ط
مقالات فتحي الحصري

وداعا صديقى الذى لم أقابله يوما إلا فى الحلم وداعا محمود عبد العزيز

1
كتب/ فتحى الحصرى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لن أدعى أنى كنت الصديق المقرب من الفنان الراحل محمود عبد العزيز ، ولن أنسج القصص حول لقاءاتنا الكثيرة التى كنا نتقابل لنتناقش فى حال الفن والفنانين ولن أحكى عن اتصالاتنا اليومية _التى لم تحدث بالطبع _ نتكلم بالساعات عن دوره الرائع وكتاباتى التى لاتضاهى ، لن أفعل كما سيفعل الكثيرون من محترفى الحكايات الوهمية استنادا إلى أن الراحل لن يقوم بتكذيبهم ..! غير أنى سأتحدث وبكل صدق عن محبتى لهذا الصديق الذى لم أقابله يوما إلا فى مهرجان أو حفل سينمائي ما.ولم يسبق لنا أن تحدثنا وجها لوجه ..! نعم أحببته حتى دون أن نلتق جتى دون أن نتحدث تلفونيا سوى مرتين فقط خلال العامين الماضين .وكل مكالمة كانت تزيد من محبتى له .، أحببت طفوليته غير العادية والتى تسكن جسد هذا النجم العملاق ، لم اشعر أنى أحدث نجما كبيرا بل أخ أكبر وصديق كانى أعرفه من سنوات طوال ،هل رأى احد منكم نجما كبيرا يبكى عندما يقرأ كلمات المديح عن دور قام به؟؟؟ لاأعتقد بل أن معظمهم حتى لايبالون بما يكتب عنهم إلا إن كان سلبا ..!

محمود عاوز يكلمك ..هكذا فاجأتنى صديقة العمر المذيعة المتألقة ( بوسى شلبى ) زوجة الفنان الراحل..!
 كنت قد كتبت عن دوره فى جبل الحلال وكان هو ضمن من كتبت عنهم ولم يدر بخاطرى أن كلماتى البسيطة سوف تجد كل هذا الأثر فى نفس النجم الكبير والذى لن تزيده كلماتى قدرا ولا نجومية ..! ( محمود عاوز يكلمك ) وعلى الطرف الآخر من الهاتف جاءنى صوته محملا بكل نبرات الشجن ( هو انا هالاقيها منك والا من د. احمد يونس انتوا غاويين تعيطونى كده؟) _كان د. أحمد يونس الصحفى الكبير وأستاذى قد كتب عنه قبلها بيومين فى عاموده الأسبوعى بالأخبار ( بين قوسين )_ النجم الكبير يبكى من كلمات الثناء التى يستحق أكثر منها ..ألجمت كلماته لسانى ولم أجد ماأقوله أمام كلمات الشكر التى ظل يرددها طوال المكالمة ..! طفل برئ على شكل فنان يحدثنى فى لحظات ،ذابت كل المسافات .فى لحظات احتل حنايا القلب وصار جزءا منه ، كيف تركت كل تلك السنوات دون أن أعرفه وأتقرب منه ؟ هل تكفى مكالمة كى تزرع بداخلى كل هذا الحب لشخص لم أقابله يوما؟ إذا كان الأمر كذلك فما بال من عاشروه كل تلك السنوات ؟ إذا كان فراقك ياصديقى الذى لم أقابله يوما قد آلمنى حد العجز عن البكاء فكيف بمن أمضوا حياتهم معك ؟ أتدرى ياصديقى الذى رحل من الدنيا ولكنه مازال يحتل حنايا القلب أنى رأيتك بالمنام.نعم رأيتك قبل الرحيل بيوم واحد وأنا الذى لايرى فى أحلامه سوى الهرتلات ، رأيتك باسم الوجة فاستيقظت متعجبا وعندما عاودت النوم وجدتك مازلت بانتظارى وكأنك تأبى إلا أن تلقانى وجها لوجه ، كنت تعلم أنى كنت أريد لقائك فمنعنى مرضك فأتيت أنت لتلقانى حاملا تلك الرزمة من الورود لتعطينى إياها ولاأدعى أنى افهم معنى الحلم ولا الورود غير أنى على يقين انك كنت تعلم أنى كنت أود رؤيتك فلم تشأ ان تحرمنى من مطلبى ، أتعلم ياصديقى الراحل من الدنيا ولكنه يسكن حنايا القلب أنى بتلك الزيارة كنت أسعد كثيرا من هؤلاء الذين عرفوك وعاشروك فأنا آخر من رأى ابتسامتك وسأظل احتفظ بباقة الورد التى أعطيتنى إياها داخل شغاف القلب هناك فى الركن الكبير الذى تقبع فيه أنت ولن تبارحه ابدا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى