كتبت – أميمة أحمد ماهر
رحلت عن عالمنا مساء أمس الثلاثاء 29 مايو 2018، الفنانة الكبيرة والقديرة “مديحة يسري” بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز الـ97 عاماً، غيبها الموت، لكنها حاضرة بفنها وتاريخها الطويل في السينما المصرية.. مديحة يسري علامة من علامات السينما، فنانة من زمن الفن الجميل..
ولدت مديحة يسري في الثالث من ديسمبر عام 1921 بالقاهرة، واكتشفها المخرج محمد كريم عام 1940، وكان أول ظهور لها مع الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم ممنوع الحب، كما شاركت معه أيضاً بدور صغير في فيلم “رصاصة في القلب”، وهو الدور الذي أهلها لدور البطولة في فيلم “أحلام الشباب” عام 1942.
وكانت بدايتها الحقيقية عندما اكتشفها الفنان الكبير “يوسف وهبي” وهي تؤدي مشهداً في إحدى البلاتوهات فاستدعاها هو وشريكه “توجو مزراحي”، وعرض عليها العمل معه في ثلاث أفلام بشكل حصري، وهي: “ابن الحداد، الفنان العظيم، أولادي”، وقدم لها دور البطولة في فيلم”الفنان العظيم”.
ويبلغ رصيد الفنانة مديحة يسري خلال مشوارها الفني الطويل ما يزيد عن 90 فيلماً، وقدمت عدداً كبيراً من الأدوار التي تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، وقدمت في أدوار البطولة دور الإبنة والحبيبة، ثم دور الأم في مراحل متقدمة من عمرها.
ومن أشهر أفلامها :” فاطمة وماريكا وراشيل، الأفوكاتو مديحة، أمير الإنتقام، حياة أو موت، أقوى من الحب، وفاء، لحن الخلود، الخطايا، خطيب ماما، الساحرة الصغيرة، خللي بالك من جيرانك، لا تسألني من أنا، الكف”، وكان أخر ظهور سينمائي لها في فيلم الإرهابي مع الزعيم عادل إمام.
وقدمت العديد من المسلسلات الدرامية منها: ” هوانم جاردن سيتي، الباقي من الزمن ساعة، الوديعة، وداعاً ياربيع العمر”.
تزوجت “مديحة يسري” أربع مرات، ثلاث زيجات منها كانت من داخل الوسط الفني، الأولى من المطرب والملحن “محمد أمين” الذي أسست معه شركة للإنتاج السينمائي، وأنتجت خلال سنوات زواجهما الأربع عدة أفلام، منها: “أحلام الحب، غرام بدوية، الجنس اللطيف”، وبعد انفصالهما تزوجت من الفنان والمنتج “أحمد سالم” الذي كان معروفاً بمغامراته النسائية عام 1946، ثم انفصلا، وتزوجت من الفنان “محمد فوزي” الذي شاركته في تأسيس شركة الأسطوانات “مصرفون” التي تم تأميمها بعد الثورة، وبعد زواجهما اشتركت معه في بطولة العديد من الأفلام، مثل: “فاطمة وماريكا وراشيل، آه من الرجالة، بنات حواء”، كما أنجبت منه ابنهما عمرو عام 1955 والذي توفى وهو في سن الشباب إثر حادث سيارة.
أما آخر زيجاتها فكانت من الشيخ “إبراهيم سلامة الراضي”، شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية الصوفية.
أعلنت “مديحة يسري” اعتزالها الفن تماماً عام 2012.
وصارعت “مديحة يسري” منذ فترة طويلة المرض، حيث كانت تعاني من أمراض عدة، منها التهاب في المثانة وآلام في العظام وجلطة في الساق، كما عانت من ارتفاع في درجات الحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية في بعض الأحيان نتيجة تركيب قسطرة، وتورم في الوجه، وتم نقلها قبل شهور لأحد مراكز التأهيل التابعة للجيش لعمل جلسات علاج طبيعي حتى يمكنها الحركة بعدما فقدت القدرة على ذلك.
وتدهورت حالتها الصحية في الفترة الأخيرة، وأصدر رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، بنقلها إلى مستشفى المعادي العسكري وعلاجها على نفقة الدولة، تقديراً لتاريخها الفني.
وأسدل مساء أمس الثلاثاء الستار على رحلة من المعاناة مع المرض، وانتهى الألم، وانتهت رحلة الحياة للفنانة القديرة مديحة يسري، تاركة خلفها تاريخ طويل من الفن الجميل، سيبقى دائماً في ذاكرتنا وقلوبنا.. وداعاً سمراء النيل.. وداعاً مديحة يسري.