ط
الشعر والأدب

يا حبيبي يا رسول الله. قصيدة للشاعر / د. خيري السلكاوي

ملحمة ” الحبيب المصطفى ” في مدح خير الأنام صلى الله عليه وسلم ..

..

** الـحَـبـيـبُ الـمُـصْــطَـفَـى

—————-د.خــيـري الـسـلـكاوي

*****

صَــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْرَ الـوَرىَ

و حَـباكَ فَـضْلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَرا

*****

فَـضْـلٌ بِــهِ بُـعِـثَ الـيَـسُوعُ مُـبشِرًا

و اسْـتَـشْرَفَتْ أنْــوارَهُ كُــلُّ الــذُّرَىَ

..

و بُـعِـثْـتَ تَـتْـلُو طُـهْـرَ نَـبْـعٍ سـائـغٍ

و دُعـــاءُ إبْـراهِـيـمَ صـــارَ مُــيَـسَٓرَا

..

و الْـفِـيلُ أَفْـضَـى بِـالـبِشارةِ بَـيْـنَما

طَــيْـرٌ أبـابِـيـلٌ تُـبِـيدُ مَــنِ افْـتَـرَىَ

..

و بَــزَغْــتَ بَــــدْراً لِـلْـهِـدَايَةِ نُـــورُهُ

مِــنْ قَـبْـلِ آدمَ كــانَ فِـيـكَ مُـقََـدَّرا

..

فَـسَمَوْتَ فِـي أُفُـقِ الـوجُودِ مُبَشَّرَاً

و سَطَعْتَ في هَدْي النُّفُوسِ مُبَشِّرَا

..

هُــوَ أحْـمَـدٌ و مُـحَمَّدٌ و هُـوَ الـمُنَزَّهُ

و الْــمُــبَـرَّأُ و الْــوَسِـيـمُ الــجَـوْهَـرَا

..

و هُـوَ الأمِـينُ قُرَيْشُ قَدْ شَهِدَتْ لَهُ

الـصَّـادقُ الـوَعْـدَ الـجَـميلُ الـمَنْظَرَا

..

بـالـعِـلْـمِ و الإيــمــانِ قَـــدَّ ضَــلالَـةً

أعْــمَـتْ فُــؤادَ الـكـافِرينَ فـأبْـصَرَا

..

و اللهُ بـــالِـــغُ أَمْــــــرِهِ سُــبٌـحـانَـهُ

مَـهْـمـا طَــغَـى شِــرْكٌ و زادَ تَـجَـبُّرا

*****

صَــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْـرَ الــوَرَىَ

و حَـبـاكَ فَـضْـلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَـرا

*****

مَنْ قالَ أنَّ اليُتْمَ فِي سُوقِ الرَّضاعَةِ

يـا حَـليمَةُ خـابَ فِـيهِ مَـنِ اشْـتَرَى!!

..

سُـبْـحانَ مَــنْ سَـوَّاكِ أُمًّـا يـا حَـبِيبَةُ

تُــرْضِـعِـيـنَ الــبَــدْرَ نُــــوراً أَحْــــوَرا

..

رَبِــحَــتْ تِــجـارَتُـكِ الَّــتِــي فـــازتْ

بِـمَـكْرُمَةٍ و قَـدْ ظَـنُّوهُ طِـفْلًا مُـعْسِرا

*****

صَــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْـرَ الــوَرَىَ

و حَـبـاكَ فَـضْـلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَـرا

*****

الـحَـرُفُ فِـي أيْـكِ الـمَـدائحِ أزْهَــرا

و اللهُ أيْــنَــعَ فِــيـكَ حَــرْفًـا مُـثْـمِـرا

..

بِــحِــراءَ أَنْــــوارُ الــنِّـبُـوَّةِ أشْــرَقَـتْ

و تَـــوَضَّـــأَتْ بِـبَـهـائـهـا أمُّ الـــقُــرَىَ

..

جِـبْـريلُ : هَـيَّـا ” اقْــرأْ ” صَـفـيَٓ اللهِ

يـــا خَـيْـرَ الأنــامِ مُـسَـيَّراً و مُـخَـيَّرا

..

إقْــــرَأْ كِــتــابَ اللهِ أعْــظَـم مِـنْـحَـةٍ

فَـتُجِيبُ لَـسْتُ بِـقارِيءٍ مـاذا تَرَى!

..

فـيَـقولُ “إقــرأْ بِـسْـمِ رَبِّـكَ” يَـزْدَهِي

فِــيــكَ الـبَـيـانُ مُـطَـمْـئناً و مُــيَـسَٓرا

..

فَـــقَــرَأْتَ بِـــسْــمِ اللهِ أَوُّلَ سُــــوُرةٍ

و قَـــرَأْتَ تَــتْـرَى مـــا إلَــهُـكَ يَــسَٓرَا

..

و رَجِـعْـتَ تَـرْتَـجِفُ الـجَـوارحُ بَـيْنَما

يَـنْـثـالُ مِــنْ فَـمِـكَ الـكـلامُ مُـعَـطَّرَا

..

و خَــدِيِـجَـةٌ طَـفِـقَـتْ تُــدَثِّـرُ هَــالَـةً

مِـــنْ نُـــورِ آيٍ صِـــرْتَ فِـيـهِ مُـدَثَّـرَا

..

و تُـحـادِثُ الـنَّفْسَ الَّـتِى مـا فَـضَّلَتْ

إلاَّكَ زَوْجًـــا كَـــي تُـفَـسِّرَ مــا جَــرَى

..

“ويْـحَ ابـنِ نُـوفَلَ يا خَدِيِجَةُ حَلَّ ما

بَـعْـدَ الـجُـلُوسِ إلَــى مُـحَمَدَ أَخْـبَرا”

..

لَـكِ يـا خَـدِيِجَةُ فِـي الْـقُلُوبِ مَـحَبَّةٌ

و اللهُ يَــمْـنَـحُـكِ الْــجَــزاءَ الأكْــبَــرَا

..

يــــا أوَّلَ الْــغـادِيِـنَ نَــحْــوَ هِــدايَــةٍ

خَـــصَّ الإلَاهُ بِـهـا الْـحَـبِيِبَ لِـيَـنْشُرَا

..

وَلِــجَ الـدَٓيـاجِيَ بِـالْمَواعِظَ فـاهْتَدَتْ

و بِــرَحْـمَـةٍ رَفَــــعَ الِّــلِــواءَ و كَـــبَٓرا

*****

صَــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْـرَ الــوَرَىَ

و حَـبـاكَ فَـضْـلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَـرا

*****

يــــا أمً مَــعْـبَـدِ بِـالْـحَـبِـيبِ تَـرَنَّـمِـي

و تَـسَـرْبَـلِي عَـيْـنَـيَٓ حَــتَّـى أُبْــصِـرا

..

شَـتَّـانَ بَـيْـنَ مَـدائحٍ سَـمِعَتْ و بَـيْنَ

مَــدائــحٍ بِـعُـيـونِـها كــانَــتْ تَــــرَى

..

و احْـكِي لـنا عَـنْ ضَرْعِ شاةٍ أَقْفَرتْ

لـــمَّــا رَأى نُــــورَ الـمُـشَـفَّـعِ أمْطرا

..

“بـانَتْ سُـعادُ” و بانَ كَعْبٌ و انْبَرَى

و ازْدانَ أيْـكُ الـشِّعْرِ فِـيكَ و أزْهَـرا

..

مِـنْ فَـيْضِ حُـبِّكَ أمْـطَرَتْ نَسَماتُها

و جَــداولُ الـشُّـعَراءِ صــارَتْ أَنْـهُرا

..

يـا كَـعْبُ فُـزْتَ مِـنَ الْحَبِيِبِ بِبُرْدَةٍ

فَـحَمَلْتَ شِـعْرَ الْمادِحِينَ إلَى الذُٓرَى

..

تَـسْـمُو بِــهِ كُـلُّ الـقُلُوبِ و تَـنْتَشِي

فِـيـهِ الْـحُـرُوفُ بَـشـاشَةً و تَـبَخْتُرا

..

و الـعَفْوُ مِـنْ شِيَمِ الْكِرامِ و قَدْ عَفا

عَــنْـكَ الْـحَـبِـيِبُ تَـكَـرُّمًـا و تَــأثُّـرَا

..

و الْبُرْدَةُ الْعَصْماءُ فِى غَسَقِ الدُٓجَى

قَــدَّتْ بِـنُـورِ الـبَـدْرِ أطْـيافَ الْـكَرَى

..

فـانْـهالَ شَـوْقِـي مِـنْ نِِـهالِكَ نـاهِلاً

يَـنْثالُ فِـي مَـدْحِ الـحَبِيِبِ فَـأسْكَرا

..

و عَلَى ضِفافِ النِّيِلِ نَحْوَكَ أحْرُفِي

تَـحْـبُـو فَـيَـرْقَى نُـورُهـا لِـلْـمُشْتَرَى

..

إنْ كـــانَ أذَّنَ فِـــي هَـــواكَ مُـتَـيَّمٌ

فَـأنـا ارْتَـقَـيْتُ إلَــى هَــواكَ الـمِنْبَرا

..

و أنَـا أُصَـلِّي فِـي مَدِيحِكَ مُهْجَتِي

فَـيُـحِيلُ ذِكْـرُكَ مِـلْحَ بَـحْرِي سُـكَٓرَا

..

مِـنٌ فَيْضِ حُبِّكَ نَبْضُ قَلْبِي يَرْتَوِي

لِـيَـصُوغَ حَـرْفـاً مِــنْ بَـهـاكَ تَـعَطَّرا

..

يَـنْـسابُ مِــنْ فَــوق الْـمَـآذنِ مُـعْلِناً

عَـنْ طِـيِبِ ذِكْـرِكَ يـا حَـبِيِبُ مُكَبِّرَا

..

مّـنْ ذا سِـواكَ بِـحكْمَةٍ مَـلَكَ الـقِيادَ

و لَـمْ تَـكُنْ كِـسْرَى و لَمْ تَكُ قَيْصَرا

*****

صَــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْرَ الـوَرَىَ

و حَـباكَ فَـضْلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَرا

*****

اللهُ أَدَّبَــــكُـــمْ فَـــنِــعْــمَ صَــنِــيــعُـهُ

و اللهُ نَــقَّــاكُـمْ فَــصِــرْتَ الأطْــهَــرَا

..

و صَـدَقْـتَ فِــي تَـبْـلِيغِ خَـيْرَ رِسـالَةٍ

مَـــلأَتْ قُــلُـوبَ الـمُـهٌتَدِينَ تَـحَـضُّرَا

..

و دَفَـنْتَ وَأدَ الْبِنْتِ فِي جَوْفِ الثَّرَى

و الْـمَـرْءُ أضْـحَـى لا يُـباعُ و يُـشْتَرَى

..

و الأَوْسُ أَضْـحوا خَـزْرَجًا و تَـواتَرَتْ

سُـنَـنُ الْـفَـضِيِلَةِ و الـرَّجِـيمُ تَـحَـسَّرَا

..

عُــدْ يــا رَسُــولَ اللهِ و اجْـمَعْ شَـمْلَنا

يَـنْـسـابُ نُـــورُ الــحَـقِّ فِـيِـنا مُـبْـهِرَا

..

طَــالَ الـمطالُ و مَـنْ يَـصُونُ دِمـاءَنا

و دَمُ الــشَّــآمِ بِـخِـسَّـةٍ قَـــدْ أُهْـــدِرَا

..

و اسْـتَحْلَلُوا رَطْبَ العِراقِ و أثْخَنُوا

و الْـقَـتْلُ فِــى صَـنْـعاءَ صــارَ مُــدَبَٓرَا

..

و الْــلِـيِـبِـيـانِ تَــقــاتَــلا و تَــقَــهْـقَـرَا

و الْقُدْسُ تَصْرُخُ و اعْتَراها ما اعْتَرَى

..

الــنََّــدلُ يَــهْـتِـكُ دُونَ رَدْعٍ عِـرضَـهـا

مَـنَعَ الـصَّلاةَ و عَـاثَ فِـيها و افْـتَرَى

..

عُــدْ يــا رَسُــولَ اللهِ و اصْـلِحْ أَمْـرَنا

يَـنْـشَـقُّ عَــنْ أَبْـطـالِنا طِـيِـبُ الـثَّـرَى

..

عُـــدْ يـــا رَسُـــولَ اللهِ يُـثْـمِـرُ لَـيْـلُـنا

بَـيْـنَ الـدُّجَـى بَــدْراً و رَوْضًــا مُـقْمِرَا

..

أنـا مـا مَـدَحْتُ سـواكَ يا خَيْرَ الْوَرَى

كَــــلاَّ و لا قَــلَـمِـي لِــغَـيْـرِكَ أبْــحَــرَا

..

يـــا أَعْــظَـمَ الْـعُـظَـماءِ قـالُـوهـا مَـعـاً

تَــبَّــاً لِــمَــنْ لِـعَـظِـيمِ قَـــدْرِكَ أنْــكَـرَا

..

أَيْـنَـعْتَ فِــي الـدُّنْـيا رِيـاضـاً أقْـفَرَتْ

و حَصَدَّتَ فِي رَوْضِ الْجِنانِ الْكَوْثَرَا

********

صَـــلَٓى عَـلَـيْكَ اللهُ يــا خَـيْـرَ الــوَرَىَ

و حَـبـاكَ فَـضْـلاً دُونَ سـائرِ مَـنْ بَـرا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى