ط
الشعر والأدب

ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺑﻴﺖ . ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ بقلم/ ﻋﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ / ﺳﻮﺭﻳﺎ

ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻄﺎﻳﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﺣﺎً ، ﺑﻌﻮﺩﺗﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺩﻣﺸﻖ، ﻟﺒﻠﺪﺗﻲ ﺯﻣﻠﻜﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦٍ ﻋﻨﻮﺓً …
ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻵﺛﻤﺔ …
ﺗﺒﺪﺩ ﻓﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻴّﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ….
ﺗﺤﻮّﻟﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺟﻤﻴﻠﺔٍ،
ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻭﺗﺰﺩﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﻭﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ
ﻣﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻫﻨﺎ … ﻭﻫﻨﺎﻙ .. ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻮﻁ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔٍ، ﻭﺃﻛﻮﺍﻡ
ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻣﺘﺮﺍﻣﻴﺔٍ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ … ﻫﺠﺮ ﺭﺍﺳﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻄﻴﺮ … ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ …
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﻮﺟﻨﺘﺎﻱ ﺗﻐﺴﻠﻬﻤﺎ ﺩﻣﻌﺘﻴﻦ ﺳﺎﺧﻨﺘﻴﻦ … ﺭﺑّﺖ
ﺣﺴﻦُ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻱ :” ﻻﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﻋﺒﻴﺮ … ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭٌ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻛﻞّ ﻣﺎﺗﻬﺪّﻡ …. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ …”
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠّﺐ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ … ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺮَ ﺫﻟﻚ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ !!….
ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻌﺮّﻓﻨﺎ
ﻣﻮﻗﻌﻪ !!.. ﺣﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺿﻴﺎﻋﻪ، ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺌﺬﻧﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻼﺻﻖ ﻟﻪ …
ﻟﻘﺎﺀٌ ﺣﺰﻳﻦٌ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪُ …. ﺳﻤﻌﺖُ ﺗﺄﻭﻫﺎﺕ ﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺿﻤّﻨﻲ ﻭﺯﻭﺟﻲ، ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً …
ﻓَﺮِﺡَ ﻣﻌﻨﺎ …. ﻓﺘﺮﺍﻗﺺ ﺧﺼﺮُﻩُ ﻣﻊ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ….
ﺣَﺰِﻥَ ﻣﻌﻨﺎ … ﻓﺎﻧﻬﻤﺮﺕْ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻣﻊ ﺁﻻﻣﻨﺎ ..
ﺷَﻬِﺪَﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻌﻨﺎ … ﻓﺴَﻤِﻊَ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﻣﻌﺎﺀ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻭﻫﻢْ
ﻧﺎﺋﻤﻴﻦ ﺟﻴﺎﻉ …
ﻭﺍﺭﺗﺠﻔﺖْ ﺣﻴﻄﺎﻧُﻪ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﻫﻢ ﻣﻠﺘﻔﻴﻦ ﺑﺤﺮﺍﻣﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺷﺘﺎﺀً …
ﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺟّﻊ ﻣﻌﻨﺎ … ﻏﻀﺐ ﻣﻌﻨﺎ …. ﻭﻏﻨﻰ ﻣﻌﻨﺎ …
ﻭﺿﺤﻜﺖْ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮّﺝ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ،
ﻭﺗﺤﺴّﻦ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ …
ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ :” ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻛﺘﻨﻲ؟؟ … ﻟﻮﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺎﺣﻞّ ﺑﺤﺎﻟﻲ
….. ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺎﻓﺎﺭﻗﺘﻜﻢ، ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ
ﻓﺮﺍﻗﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ؟؟ …”
ﺃﺧﻔﻀّﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ﺧﺠﻠﺔً ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎﻩ …. ﺁﻟﻤﻨﻲ ﺣﺎﻟﻪ …
ﻭﺣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ …
ﺗﺸﺮّﺩٌ …. ﻫﺠﺮﺓٌ …. ﻭﺿﻴﺎﻉ ….
ﺑﻘﻠﻤﻲ ﻋﺒﻴﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ
ﺳﻠﻤﻴﺔ _ ﺳﻮﺭﻳﺎ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى