ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

ولادة على ضفاف المستحيل.مسابقة شعر التفعيلة بقلم / وليد عفيف حرفوش من لبنان

ولادةٌ على ضفافِ المستحيلْ
شعر : الأمير /// وليد عفيف حرفوش
الدولة : لبنان
شعر التفعيلة
***********************************************

I

قَاومتُ في دوامةِ الأنواءِ طيني
ونسجتُ من ثغرِ الحروفِ الزرقِ أشرعةً ،
وقطعتُ أربطةَ المراسي.
تنتابُني لحظاتُ عشقيَ كلما
يممتُ شطرَ البحرِ أحلامي البعيدهْ
فتركتُ عندَ الشطِ أبناءً ، وأرزاقاً ، وأياماً حميمهْ
أغلقتُ بابَ الصمتِ في حاناتِ درويشي القديمهْ
ورحلتُ جباراً قويا
فأجابَ بالصمتِ المريبِ ولم يقلْ شيئاً، يُرَوِّي العشقَ في ذاتِ العليلِِ
روحُ الأهازيجِ استطاعتْ أن تترجمهَا الطبولُ
في رحلتي وجعٌ على كتفِ الغروبِ أنا
عانيتُ أحلامَ الكلامِ ، فكلِّمي
مِزقَ السلامِ ولملمي
آثارَ آلامٍ لئيمهْ.
أغلقتُ بابي،
في صفاءِ الفجرِ
فيها لحظةُ التاريخِ ، تقذفُني رُعُودي
خلفَ أسوارٍ عنيدهْ .
يا مفعماً بالطينِ ، عانقْ ألفَ أغنيةٍ
ومزقْ ألفَ ثوبٍ للطهاراتِ الأثيمهْ
وانظر إلى أُفقِ الوِلاداتِ العظيمهْ.
أتركْ على الشطآنِ زوبعةَ الفراغِ وحيدةً
كي تمتطي ريحَ المراكبِ مفعماً
بالعزمِ و الإلهامِ في زمنِ التقهقرِ والهزيمهْ.
أتركْ لأحلامِ الرياحِ مساحةً
ضاعتْ على أرضِ البداياتِ العقيمهْ
ستعودُ زنبقةُ الحياةِ بعرضِ بحرٍ ذابَ في شفقِ الشموسِ الحالمهْ
عَرَّابُ روحِكَ في مدى الأحلامِ يولدُ في صراعاتِ الضياعِ وأنتَ باقٍ ،
كحقيقتي عقلٍ ، وروحٍ خالدهْ .
أبداً تقدسُ كُلَّ أرضٍ لا تُرَاوِدُها السفينهْ.
عُبي منَ الأفقِ البعيدِ سفينتي
هذي بداياتُ التحولِ فاجمعيني من فُتَاتي
واصنعيني من صخوري من رمالي
قد حانَ حينٌ للتحولِ فارتمي في كُلِّ أرحامِ المرايا واسرقيني من أنيني والمدينهْ
غاباتُ ذاتي ليسَ تقبلُ أن أكونَ مُعلقاً بغبارِ أوهامٍ سجينهْ.
صدقتُ بالريحِ ،
الغضوبةِ فارفعي علمَ الرحيلِ وزمجري في كُلِّ ميناءٍ وأرضٍ حالمهْ .
ضَاعَتْ قناديلُ الحياةِ بكلِّ أرضٍ واجمهْ
لا ترتمي فوقي بروحٍ تائههْ ،
إني على أرضِ المواجعِ أنحني بشَتَاتِ روحي
فالعواصفُ قادمهْ
هذي غواياتُ البدايةِ تقتربْ .
من لحظةِ الصِفرِ المُريعِ بكُلِّ أبعادِ الحقيقهْ.

II

يتألمونَ على ذراعِ الجرحِ
حيثُ تغطرستْ روحُ الشفاهِ وثارَ في القدحِ الشرابْ
ما جاءَ منهمْ بالبطولةِ سيدٌ
لا جاءَ بالعهدِ الجديدِ
ولم يعدْ كالفاتحينْ
هذي كؤوسُ الجرحِ من قارورةٍ
عَصَرَ الحزينُ سماءهَا فَهَمَى العذابْ
يا من أتيتَ إلى الحياةِ مُقدِساً روحاً بها ،
إني ألملمُ فقرَ أهلِ الأرضِ منْ
مُقَلِ الجياعِ
مُضرجاً بالتينِ والزيتونِ والنخلِ المعتقِ بالأسى،
بالأرضِ بالأرواحِ يختبئُ السرَابْ
يا صرخةَ الألمِ التي كُسِرَتْ
في لحظةٍ كيف التقيتِ بلحظتي ونسجتِ مني ألفَ منديلٍ
لمآتمٍ يبكي لحرقتِها السحابْ
مازلتُ تحتَ العينِ أشربُ من رذاذِ البؤسِ حبرَ فجائعٍ
كَمُعَمَدٍ بالجرحِ تطعنهُ الحِرابْ.

III
أفنيتُ أقداحي على شفةِ المدى
وسئمتُ كرسيي على شَطِ التوحدِ والضياعْ
هُمْ ، يكرهونَ حقيقتي
ويحاربونَ صراحتي
كم يستمدُ الجرحُ نزفاً من دمي
متوحداً وجعي بأوجاعِ الخليقهْ
كمعتقٍ من ذاتهِ حملَ الجراحَ بلا خطيئهْ،
هم يصلبونَ عقائدي والفكرَ في غيبوبةِ العقلِ الغبيهْ
من غيرِ إثمٍ ظاهرٍ أو مجدليهْ .
أحتاجُ عاطفةَ السماءِ لكي أُعيدَ الأرضَ طاهرةً نقيهْ
ولكي يعودَ الناسُ عنْ
طغيانِهمْ . وجنونِهمْ . وحروبِهمْ.
ولكي يعودَ الخيرُ قلباً خافقاً
والحقُ يصبحُ حاملاً هَمَّ البَريَّهْ
في عالمٍ من بَربَريَّهْ
في عالمِ الإجرامِ والمالِ الأثيمْ
قي غيبةِ العقلِ الحكيمْ
في عالمٍ قتلَ الحروفَ على شفاهِ الأبجديهْ
وأقامَ شرعَ الغابِ كُرمَى البُندقيهْ.

IV
ذَوِّبْ لهيبكَ في دَمي
يا رونقَ الفجرِ الأثيرِ المُلهَمِ
وجعُ البلاغاتِ القديمةِ يرتوي ، من لهفةٍ في قلبِ صادٍ مفعمِ
من نظرةٍ ولِدَتْ بلحظةِ غفلةٍ
في ومضةٍ قُربَ السرابِ على تُخُومِ البوصلَهْ
أبحرتُ من أجلِ المحبةِ والبقاءْ
من أجلِ حزنِ الناسِ في زمنِ الشقاءْ،
من أجلِ دمعِ الحُبِّ في مُقَلِ البُكاءْ ،
البحرُ حلوٌ سادرٌ وغناءُ أشرعةِ الرحيلِ يذوبُ شعراً في الفضاءْ
والأرضُ تظهرُ في مدى الأبعادِ روحاً شاحبهْ
هذا هو البحرُ الوسيعُ بمجدِ آفاقٍ رحيبهْ
عَشِقَ الشراعَ فذابَ في ترنيمةِ الملاحِ يُبحرُ للقصيدهْ
فَأَرَاقَ للدربِ المغيَّبِ كُلَّ دربٍ صاغهُ القدرُ المهاجرْ
فبياضُ أجنحةِ السُنونو لم تقُلْ عن كُلِّ أسرارِ البلادِ المالِحَهْ
وعنِ الوجوهِ الكالحهْ
والريحُ أعطَتْ نفسهَا
لشراعِ أحلامي
بروحٍ راضيهْ.
الموجُ عادَ إلى الديارِ ولم أعدْ
وبقيتُ في لُجَجِ التغيرِ واحداً
وسَخِرتُ من سَخَفِ العقولِ التافههْ
ما زلتُ في رحمِ الولادةِ
باحثاً عن مستحيلاتٍ جديدهْ
أسعى إلى أفقٍ جديدٍ
من بداياتٍ مجيدهْ
بحري سيُرجِعُني على تاجِ البداياتِ المقدسةِ الجليلهْ
متجدداً كالريحِ أحملُ روحَهَا ،
كالنارِ أَمنَحُ دفئَها ،
كالغيمِ أُولدُ من صهيلِ العاصفهْ ،
كالسيفِ أُشهَرُ للرقابِ الزائفهْ.
وسأفتحُ الأبوابَ والأفكارَ نافذةً على طرقِ الحياةِ بمهدِ أرضٍ تائههْ
وأزورُ في فرحِ البداياتِ الشوارعَ والأزقهْ
فَتمرَدي ، وتأججي ، لا تقمعي روحَ الولاداتِ النبيلهْ
وإذا اشتهيتِ القمحَ قومي للحقولِ بعزةٍ
لا تأكليهِ بكفِ سائلةٍ ذليلهْ.
ما كانَ يُشبِعُنَا الغريبُ بخُبزِهِ
فالذلُ أوجعُ من عذابِ الجوعِ في أرضٍ بخيلهْ.
والبردُ أحنى من رداءِ العارِ في زمنِ الرذيلهْ.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى