يَرْعَى الْيأسُ بِمِحْبرَتِهَا
يَدْلِفُ مُحَملاً بِالْفَراغِ وَ الْوحْشَةِ
يُطوِقَها بِالْفَوضَى لِيسْتَقِظَ الْغُرُوب
مِنْ ضَفَائِرهَا بِشَارةَ يُتْم..
تُطْلِقُ سَرَاحَ الْياسَمِين فِي الْكَلِمَات
و تَسْتَغِلهَا الْأَبْجدِيةُ دَمْعَة,,
تُحفِزُ اللّيلَ لِيبَحَثَ لَهُ عَنْ اسْمٍ جَدِيد
لَا تُنَاكِفهُ قَصِيدة
فِي بَحْبُوحةِ جَدْبٍ تُرَبِّي أَوْزَارَ الظّمأَ
و تَسْتَمْطِرُ الظِّلَالَ الْتِي أَخْلصَ لهَا الْخَرِيف ..
شِتَاء ٌ جَنّ لَيلُه و كُوخٌ غافٍ عَلَى الْوَحْشَةِ
و هِي تَغْزِلُ للْغَبشِ اعْتِرَاف
مِلْءَ غُرْبَتِهَا تُطِلُّ عَلَى النّغَمِ هُدَى
وَ مِنْ سُوءِ حَظِّ الْعَبِير
أَنْهَا تَبْتَهِلُ كَقَطَرَةِ نَدَى
كُلْمَا ارْتَجَلَ عُزْلَتِهَا نَهَار ..
كُلّ مَا حَوْلهَا يَرْتَعِشْ
يُعَانِي نَزْلةَ حَنِين..يَخْذِلُ الدِّفءَ الْمُتَيَم بِعِطْرِها..
ارْتَمتْ عَلَى الْكُرْسِي أَمَامَ الْمِدْفَأَة
تَرْتَشِفُ قَهْوَتِهَا وَ تَرْتَشِفُهَا الْوِحْدَةُ عَتْمَةً عَتْمَة..
تَقْرأُ رِوَايَةً تَاهَ عِنْوَانُهَا مُنْذُ وَسَنَ
مُبَعْثرَةً تُسَافِرُ بَيْنَ السُّطُور
تتَأَبَطُ حِلْماً يَكْبرُ خَفَقَاتِهَا بِشَمْسَين
تُرَاقِبُ ألْسِنَةَ النَّارِ الَّتِي تُثَرْثِرُ عَنِ الرَّمَاد
تَتَمَايَلُ معها كَرَقْصَةٍ مَعَ الشّيْطَان
وَ رَائِحَةِ الْمَوْتْ تُقَلِبُ مَعَ صَفَحَاتِ الرِوَايَةِ الذِّكْرَيَات
تَتَوَعدُ بِإِطْلَاقِ الْمَزِيدِ مِنْ النِّقَمِ وَ الْعُزُوفِ
وَ لَا زَالَتْ بَيْنَ رَقْصَةِ شَيْطَانٍ وَ تَنْهِيدةِ رَجَاء
تَتَأَرْجَح كَغَيْمَةٍ فِي مُقْتَبَلِ السَّرَاب..
وَ كَأَنَّ دَمْعَاً لَمْ يَكُنْ.