رمز كبير . نجيب محفوظ اخترق الإنسانية و رسم خارطتها و مكامن الضعف و الاثارة و القوة فيها و كذلك الامر بالنسبة لشارلز ديكنز الذى حشد لعصره حداثه سبقت زمنه و نقل لنا عالمه و كأننا نعيشه اليوم . يوسف ادريس الذى صب جام نقده على الفروقات الطبقية و يوسف السباعي الذي سرب لنا عالماً من الحب الذاتى و الوطنى و أمين معلوف الذى نراه مرآه للتاريخ المبتكر بقلم روائى في كل رواياته .

◆◆ نسيج نصوصك غنى يتعدد الرواة و مستويات السرد كيف تنظرين الى التجريب و وظيفته و تبعاته ؟
◆ يحضرنى قول الفيلسوف الألمانى مارتن هايدغر (( العلم ﻻ يفكر )) ولهذا فالتجريب عندى هو مزيج من عصارة الفكر و نداء الحقيقة التى تعيشها مجتمعاتنا و الأنا التى عشتها في عزلة عن الجميع تلك الأنا ليست أنا شخصياً ولكنها الأنا التى تقبع في اعماق كل فكر انسانى و الوجود الأصلى لذا هو الذى يعلمنا هذا التجريب و التجريد من الذات لنرتقى لمشاعر الآخرين فالسقوط  المدوى هو نتيجة الشر المبرم في الكون و الارتقاء الذاتى هو نتيجة الخير المرقع بالآﻵم .

◆◆هل غلب حضور الشعر على الرواية ام العكس ؟ ولماذا ؟
◆ للرواية أدوات تتنوع بين السرد و صوت الشعر و اتجاه الحدث هناك دائما صوت للشعر فى الرواية لهذا نلحظ بأن الروائيين الذين يستمدون من صلب الواقع مادتهم ﻻ يمتون للشعر بصلة . يستخدمون لغة الشعر في الوصف او المبالغة او الإيحاء . إذن بعض من الشعر يغنى الرواية و يزيد من هيبتها . من النقاد من يأخذ على الشاعر الذى اتجه الرواية اسهابه فى استخدام الشعر في روايته و لكن الآراء تختلف هنا و نقدهم منطقى ﻻن الاسهاب ضرر ينعكس أحياناً على الأحداث و يخلق نوعاً من التوتر الضمنى للقارئ ﻻن التشويق عنده لمعرفة الحديث يأخذه الملل من الوصف الشاعرى المكثف . لهذا القليل من الشعر جميل وﻻ ينقص من أهمية الرواية بل بالعكس . ولهذا فحضور الشعر فى الرواية ينقص و يزيد تبعا لكاتب هذه الرواية .

◆◆ سر نجاح الأديب هو تطوره المستمر و قد اثبتى في روايتك ( مساؤك ألم ) انك قادرة على أن تبهرين القراء بإسلوبك الفنى و الأدبى و تجذبين القراء إليه ما الذى يميز هذه الرواية ؟
◆ ربما ما يميز هذه الرواية هو تجاوزها الحدود الذاتية و انطلاقها في عوالم البعد الموازى اى انها تجمع كل الاكوان بطقوسها و مناخها الروحى و السياسى و الفكرى و الاجتماعي . البطل هو نموذج لمجتمع بأسره و ليس فقط لفرد . و البطلة كذلك و أمه صابرة و الوضع السياسي المزمجر في الخارج . و كذلك الوضع الاجتماعي الذي يفرض اسره على أعناق البشر . لقد غردت بتلك الرواية في عالم الواقع ممتزجا بالقليل من الخيال و الكثير من التلميحات حتى اصل الى قلب القارئ و اختراق الكون المينافيزيقى ﻷفكار المجتمع بطبقاته .

◆◆ إذا جلستى تتسائلين حول ما انجزتيه فماذا تقولين ؟
◆ كثيراً ما تتجاذبنى تساؤلات حول ما يخطه قلمى و هل استطعت ان اتنفس بين حجب الظلام المتكاثف فى الصدور لأبث فيها شرارة من النور ؟
مازلت انتظر المزيد الذي يفرج عنه قلمى بعد . حتى تصل كلماتى لهدفها المنشود و  تحدث هزة من الضمائر التى سكنتا عن مخاطبتها مؤخراً بسبب الأوضاع العامة التي نعيشها في عالمنا العربي .

◆◆ ما هو مشروعك الروائى القادم ؟
◆ رواية مبتكرة من التاريخ اللبناني .. أنا لست مؤرخة ولكن اغوص في حدث معين من التاريخ القديم فى لبنان .

◆◆ ماذا تعنى لك ( السعادة – الإبداع – الحب ) ؟
◆ السعادة و الإبداع و الحب معنى واحد للحياة .. الحياة هى كل تلك المعانى السامية التى ﻻ تدرك الا بالعمل الدؤوب و الفكر النير و الموهبة الحقة .

◆◆ إذا لم تكونى شاعرة و روائية فماذا كنت تتمنى ان تكونى ؟
◆ ﻻ أستطيع إلا أن أكون كاتبة . سواء ناقدة او روائية او شاعرة . المهم أن أكتب فمن دون الكلمات ﻻ أستطيع اسير غور الكون و من دون قلمى ﻻ أستطيع أن أتنفس .

◆◆ مهرجان همسة للاداب و الفنون بمصر من اشهر المهرجانات التى ثبتت وجودها و تألقها فى الوطن العربى حيث انه المهرجان الفريد الذى يهتم بالآداب و الفنون فى آن واحد كما انه يرعى المواهب الشابة فى كلا المجالين لو تمت دعوتك لمهرجان همسة هل ستلبى الدعوة ؟
◆ كل مهرجان يسعى لبث الفكر الحر فهو مهرجان قيم ة يستحق الحضور و المشاركة و مهرجان همسة هو مهرجان قيم يسعى لنشر التوعية الثقافية و لمد جسور التواصل بين الأدباء فى خارطة العالم العربي و تبادل الأفكار و يشرفنى المشاركة فيه .

◆◆الروائية و الشاعرة الشابة نسرين بلوط كم كان اللقاء معك جميلاً و مثمر أخيراً ماذا تقولين لمجلة همسة الادبية و الفنية ؟
◆ شكراً لمجلة همسة و لشخصك الكريم و ﻷنكم دائماً تتقفون اثر الإبداع في كل مكان .12507510_432276690311260_406949314933789963_n12439331_432276723644590_8090520528280660625_n 12509588_432276663644596_7917609640937539244_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى