العنوان : و إلى متى
وَإِلَى مَتَى
وَ الجَهْلُ يُوْفِدُ ظُلْمَهُ
هَلْ حَالَ فِي أَسَفِ العُلُومِ جَهَالَة ؟
أَمْ حَالَ فِي مَدَدِ البَطَالَةِ عَالَةً ؟
إِنَّ الحَيَاةَ تُوَافِدُ الأَرَقَ المُرِيبِ
ثُمَّ تُذَعِّرُ الكَمَدَ المُنِيبِ … فَحَسْرَتِي
إِنَّ العُلُومَ تَبَاطَأَتْ …
مَاذَا دَهَاهَا هَلْ أَطَالَتْ لِلسَّبِيلِ حِكَايَةً
أَمْ طَالَ فِي النُّقْصِ كُلَّ دِرَايَةٍ
فَلَقَدْ تَوَجَّعَ فِيْ التُّرَاثِ غَرَابَةً
فَحَكَتْ مِنَ المَيْدَانِ أَنَّ عُلُومَنَا تَقَنِيّةٌ
مَاذَا دَهَاهَا هَلْ أَتَاهَا طُاعِنٌ ؟
مَاذَا دَهَاكِ أَكَانَ فِيْكِ رَذَالَةً … أَمْ فِيكِ عَيْبُ وِشَاحَةٍ
أَمْ أنَّ فِيكِ جَدَالَةٌ ….
الضَّادُ بَيْنَ حُرُوفِنَا مَسْلُولَةٌ … بِصِيَاغَةِ العُلَمَاءِ
رَفَعُوا الحُرُوفَ بِحِكْمَةٍ ، وَ بُنُوا السَّلِيْقَةَ عِفَّةً …
ذُهِلَ العِجَابُ مِنَ الطَّبِيعَةِ … كَيْفَ أَرْوِي لِلمَقَامِ سَلَالَةً
لَا ذَاكَ يَحْكُمُ فِي مَدَدِ الجَمَالِ وَ لَا التَّجَمُّلَ حَاكِمُ
فَتَحَكَّمَتْ عَادَاتُهُمْ عِنْدَ التَّبَايُنِ بِالعَنَا وَ تَضَحْمَلَتْ أُسُسُ المَلَا
أَيْنَ الأَصَالَةُ ؟ هَلْ دَنَتْ فِي سَاحَةِ الافْتِقَارِ ؟
أَمْ شَاطَهَا ذَاكَ التَّشَرُّدُ أَمْ تَنَاءَتْ عُزْلَةً بِضَحِيِّةِ المُتَطَرِّفِ
وَيْحُ اللِّسَانِ إِذَا تَلَقَّمَ لِلجَهَالَةِ ، قَالَ ذَاكَ تَبَايُنَ الأَزْهَارِ
وَيْحُ البَقَاءِ حِينَ تَحَقَّقَتْ سُبُلَ التَّذَلُّلِ
وَتَبَعْثَرَتْ مَكْنُونَةُ الأَضْدَادِ
وَيْحُ الحُسَامِ إَذَا تَكَسَّرَ لِلحَقِيقَةِ ، هَلْ لَهُ أَصْلُ الأَصَالِةِ أَمْ بِهِ نَصَبُ الإِهَالَةِ …
تِلْكَ فِي زِمَمِ العُلُومِ مَلِيئَةٌ ، وَعَلَى الحَقِيقَةِ شَاشَةٌ مَظْلُومَةٌ …
وَ إِلَى مَتَى …
وَ الظُّلْمُ مِنْ عَبَثِ الزَّنَادِقِ يَذْعَرُ
تِلْكَ الزَّنَادِقُ تُفْسِدُ الإِفْصَاحُ عِنْدَ قِرَانِهِ ، وَ تُفْسِّدُ الأَفْرَاحُ بِالأَقْدَاحِ
فَلَقَدْ تَوَسْمَقَ حَالَهَا مِثْلُ الشَّوَائِبِ فِي مَدَى التَّقْلِيبِ
مَازَالَ ذَاكَ عَلَى الضَّمَائِرِ فَاسِدًا ، بَلْ إِنَّ فِي كَتِفِ الفَوَاصِلِ وَ التَّوَاصُلِ سَوْءَةٌ
كَسُلَالَةٍ مِنْ سَوْءَةِ الأَغْلَالِ وَ الأَدْغَالِ …
وَ إِلَى مَتَى …
وَ العِلْمُ مُنْحَدِرُ المَدَى ، وَ الجَهْلُ مُكْتِرِثُ الأَذَى
فَالضَّادُ عِنْدَ قِرَانِهَا مَصْدُومَةٌ ، وَحَزِينَةٌ …
تَتَذَمَّرُوا وَ تُعَاقِبُوا … هَلْ كَانَ ذَاكَ بِحَالِنَا …
كَنَّا عَلَى كَتِفِ المَنَارِ مَنَارَةً ، وَمَعَ الحُرُوفِ إِدَارَةً
فَالضَّادُ فِي صَنْفِ العُلُومِ مُجِيزَةٌ .
وَيْلُ التَلَاعُبِ ، إِنَّ أَضْدَادَ العُرُوبَةِ حَادَّةٌ ، وَ سَنَابِلُ التَّارِيخِ تَذْكُرُ أَنَّهَا تِرْيَاقٌ
فَعَلَى اللَّسَانِ طَلِيَّةٌ ، وَعَلَى العُيُونِ بَهَيَّةٌ …
تِلْكَ العُلُومُ عَلَى الطَّبِيعَةِ رَايَةٌ …
وَ إِلَى مَتَى جَهْلُ الحَدَاثَةِ مُؤْلِمٌ ،
فَلَسَوْفَ أُخْبِرَكُمْ عَنِ العِلْمِ البَهَيْ…
فَالعِلْمُ نُوْرٌ ، كَالبَّشَاشَةِ وَاضِحٌ ،
وَ الجَهْلُ ضَالٌ مِثْلُ مَا هُوَ طَالِحٌ
كُنْ فِي صَفَاءِ الوَاعِيْنَ مُنْصِفًا وَمُنَظِّمَ المُتَغَافِلَينَ
فَإِنَّ شَانِئَةَ المُعَلِّمِينَ لَهَا مِنَ الحُكْمِ الأَصِيلِ ضَمَائرُ
فَالعِلْمُ فِي عُمْقِ الضَّمِيرِ مُثَمِّرٌ
فَكَأَنَّهُ مُتَضَمِّنُ الآفَاقِ ، وَكَأَنَّهُ يَتَلَأْلَأُ
فَالضَّادُ تَأْلَفُ مَنْ يَكُوُنُ حَبِيْبُهَا ، فَتُشَاهِدُ الأَقْرَانَ عِنْدَ قِرَاءَةٍ
وَتُهَامِسُ الأَمْصَارَ بِالأْنَغَامِ
فَالشَّوْقُ فِي صَنْفِ التَّحَبُّبِ مُبْهِجٌ
كَالشَّمْسِ فِي وَضَحِ النَّهَارِ بَهِيجَةٌ
تِلْكَ الدِّرَايَةُ بِالعُلُومِ جَلِيَّةٌ ، فَالعِلْمُ فِي بَيْتِ العَرِينِ مُمَرَّدٌ
وَعَلَى المَدَى مُتَفَرِّدٌ ، كَاسْمِ الفَصَاحَةِ وَ البَلَاغَةِ وَ النَّقَيْ
وَ عَلَى مَدَى التَّلْقِينِ تَبْقَى الضَّادُ مَنْهَجًا مُتَغَطْرِسَ الإَحْكَامِ و الأَحْكَامِ .
الاسم / نايف سالم الزهراني
شعر تفعيلة على الوزن ( متفاعلن )
السعودية / مكة المكرمة