حاورتها / هويد ناصيف
ولدت من رحم الإبداع أنثى الألوان وريشة الغضب … موهبة إستثنائية إختصرت الوجع الإنساني بدقة نعجز عن وصفها ، سارة شمّة الفنانة التشكيلية السورية المقيمة في لندن . عملت شمة من خلال إقامتها الفنية في كينغز كوليج لندن مع الدكتورة شان أورام في معهد الطب النفسي وعلم النفس والعلوم العصبية ومع مؤسسة هيلين بامبر، وأجرت مقابلات بحثية مع العديد من النساء الناجيات من العبودية الحديثة بهدف تطوير مفردات بصرية جديدة عن العبودية الحديثة. أبحاث من المعرض سوف تستعمل من قبل الدكتورة شان أورام المحاضرة في الصحة العقلية للمرأة في دراساتها ومشاريعها البحثية الجارية الهادفة إلى الحد
من مخاطر وآثار العنف ضد المرأة.
سارة شمة هي واحدة من أشهر الفنانين المعاصرين في سورية، الذين يمكن العثور على أعمالهم في مجموعات عامة وخاصة عديدة في جميع أنحاء العالم. شمة، من مواليد دمشق، سورية (0292) لأب سوري وأم لبنانية، انتقلت إلى لندن في عام 9102، حيث تعيش وتعمل حاليا بموجب فيزا الموهبة الاستثنائية. حصلت على العديد من الجوائز الفنية العالمية، كجائزة BP Portrait Award لعام 9112 في الصالة الوطنية للبورتريه في لندن. أصبحت “شريك من المشاهير” لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في عام 9101. لديها اهتمام قديم في علم النفس المرتبط
بمعاناة الأفراد .
إبداعها أثار رغبة الكلمات في وصفها ومعرفة المزيد عنها فكان لنا معها هذا الحوار
١-عرفينا بالفنانة التشكيلية سارة شمّة ؟
عندما أرسم أشعر بسعادة بالغة، أدخل في أعماق نفسي وأرتاح فيها، أجد نفسي من خلال لوحاتي، أقوم فعلا بما أحب أن أقوم به
٢- لوحاتك تنضح بالألم والقسا لما كل هذا المخزون الداخلي من الغضب ؟
لأنه جزء لا يتجزأ من الحياة، و ولأن للحزن والغضب جمالية خاصة
٣- هناك خط أحمر ظاهر بوضوح يقسم اللوحة الى قسمين أو يحيط بجسد الشخصية المرسومة ماذا تعني بهذا؟
الخط الأحمر يضيف بعدا اخر للوحة، فهو منفصل عنها كما هو مرتبط بها، ويعطي شعور بفراغ أو مسافة بين الخط الأحمر واللوحة نفسها
٤- هل سارة الفنانة تصلح لان تكون سارة الأم بكل عفوية وطبيعية؟
نعم فالأمر مرتبط بنوع العلاقة الزوجية وبالقدرة على تنظيم الوقت, زواجي يدفعني للعمل ويزيد إلهامي، ولم أؤجل موضوع الإنجاب فلدي شوق منذ زمن لأكون أم, كما أن الالهام الذي يقدمه لي أطفالي لا يشبه شئ, جعلوني أكثر قوة و قدموا لي الكثير
٥-عبرتي في لوحاتك عن الطبيعة والحيوانات وفِي المعرض الأخير عن الحرب أين دورك في مساندة المراة الشرقية ضد طاغوت وجبروت الذكورية؟
لا يمكنني الفصل بين المرأة والرجل، فهناك ارتباط بينهما فإذا لم يكن للمرأة دور في المجتمع هذا يعني أن الرجل ليس له دور أيضاً وإن ظهر عكس ذلك، أنا أرسم المرأة التي تعيش في داخلي وحالاتها المختلفة كإنسان موجود في جميع العصور، هكذا أحب أن أرى المرأة والرجل
-هذه الفنانة الغاضبة كيف تُمارس حياتها اليومية؟ هل للليل هدوء الريشة واللون أم يعصف بكوابيس الحاضر القاسي ؟
أرسم كل يوم, تحت كل ظرف وكل مزاج, لا شيء يعيقني عن الرسم, بل على العكس أستفيد من كل حالة لأرسم لأنني أرغب بالاكتشاف, وتجريب كل شعور وما ينتج عنه على اللوحات, أرغب بالموسيقى حولي عندما أرسم, وأحب أن أرسم في مرسمي.
٧-أنت كفنانة عربية سورية كم مرة واجهتي المجتمع الذكوري والمتخلف. لإثبات نفسك وموهبتك في عالم لا يهدي المراة الا الذل والتهميش والعنف ؟
أعتقد أن الجرأة هي أساس الفن, لا أعتقد بوجود خطوط حمر في المجتمع حول ما يستطيع أن يقدمه الفنان أو لا يستطيع، سواء كان رجل أو مرأة، الأهم هو كيف يرى الفنان نفسه وبذلك يفرض هذه الرؤية على جمهوره، من هذا المنطلق لا أستطيع أن أقول أنني واجهت ضغوط أو مصاعب في سورية.
٨-اذا اختارك القدر لتكوني فنانة فماذا تختاري انت ِلهذا القدر ؟
أن أكون كما أنا: فنانة
٩-هل تحملي الوجع البشري بداخلك أم انت مجرد مرآة تعكسه على لوحة فنية بالالوان والأجساد المختلفة؟
ربما… نعم أنا أتأثر بكل ما حولي, جميلاً كان أم قبيحاً, قوياً أم ضعيفاً, حراً أم عبداً, كل ما نراه, كل ما يحدث, يترك بصمته داخل نفس الإنسان, فتتجاوب النفس معه, قبولاً أو رفضاً, تأييداً أو استنكاراً, وفي النتيجة تظهر جميع تلك الأحاسيس في أعمال الشخص سواء كان فناً أو أدباً أو موسيقى, وأنا أرسم الناس وأحب اكتشاف خفايا نفوسهم, فتظهر فيها مشاعرهم وهواجسهم ودفقات قلبهم.
١٠- كم مرة أصبت بالاحباط وتمنيتي الموت ؟ وما هو برأيك الواقع أو الموقف الذي يجعل الانسان يفكر بانهاء حياته؟
لم أصب بالإحباط أبدا، ولم ولن أتمنى الموت، ولا يمكنني تخيل موقف يجعل الانسان يفكر بانهاء حياته، أرجو أن يحافظ كل انسان على حياته لأنها أغلى ما لديه
١٢- وصفوك بالنرجسية من كثرة ما رسمتي نفسك اشرحي لنا لماذا تكررين رسم نفسك؟
تعودت منذ بداياتي أن أرسم نفسي، وذلك من خلال المرآة وتأملي فيها، وأنا بذلك أغوص في أعماق نفسي فأكتشفها وأفهمها وأطورها نحو الأفضل، رسمت عشرات اللوحات كبورتريه شخصي، والعديد من لوحاتي الأنثوية تحمل من دون قصد وجوهاً شبيهة بوجهي، ولكني لا أعتبر أياً من ذلك دليل على نرجسية أو أنانية، فالنرجسية برأيي هي عندما يعشق الإنسان نفسه إلى درجة لا يرى فيها سواه وعندها ينغلق ذلك النرجسي داخل صندوقه فلا يرى أو يتواصل مع ما عداه لذلك يستحيل عليه أن يبدع في أي مجال من المجالات، لأن الإبداع يحتاج قبل كل شيء إلى النظر إلى العالم حولنا واستخلاص الإلهام منه وعكسه على أعمالنا، لا يمكن أن يكون النرجسي مبدعاً ولا يمكن أن يكون المبدع نرجسياً، نعم أنا أحب نفسي ولا أعتقد أن الإنسان يستطيع أن يحب غيره إن لم يحب نفسه أولاً، يجب أن يرضى عن نفسه، يجب أن يقبل بنفسه.
١٣-حصلت على المركز الاول بلوحة وحيد القرن ولَك مشاركات في الكثير من المعارض الدولية حدثينا بالتفصيل عن هذه المشار كات؟
معارض فردية مختارة:
2019 سارة شمة: العبودية الحديثة، بوش هاوس، لندن، بريطانيا.
2017 “لندن” آرت سوا، دبي، الامارات العربية المتحدة.
2015 “لوحات حرب أهلية عالمية” باشراف وتنسيق الناقدة الفنية ساشا كرادوك، اولد ترومان برويري،
لندن، المملكة المتحدة.
2014 “شتات” آرت سوا، دبي، الامارات العربية المتحدة.
2013 “الطابور” الكلية الملكية للفن، لندن، بريطانيا.
2011”ولادة” آرت هاوس، دمشق، سورية.
2009”احتفالية سماع مع دراويش سارة شمة” بالتعاون مع السفارة التركية في دمشق، آرت هاوس،
دمشق، سورية.
“حبّ 2009” مول 360، الكويت.
2008”سارة شمة 2008″ في فينيشينغ تاتش، قرية المعرفة، دبي، الإمارات العربية المتحدة. .
”سارة 1978″ آرت هاوس، دمشق، سورية.
2007”موسيقى 2007″ في نادي الكورنيش، الكويت.
”سارة شمة 2007″ آرت هاوس، دمشق، سورية.
2004”سارة شمة 2004″ صالة كلمات، حلب، سورية.
”سارة شمة 2004″ صالة كاريزما، الكويت.
2002”سارة شمة 2002″ صالة نصير شورى، دمشق، سورية.
2001”سارة شمة 2001″ نادي شل الثقافي، دمشق، سورية.
2000”سارة شمة 2000″ صالة نصير شورى، دمشق، سورية
1999”سارة شمة 1999″ المركز الثقافي الفرنسي، دمشق، سورية.
معارض جماعية مختارة:
2019 معرض ومزاد “مولتيكولور” الذي تنظمه جمعية “مايغريت آرت”
غاليري 9 كورك ستريت،
ودار فيليبس للمزادات، لندن.
2018 معرض الصيف، الأكاديمية الملكية للفن، لندن، بريطانيا.
غاليري مارك هاشم، بيروت، لبنان.
2015 ضيفة شرف في المعرض السنوي 33 للجمعية الإماراتية للفنون، متحف الشارقة للفن،
الشارقة، الامارات العربية المتحدة.
2013 بينالي فلورنسا، فلورنسا، ايطاليا.
المعرض السنوي للجمعية الملكية لفناني البورتريه، صالات المول، لندن
2012 “Nord Art 2012” معرض سنوي دولي من تنظيم KiC – Kunst in der Carlshütte في بودلسدورف، المانيا
2011 مجموعة سماوي، صالة أيام، دبي، الامارات العربية المتحدة.
الأيام الثقافية السورية، تنظيم وزارة الثقافة السورية، استنبول، تركيا.
2010”Art Prize 2010″ , جامعة كندال للتصميم والفن, غراند رابيد, ميشيغان, الولايات المتحدة الأميركية.
”Nord Art 2010″ معرض سنوي دولي من تنظيم KiC – Kunst in der Carlshütte في بودلسدورف، المانيا.
فن معاصر من الشرق الأوسط، صالة أيام، دبي، الامارات العربية المتحدة.
2009”Contemporary Istanbul” معرض دولي للفن المعاصر، استنبول، تركيا.
”مهرجان جبلة الثقافي الدورة الخامسة” جبلة، سورية.
معرض مجوهرات فريدة من تصميم فنانين من العالم العربي، تنظيم صايغ للمجوهرات،
آرت هاوس، دمشق، سورية.
تجمع صنعاء الدولي للفنون التشكيلية، صنعاء، اليمن.
معرض استيعادي للفن السوري، المتحف الوطني، دمشق، سوريا.
2009 -2008”دمشق باريس، رؤى متبادلة” تنظيم صالة أوروبيا في معهد العالم العربي، باريس، فرنسا والمتحف الوطني، دمشق، سورية.
2008”الإمارات بعيون عربية” تنظيم وزارة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مركز دبي المالي العالمي، دبي، الإمارات العربية المتحدة
”فنانون سوريون” في مركز واقف للفنون، الدوحة، قطر.
”مسابقة الفن العالمية Waterhouse للتاريخ الطبيعي” متحف جنوب أستراليا، مدينة أدوليد في جنوب أستراليا، وفي مقر الأرشيف الوطني الأسترالي، كانبيرا، أستراليا.
2007”بانوراما الفن السوري” مركز كاتزن الفني، الجامعة الأميركية، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية.
2006 “فنانون من سوريا” المركز الثقافي السوري، باريس، فرنسا.
2005- 2006 الجائزة العالمية لمجلس مقاطعة كاستييون للتصوير الزيتي” مركز الفن المعاصر، مدريد ومركز الفن المعاصر ESEAI، كاستييون، اسبانيا.
2005معرض “المرأة و الفنون، رؤى عالمية” في Expo الشارقة، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
2004”مسابقة البورتريه العالمية BP Portrait Award” الصالة الوطنية للبورتريه، لندن، بريطانيا.
”فنانون سوريون” المكتبة الوطنية، مدريد، إسبانيا.
”فنانون سوريون” صالة كلمات، حلب، سورية.
2003”مهرجان العالم العربي” مونتريال، كندا.
”لقاء فنانات من العالم”، تنظيم صالة الجسر، حلب، سورية.
2002”فنانون سوريون” صالة Amber مدينة لايدن و مدينة انسخيديه، هولندة.
”فنانون عرب” صالة دار الأندى في عمان، الأردن.
”فنانون من العالم” صالة M-Art، فيينا، النمسا.
”البينالي المتوسطي” في قصر خير الدين، تونس العاصمة، تونس.
2001”معرض ARTUEL الدولي للفن” فندق فينيسيا، بيروت، لبنان.
”معرض ثنائي ” متحف مدينة كوفنتري، بريطانيا.
”بينالي اللاذقية” اللاذقية، سورية.
”بينالي الشارقة” الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
”بينالي القاهرة” القاهرة، مصر.
”معرض النساء والحرب” تنظيم منظمة الصليب الأحمر الدولي، سورية والأردن وسويسرا.
2000 ملتقى المونت روزا لفنانين سوريين ولبنانيين، دمشق سوريا.
1994-2005 المشاركة بمعارض وزارة الثقافة الخارجية والداخلية.
1994-2005 المشاركة بمعارض في دمشق في: المتحف الوطني، صالة عالبال، صالة السيد، صالة قزح، مكتبة
الأسد الوطنية، صالة الشعب، صالة الرواق، صالة عشتار، صالة جبري، صالة كروكي، معرض
دمشق الدولي، المركز الثقافي العربي، المركز الثقافي الاسباني، المجلس الثقافي البريطاني.
١٤- بماذا تعدي الفن التشكيلي مستقبلاً؟
بالعديد ممن المعارض والنشاطات القادمة، فمعرضي الحالي عن العبودية الحديثة سيدور في بريطانيا
١٥-أخيرا وليس آخرا تمّ تسليط الضوء وتوثيق العبودية الحديثة في عدد من لوحاتك الفنية أين تقتفي هذه العبودية في عصرنا هذا ؟وما مدى تأثيرها على الأجيال القادمة؟
معرضي الفردي الحالي بعنوان “سارة شمة: العبودية الحديثة” في بوش هاوس، لندن، بالتعاون مع كينغز كوليج لندن ومؤسسة هيلين بامبر، المعرض يصور تجارب النساء في التغلب على والشفاء من آثار العبودية الحديثة من خلال مجموعة من اللوحات الضخمة وسكيتشات زيتية، المعرض من تنظيم الكوريتور كاثلين سوريانو.
المعرض نتيجة إقامتي الفنية في كينغز كوليج لندن مع الدكتورة شان أورام في معهد الطب النفسي وعلم النفس والعلوم العصبية، أجريت مقابلات بحثية مع العديد من النساء الناجيات من العبودية الحديثة بهدف تطوير مفردات بصرية جديدة عن العبودية الحديثة. أبحاث من المعرض سوف تستعمل من قبل الدكتورة شان أورام المحاضرة في الصحة العقلية للمرأة في دراساتها ومشاريعها البحثية الجارية الهادفة إلى الحد من مخاطر وآثار العنف ضد المرأة.
١٦-ما هي كلمتك الاخيرة للقراء والمجلة ؟
أرجو لكم الاستمرار بالتقدم والانتشار الواسع
حاورتها الإعلامية هويدا ناصيف