وقوف بباب السماء، شعر ” جمال قصودة تونس ، قصيدة التفعيلة
تنويه : كتب النصّ –مجازًا – بين السماء الدنيا و الارض بواد يسمّى “وادي العقيق ”
هنا مستراح لقافلة المتعبين
ينيخون ملء الوجوه غماما
فتعلو التسابيح:أن يا سماء
أما من رياح تقود السحاب إلينا
مكثنا
و طال المقام بأرض بتول
مررنا بسبع عجاف
فهام القطيع على غير درب
و دقت نواقيس موت
يغذيه صوت الخراب
فطوبى لحادي الكلام……
و طوبى لصوت اليباب…..
***
نمرّ مرور الحمام
و نأبى المقيل بكف تمد ……
فتنأى بنا الأمنيات بعيدا
لدى كل نجم نبيت
فكيف تمد إليك اليدين السماء
وتلك القرى
خلفها غفوات
وتلك القرى خلفها فلوات
وخلف الفلاة…..فلاة
وأنت المرابط دوما أمام القبور شمال الشتات
فقلها إذا :
لنا نجمة لم يزل في ملامحها ما يعيد السؤال
أعدها ….
فذا السومري يروم رحيلا
بغير شراع
سنترك للريح حزنا تكلس بين الضلوع
ونمضي إلى نجمة واحدة
***
مؤجلة …يا قصيد
جميع الحروف إلى موعد بعد ليل طويل
سأمسك فجري البعيد
فيا ليل لا ترتجف في يدي عالمان
واني على بعد جرح وقفت
وما كان لي غير جرحي دليلا
واني أرى ما يراه المريد
قبيل العروج الأخير
جدار يميد على جانبيه….و يهمي
سؤال شريد:
لماذا نطيل الوقوف بباب السماء
ونحن أمام حصار جديد
***
ونحن بغير حجاب نرى النجمة الآفلة
فذي سدرة الوهم تخبو
وذي غيمة غافلة
وإنا سمعنا التراتيل …أنصت
يضيق بوادي “العقيق ” الصهيل
ويهمي سؤال جديد:
أفي وسعنا أن نعيد الهلال الخصيب البعيد
***
ألا قل هو الحلم
فارتقبوا الراجعين إلى مدن من تراب
وأنى نولي الوجوه
فثمة أم تصلي لقافلة العائدين
ألا لملمي الدمع أمي
ستعلو الزغاريد في ربعنا
ثم يعلو النشيد….
بئر الباي تونس