أضحى سوق الإنتقالات، سواء الصيفية أو حتى الشتوية، حدثاً بحدّ ذاته. فالجماهير تنتظر هذه الحقبة من الموسم الكروي الأوروبي بفارغ الصبر لمعرفة وجهة نجومها المفضلين و بالتالي وضع فرقها و البحث عن لاعب يسد ثغرة في خط ما من الملعب أو في التخلص من لاعب كان يشكل عبئاً على فريقها.
و لا نبوح بسر إذا قلنا أن موضوع الإنتقالات بات يشكّل بيضة القبان في ميزان المحاسبة مع نهاية كل موسم. فتقييم أداء الإدارة ووضع المدربين مرتبط إرتباطاً مباشراً باستقطاب اللاعبين. فالجمهور يحاسب إدارة فريقه و بدورها إدارة كل فريق تقيّم عمل مدربها آخذة بعين الإعتبار الميزانية التي رصدتها لاستقطاب لاعبين جدد و كيف أبلى المدرب و تصرف بالمال الذي رصد لاستقطاب لاعبين جدد سواء نجحوا في تحقيق ما هو مرجو منهم أو فشلوا وفشلوا الإدارة معهم في تحقيق أهداف الفريق الموسمية.
و لكن هناك أمر يغفله كثيرون. كيف يمكن للاعب شاب لا يملك أي خبرة في مجال إدارة الأعمال أن يهندس انتقاله من نادٍ إلى آخر و إدارة الملايين التي يتقاضاها من حصته في الإنتقالات ومرتباتهم المرتفعة وحقوق استعمال اسمه كعلامة تجارية؟ متبعي أخبار النجوم يعرفوا الجواب. فخلف هؤلاء النجوم هناك نجوم و لكن من نوع آخر. لا يملكوا بالطبع موهبة مداعبة الكرة و إسعاد الجماهير على المستطيل الأخضر، و لكنهم قادرين على إفراح قلوب الجماهير من خلال إتمام صفقات انتقالات اللاعبين من نادٍ إلى آخر. إنهم وكلاء اللاعبين الذين يقضون معظم أوقاتهم في التجوال بين الملاعب بحثاً عن المواهب المخبأة و الذين قد تضاهي شهرة بعضم نفس شهرة نجوم اللعبة الكبار أمثال ميسي و كريستيانو و نيمار و مودريتش و سواريز و مبابي.
و في ما يلي، نظرة عامة على أبرز وكلاء لاعبي كرة القدم اخترنا أن نلقي لكم الضوء عليهم بداية أو اقتراب بداية الدوريات الأوروبية الكبرى:
مينو رايولا
إيطالي المولد و هولندي المنشأ. و هذا ما سمح له بنسج علاقات بين كبرى الأندية الهولندية و فرق المقدمة في الدوري الإيطالي في التسعينات أيام كان يعتبر الكالتشيو جنّة نجوم الكرة العالمية. و كان عرّاب صفقات بريان روي و دنيس بركامب و ويم يونك من خلال شركة “سبورتس بروموشن”. بعدها اتجه ليعمل بصفة فردية و كانت باكورة كبرى صفقاته استقدام التشيكي بافل ندفد من نادي سبارتا براغ إلى لازيو الإيطالي. كثيرون يذكرون مؤخراً صفقة انتقال بطل العالم الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي في صفقة كانت قياسية في العام 2016 و بلغت قيمتها 105 مليون دولار. يدير حالياً أعمال مجموعة من النجوم أمثال هنريك مختاريان و زلاتان إبراهيموفيتش و إتيان كابو و بليز ماتويدي و الحارس جيانلويجي دوناروما ماركو فيراتي و غيرهم من اللاعبين. كلمته مسموعة من اللاعبين و الأندية على حد سواء.
خورخي مينديز
برتغالي مسجل تحت اسم الإتحاد البرتغالي. أسّس شركة لإدارة أعمال اللاعبين عام 1996. انتخب مدير أعمال العام لست سنوات متتالية منذ 2010 حتى 2015. باكورة أعماله كانت انتقال الحارس نونو من فيتوريا غيمارايش البرتغالي إلى ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني. و هو حالياً يدير أعمال كوكبة من النجوم كمواطنيه كريستيانو رونالدو وناني ودييغو كوستا الإسباني وأنخل دي ماريا الأرجنتيني وخاميس رودريغيز الكولومبي والمدرب خوسيه مورينيو.
جوناثان بارنيت
رئيس مجلس إدارة شركة “ستيلار غروب” المتخصصة بإدارة أعمال الرياضيين. لا تقتصر نشاطاته على كرة القدم فحسب، بارنيت هو أول من أدخل الملاكم البريطاني لينوكس لويس إلى عالم الأضواء. يدير حالياً أعمال نجوم كرة القدم غاريث بيل الويلزي و الإنكليز لوك شو و الحارس جو هارت و فوسو منساه الهولندي
جان بيار برنيس
بعدما ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بفضيحة رشاوى في بداية تسعينيات القرن الماضي كان بطلها نادي مرسيليا ورئيسه آنذاك برنار تابي، ها هو برنيس يعود بقوة إلى عالم كرة القدم الفرنسية من خلال إدارته لملفات أعمال نجوم فرنسيين أبرزهم فرانك ريبيري ونبيل فقير وعادل رامي والمدربين لوران بلان وديدييه ديشان بطل العالم مع منتخب بلاده.
إلى هؤلاء، تبرز أيضاً أسماء كوالد البرازيلي نيمار الذي يشرف شخصياً على أعمال نجله و الإسباني بير غوارديولا شقيق المدرب بيب غوارديولا الذي يدير أعمال شقيقه و الذي ساهم مؤحراً مساهمة فعّالة و لعب دور الوسيط في امتلاك نادي خيرونا الإسباني المغمور من قبل مجموعة طيران الإتحاد التي تدير بدورها نادي مانشستر سيتي بطل إنكلترا و الذي يدربه بيب غوارديولا.
عالم النجوم يديره أناس أكفّاء يعرفون توزيع الأدوار و الوساطة بين الأندية و اللاعبين. و هو ما يزيد الإثارة في زمن سوق الإنتقالات