ط
مقالات بقلم القراء

هنا سكت الفيمنست … بقلم / د/ محمد كامل الباز

حتى لحظة كتابة هذا المقال لم أجد تعريف واضح لكلمة فيمنست، بل لا أفهم معناها من الأساس، البعض يؤكد أن الفيمنست هى كل امرأة وهبت حياتها للدفاع عن حقوق النساء، وأخر يضيف أنها حركة نسوية متخصصة فى مناهضة التمييز ضد الجنس الناعم، وثالث يجود ويقول : أنها كلمة تعنى مقاومة أى تهميش أو تقليل من دور المرأة والتركيز أن المرأة مثل الرجل فى كل شىء؛ لماذا تلك الحركات والمسميات ؟ هل المرأة فى موقف ضعف كى تدافع عن نفسها ؟ هل هى لاجئة سياسية طُردت من بلدها كى تحتاج جمعيات ومنظمات تدافع عنها، المرأة كُرمت فى الإسلام تكريم مابعده تكريم، هل أوصت جمعيات حقوق المرأة الأولاد بحق الأم كما قال المصطفى لرجل يسئله عن أحق الناس بحسن صحابته فأجابه أمك ثلاث مرات وفى الرابعة ذكر الأب، لم أسمع ذات مرة هؤلاء الفيمنست يوصوا الرجال بزوجاتهم كما فعل المصطفى حين قال رفق بالقوارير، هل نجد توصية من المجلس القومى للمرأة تلزم الرجل بمعاملة الزوجة أفضل معاملة كما قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف)؛ أم ترى أن معظم كلامهم بأن المرأة تساوى الرجل وتكافئه بل وتتفوق عليه، تتعجب الفيمنست أو الكثير منهن حتى لا أظلم الكل من حق البنت فى الميراث الذى يعادل نصف الولد، تهاجم وتندد ذلك رغم أن الحكم اُنزل من فوق سبع سموات، اُنزل من عليم حكيم يعلم ما يصلحنا وما يفسدنا، الفيمنست تدافع دائماً على حقوق المرأة فى الإسلام فقط أو إن شئت قل، ترى ما كلفت به المرأة فى الشرع وتطلق أصابع الاتهام عليه مثل الميراث، قوامة الرجل، طاعة الزوج، الزواج لاكثر من امرأه، سفر الزوجة دون إذن زوجها … إلخ تلك إذن قضايا محورية بل حيوية بالنسبة لكل الفيمنست، ولكن إذا امُتهنت كرامة وشرف وعرض تلك المرأة خارج الإسلام فلن ترى الفيمنست فى المشهد بل( يفعل كلهن كأنهن من بنها ست..) منذ سنوات اغُتصبت وقُتلت أكثر من عشرة آلاف امرأة بوسنية فى مجاز البلقان ولم تتكلم أى جمعية حقوقية عن حق هؤلاء، لم نسمع أى مناضلة نسوية تتعرض لتلك الجريمة المرتكبة فى حق بنت حواء … هى نفس الفيمنست التى كان من الممكن أن تصاب بالحمى لو شاهدت رجل يتزوج باثنتين أو زوج يمنع زوجته من السفر ولكن مشهد قتل واغتصاب هؤلاء النساء لا يضيرها وكانهن خارج المجتمع الأنثوي، لم يتحرك أىّ منهن عندما ظهر ذلك الجندى الأمريكى الخبيث بكل بجاحة ليعلن عما كان يفعله الجنود الأمريكان فى العراق من اغتصاب الفتيات وامتهان كرامتهن، يتكلم بكل أريحية فى فيديو واضح لكل الناس بل لكل العالم عن جرائم ضد نساء العراق لكن منظمات الفيمنست تقريبا أصيبت وقتها بالرمد فلم تشاهد ذلك الفيديو، لو خرج رجل أو عالم اسلامى ليؤكد على قوامة الرجل على المرأة ووجوب طاعتها له يُزال الرمد من تلك الأعين بل تتوهج قرنيتها لتطالب بمقاضاة ذلك الشيخ الذى ينتقص من حقوق المرأة، عندما تجد أى عالم أو رجل يتزوج باكثر من واحده وتظهر الزوجات وكانهن سعداء تخرج تلك الأبواق لتؤكد أن هؤلاء النساء ليسوا أناس طبيعية، وعندما يظهر أحد رجال الأعمال الأردنيين بزوجتيه الفنانتين اللتان اظهرا حبا لبعضهما وهما مشتركتان لرجل واحد لم نسمع صوت واحد لهؤلاء الفيمنست، هن فقط يتحدثن عندما يكون الحدث من أهل الدين هنا يظهر العرق المناضل وتبدو جينات الكفاح ضد التمييز والتفرقة والتحكم من الرجل ولكن عندما يختلف المشهد ويكون خارج اطار الدين ورجاله …هنا فقط يسكت ويُقطع لسان الفيمنست.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى