ط
الشعر والأدب

وحده من يعلم* قصة قصيرة بقلم : حسيبة طاهر كندا

اليوم هي سعيدة سعيدة جدا ، قررت عمل حفل صغير وحميمي بمناسبة عيد زواجها ال … ، لا يهم كم ،فالحياة لا تقاس أبدا بالساعات و الأيام ، بل باللحظات السعيدة بلحظات الفرح وما أقل تلك اللحظات ، لحظات لصغرحجمها و شحوب لونها تكاد تكون معدمة لاتذكر، هي مستعجلة عليها تحضير الأكل و الكعك،وترتيب المنزل ، وتصفيف شعرها،لايمكنها زيارة حلاقتها لأنها بعيدة ، اتجهت لحلاقة جديدة فتحت في ركن قريب من منزلها، استقبلتها الفتاة الجميلة بابتسامة لطيفة .
شابة في العشرينات جميلة بشعرمزيج بين طبيعي قاتم السواد وطبقة مصبوغة بلون أشقر قريب للبياض ،وجسم رشيق يبدي بوضوح أن صاحبته رياضية …
– أريد قص وتصفيف شعري من فضلك قالت.
– آسفة ياسيدتي ليس لذي مكان اليوم
– أرجوك أرجوك
– آسفة قلت لك , سأغلق حالا ، أنا في عطلة اليوم أصلا ،جئت فقط لأمرما.
– ولمَ لا تصففين شعري ثم ترحلي ؟؟ معذرة لإلحاحي
– كان بودي سيدتي ، لكنه سيحضر حالا لاسطحابي … سنذهب لركوب الخيل
أناأعشقه , وهويستحق ذلك ،إنه رائع ،رائع ،تعرفت عليه في سباق للخيل ،له نفس هوايتي… واليوم سيورني الحصان الذي وعدني به ….. إنه كريم ،كريم جدا …
كادت تحسد الفتاة على سعادتها … لكنها نهرت نفسها … هل فطر الإنسان على حسد غيره ؟؟ لمَ تحسد الفتاة على مشروع حب في بدايته … هي من تملك زوجا محبا و أطفالا رائعين … حاولت أن تتودد للفتاة أكثر علها تلين وتصفف شعرها … لكن الفتاة تأسفت و استأذنت قائلة :
ـ آسفة سيدتي سأغلق حالا فحبيبي ينتظر خلف المحل .
ـ أوليس هناك فتيات أخريات يعملن معك .
ـ للأسف لا… فالمحل جديد والميزانية لا تتحمل بعد … سأوظف حلاقات أخريات لاحقا.
… يالا خيبة الأمل …
خرجت السيدة و تبعتها الفتاة مسرعة ،أغلقت المحل و توجهت لحضيرة ركن السيارات الكائنة بالخلف ، شيء ما جعلها تتبع الفتاة متلصصة … هل كان فضولا ؟؟ لا , … شيء أقوى من الفضول ،إحساس جارف ،هاتف داخلي يأمرها بالمضي … و ياليته لم يفعل … مضت إلى أن وضحت لها الرؤية … أجل هي السيارة عينها ماذا تفعل في حضيرة الحلاقة ؟؟، ورأته ،أجل ، أجل … هو… لن تتوه عنه إلا لو تاهت عن نفسها …قبلتان حاراتا وانطلقت بهما السيارة … يالا خيبة الأمل … يالا السعادة التي كانت سرابا والأحلام التي استحالت خرابا …
من المخدوعة تساءلت أنا أم هي ؟؟ وحده من يعلم …. وحده من يعلم .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى