ط
مقالات فتحي الحصري

وداعا عزت أبو عوف وداعا صديقى الذى لم أسعد بصحبته إلا قليلا

كتب فتحى الحصرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألو ..وعلى الطرف الآخر من الهاتف جاءنى صوته هادئا غير متكلف . أهلا فتحى بك
كنت قبلها بدقائق أحدثه على الخاص من أجل الحصول على موافقته كى يكون رئيسا شرفيا للدورة السادسة من مهرجان همسة .. لم أستغرق وقتا طويلا وأنا أشرح له فكرة المهرجان . والحقيقة أنى لم أكن متفائلا بقبوله طلبى هذا . فكيف سيقبل وهو الذى كان رئيسا لواحد من أكبر المهرجانات السينمائية فى العالم ألا وهو مهرجان القاهرة السينمائى .. لحظات وأرسل لى رقم هاتفه كى نتحدث باستفاضة .. الأمر فعلا جاد وهناك أمل بأنه سوف يقبل .، دقائق على الهاتف شرحت له فكرة المهرجان والحقيقة أنه فاجأنى بقوله يسعدنى تلبية طلبك ..!

ماأسعدنى فقد حصلت على أكبر دعم للمهرجان بل وشهادة نجاح كبرى بموافقته على الرئاسة الشرفية للمهرجان . وفى فيلته الأنيقة بالشيخ زايد كان اللقاء الذى جمعنى به وبحضور الصديق والمخرج رئيس لجنة التحكيم فى تلك الدورة أشرف فايق ونجلى ونجلتى عمرو ومريم مديرا المهرجان وقد داعبهما النجم الكبير كثيرا ..!

تحدثنا عن المهرجان وعن المكرمين وسأل عن الأسماء واحدا واحدا .لم يعترض على أى اسم بل تناول الجميع بالثناء . ووضعنا الخطوط الأساسية وتوقيت كلمته . كان باسما بشوشا لم يفرض رأيا أو يطلب أى استثناء وعلى الرغم من انها المرة الأولى التى أجالسه فيها لوقت ليس بالقصير إلا أننى شعرت أنى اعرفه منذ وقت طويل فهو من انلوع الذى يدخل القلب بلا استئذان بسيط إلى أقصى درجة رغم مكانتة العلمية والفنية والاجتماعية ..!

دورة استثنائية تلك التى يكون رئيسها النجم  الفنان د. عزت ابو عوف . وعلى مسرح قاعة سيد درويش وقف شامخا رغم الوهن الواضح فى صحته يلقى كلمته غير المكتوبة فقد كان متحدثا رائعا . ومن على خشبة السرح صرت اجوب ببصرى ابحث عنه ليخبرنى الصديق أشرف فايق بأته طلب الاستئذان للرحيل لشعوره بالتعب , ولم أكن أدرى بأنه الرحيل الذى بلا عودة . لم أكن أدرى بأنها المرة الأخيرة التى سأراه فيها
وداعا صديقى الذى أحببته رغم أنى لم أسعد بصحبه إلا قليلا ولكنى قد أسعد بصحبته بعد ذلك كثيرا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى