ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

و يكبر المحال..مسابقة شعر التفعيلة بقلم / شكرى مسعى من تونس

شكري مسعي أستاذ اللغة العربيّة و الحضارة ..شاعر و نافد ..من ولاية قفصة الجمهوريّة التونسيّة ..

من شعر التفعيلة :

و يكبر المحال …

أتعلمينَ ما الذِي يُوَرِّدُ الفصُولْ
و ما الذِي يُضَمِّخُ البريق في البِحَارْ
و ما الذِِي يُعَطِّرُ مَوَاسِمَ الكَلامْ
و ما الذِي يُرَتِّقُ الجِراحَ فيِ المحَارْ
و ما الذِي يُعـَتِّقُ سُلافـَةَ الحَرامْ
جُنـُونُنَا اللَّذِيذْ
يَقِينُنَا المُمَزَّقُ عَلَى ذُرَى الفِطامْ
و أَلْفُ ألْفُ مَوْتـَةٍ يَرُجُّهَا احْتِضَارْ
و بَعْضُ مَا نُخَبِّئُ لِرِحْلَةِ الغَرامْ
أتعْلَمِينَ كيْفَ صِرْنا نَطْلُبُ الُمحَالْ
و نَسْأَلُ الضِّياءَ أنْ يُعاشِرُ الظلامْ
و تَسْتَحِي النِّساءُ مِنْ بُرودَةِ الرِّجالْ
و يخَجْلُ الصّغارُ منْ تَفاهَةِ الكِبارْ
يُحَدّقُ الجَرادُ في شَرانِقِ الغُصونْ
و اللّيْلُ بِالمعَاوِلِ يُمَزِّقُ النـَّهَارْ
و ينْثُرُ الرَّمادَ في مَحاجرِ العيُونْ
ربيعُنَا حُطامْ .. وَ عُمْرُنا رُكَامْ
جَنُوبُنَا مُمَزَّقٌ يَرُجُّهُ السُّؤالْ
إلَى مَتَى يُعَرْبِدُ بِكَوْنهِ الضَّلالْ
و تنْبُتُ منْ عَيْنِهِ مَواكِبُ الظنُونْ
إلىَ مَتى تُؤَجَّلُ مَوَاسِمُ السـّلامْ
وَ شَرْقُنـَا كغَرْبِنَا ..جَنوبُنا شَمالْ
إلى متى تخيِّمُ جَحَافِلُ الهـَوَانْ
بِعُمْرِنا الحَزينْ
و َيَكْبُرُ أطْفالُنَا وَ يَكْبرُ المُحالْ
أتعلمينَ أَنَّنَا نُبَاعُ في المَزادْ
و أَنَّكِ رَهِينَةٌ لمَوْسِمِ الفَـسَادْ
رُعَاتُنَا .. حُماتُنا قَدْ أَخَلَفُوا العُهُودْ
و باعُوا لِلْغَريب تِبْر أرْضِنا الحَلالْ
و أعْدَمُوا الشهُودْ
و أرْضُنَا الجَريحَةُ نَزِيفُها رُعودْ
و جُرْحهَا حِكايَةٌ تَـقُصُّها الجِبالْ
تُشَيِّبُ الرَّضِيعْ
و تزرَعُ الَمواجِعَ و تَنْحَرُ الرِّجالْ
أتعلمينَ مَعنَى أنْ نَعِيشَ مُعْدَمينْ
و نلبْسَ التـَّعاسَةَ بِغُربَةِ الوجُودْ
و أرْضُنا سَبِيَّةٌ وَ عُمْرُنَا سَرابْ
و معنَى أنْ نُهَجَّرَ وَ نَشْرَبَ العـَذَابْ
و معنَى أنْ نُشَرَّدَ وَ أَرْضُنا خَرابْ
و معْنى أَنْ نَضِيعَ في غَمَامَةَ الضَّبَابْ
كأنّنا خُلِقْنا كَيْ نَمُوتَ مَرتّيْنْ
و مَوْتُنَا يُرَدِّدُ حِكايَة الدّمَارْ

 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى