ط
مقالات بقلم القراء

ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،،، ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ،، ﺑﻘﻠﻢ / ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻠﻤﻲ

رمضان سلمى
* ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ
ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﻤﺸﻊ ﻓﻲ
ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻴﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ،
ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻟﺘﻤﻸ ﺃﺭﻛﺎﻥ
ﺣﺪﻳﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ
ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ، ﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺑﺈﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﺑﺄﺟﻤﻞ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺑﻬﺮﺗﻨﻲ ..
ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺇﺛﺮ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ، ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ
ﻭﺃﺯﺣﺖ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﻷﺳﺘﻘﺒﻞ
ﺃﺭﻭﻉ ﻣﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﻘﻮﻝ
ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ
ﺑﺒﻠﺪﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ” ﺳﺒﺤﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ . ”
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﺸﻖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺢ
ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﻳﻨﻘﻴﻨﻲ
ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺋﺐ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ
ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻤﻠﻞ . ﻓﺄﺛﻨﺎﺀ
ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﻠﻠﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﺣﻤﺔ
ﺍﻟﺠﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪ
ﻟﻠﺪﻑﺀ ﻭﺍﻟﺤﻨﻮ _ ﻓﺄﺳﺎﺭﻉ
ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻭﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ
ﻟﻘﺮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﻃﺄ
ﺗﺮﺍﺑﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﺎﻱ ﻓﺄﻣﻨﺢ ﻛﻞ
ﻣﺎﺇﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﻴﺔ
.. ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺇﻓﻄﺎﺭﻱ ، ﺳﺄﻟﺖ ”
ﺃﻣﻲ ” ﺃﻳﻦ ” ﺃﺑﻲ ” ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻲ
ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﻮﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﺟﻠﺴﺖ ﺃﺣﺘﺴﻲ ﺍﻟﺸﺎﻱ
ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ،
ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺳﺘﺮﺟﻊ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻀﻴﺔ ﻫﺎﻫﻨﺎ ..
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﻮﺍﻟﻲ ﻭﺗﻠﻚ
” ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ” ، ﺇﺑﻨﺔ
ﺃﺣﺪ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺗﻤﻠﻚ
ﻋﻴﻨﻴﻦ ﻋﺴﻠﻴﺘﻴﻦ ، ﻛﺎﻧﺖ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ” ﺍﻟﺨﺠﻞ ” ، ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻐﺮﻧﻲ ﺑﻌﺪﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ .
ﻛﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻲ ﺣﻘﻠﻨﺎ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ” ﺍﻟﺒﻴﺖ ” ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻣﻴﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻫﺎ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ” ﺍﻟﺤﻘﻞ ”
ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻣﻌﻬﺎ
ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻐﺮ ﻋﻨﻬﺎ
ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﺲ
ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻟﻲ ، ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﺎ
ﺍﻹﺧﺘﻼﺱ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺩﺍﺭﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﻭﻧﻄﻘﺖ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺠﻞ
ﻭﻗﺪ ﻣﺰﺝ ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻭﺗﺬﻣﺮ ..
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﺗﻌﺠﺒﺖ ! ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﺗﻨﻈﺮﻧﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ، ﻭﻟﻢ ﺍﻟﺨﺠﻞ
ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ؟ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﺑﺘﻌﺪﺕ
ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮﻧﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ
ﻓﺒﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ﻓﺈﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺘﺎﺑﻌﻨﻲ ﺑﻌﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ
ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﺬﻣﺮﻫﺎ ﻭﺧﺠﻠﻬﺎ ..
ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﻩ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ”
ﺍﻟﺴﻮﻕ ” ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻛﺒﺖ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ،
ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ،
ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﻳﺎﻓﻌﺔ ،
ﺇﺑﺘﺴﻤﺘﻠﻲ ﻭﻧﻄﻖ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺪﺍﻋﺒﻨﻲ
ﺑﻌﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻦ ،
ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻹﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﻐﻒ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﺭﺗﺠﻒ
ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ، ﻓﺄﻧﺎ
ﺃﺧﺠﻞ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻲ
ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ .
ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺜﺎﺭﺕ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ
ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ .
ﺇﺧﺘﻠﺴﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﺔ ..
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺄﻥ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ
ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻐﺎﺭ ، ﻭﺃﻧﺘﻬﺖ ﻓﻮﺭﺍ
ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻋﺒﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﻓﻲ ﺟﻠﺪﻱ ﺑﺄﻗﻮﻱ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻟﻲ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ
ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﺔ ، ﻭﺳﻂ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﻤﻦ
ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﺍﻟﺒﺎﺩﺉ ﺗﻮﺍ . ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻘﺎﺑﻲ
ﺟﺰﺍﺀ ﺇﺧﺘﻼﺳﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻏﻴﺮﻫﺎ !!
ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﺇﻟﻲ ” ﺍﻟﺒﻴﺖ ”
ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ، ﺗﺴﺎﺋﻠﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ،
ﻫﻞ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ
ﺣﺒﻲ ؟
ﺃﻡ ﻳﺨﻴﻞ ﻟﻲ ؟ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﻻﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻲ ”
ﺍﻟﺤﺐ ” ، ﺇﺫﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ؟ ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺪﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﺗﺘﺴﺎﺭﻉ
ﺩﻗﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻱ ، ﺷﻌﺮﺕ
ﻟﻮﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ
ﺗﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻱ .
ﺗﺨﻴﻠﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺒﺮﺕ
ﻭﺻﺎﺭﺕ ” ﻋﺮﻭﺱ ” ﻭﻻ
ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺴﻬﺎ
ﺗﺠﺎﻫﻲ ؟
ﻫﻞ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺳﺄﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﻨﺎ ،
ﻧﻌﻢ ، ﻓﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﺒﺮ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﺘﺰﻭﺝ ﺃﺳﺮﻉ !
ﻏﺮﻳﺒﺔ ! ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ؟
ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻵﻥ
ﻓﻼﺯﻟﺖ ﺃﺩﺭﺱ !
ﺃﻭﻭﻭﻩ ..
ﻭﺑﺪﺃ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺴﺒﺤﺎﻥ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﻨﺴﺠﺎﻥ
ﻗﺼﺼﺎ ﻟﻠﺤﺐ ، ﺑﻄﻠﻴﻬﺎ _ ﺃﻧﺎ
ﻭﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺒﺮﺕ ﻓﻲ
ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻓﻘﻂ ..
ﻓﺄﺯﺣﺖ ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ،
ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺷﺮﻓﺘﻲ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ، ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺑﻪ ،
ﻓﺮﺃﻳﺘﻬﺎ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻲ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ
ﻳﺪﻱ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻳﺪﺍﻫﺎ ،
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ،
ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺭﻫﻘﺘﻬﺎ
ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺄﺣﻀﺎﻧﻲ
ﺭﺳﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺮﺳﺎﻫﺎ ، ﺭﺃﻳﺖ
ﺷﻘﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻝ ﻭﺭﻭﺩﺍ
ﻭﻧﺜﺮﺕ ﻭﺭﻭﺩﻱ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺃﻧﺎ
ﻭﺇﻳﺎﻫﺎ ،
ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ
ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﺍﻱ ﺃﻗﺒﻞ
ﺛﻐﺮﻫﺎ ﻭﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ، ﻳﺎﻣﺤﻼﻫﺎ
ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻋﺸﻘﺖ
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺩﻧﻴﺎﻫﺎ
، ﻟﻦ ﺃﻋﺸﻖ ﺳﻮﻱ ﻫﺎﺗﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ،
ﻓﻠﻮﻻﻫﺎ ﻣﺎﺯﻗﺖ ﺍﻟﻬﻮﻱ
ﻟﻮﻻﻫﺎ ..
ﻭﻓﺠﺄﺓ _ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ
ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺃﻧﺸﺪ ﻟﻠﻐﺮﺍﻡ
ﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻱ ، ﻓﻌﺪﺕ ﺇﻟﻲ
ﺣﺎﺿﺮﻱ ، ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ، ﻛﺎﻥ ﻃﻴﻔﻬﺎ
ﻳﺰﻭﺭﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻣﻌﻲ
ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻞ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻲ …
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻲ ﻟﺒﻠﺪﺗﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﺟﺪﺍ ﻭﺳﺮﻳﻌﺔ ، ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺭﻱ
” ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ” ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻃﻤﺌﻦ ﺃﻧﻬﺎ
ﺑﺨﻴﺮ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺪﺙ ﻟﻲ ﻣﺎﻻ ﻳﺤﻤﺪ
ﻋﻘﺒﺎﻩ ..
ﻋﺪﺕ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺘﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ
ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،،
ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ” ﺑﻴﺘﻨﺎ” ، ﻓﻤﺮ
ﻋﻠﻲ ﺳﻤﻌﻲ ﺩﻗﺎﺕ ﻃﺒﻮﻝ
ﻻﺗﻨﻘﻄﻊ ، ﻭﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺗﻨﻄﻠﻖ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺧﺮﻱ ،
ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺗﺘﺨﻠﻠﻪ
ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺸﻊ ﺑﻬﺎ
ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺗﺼﻔﻴﻖ ﺣﺎﺭ
ﻣﻼﺯﻡ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ . ﺗﻮﻗﻔﺖ
ﻷﻧﺼﺖ ﻭﻟﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺑﻌﺪ ، ﻋﺪﺕ ﺃﺩﺭﺍﺟﻲ ﺇﻟﻲ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺫﻫﺐ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﺇﻧﻘﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ ،
ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﺃﻛﺜﺮ ، ﺷﻌﺮﺕ
ﺑﺨﻮﻑ .
ﻣﺎﻫﺬﺍ ﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﺇﻥ ” ﺍﻟﺤﻔﻞ ”
ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ” ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
” ، ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻠﻢ
ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻞ ! ،
ﻭﻳﺤﻲ !
ﻭﻗﻔﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ،
ﺇﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ
ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻲ ،
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ : ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺧﻄﺒﺔ ”
ﻓﻼﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﻓﻼﻥ ” ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻟﻚ ، ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﺑﻚ
ﻳﺎﺑﻨﻲ ؟
ﺻﺪﻣﺖ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺷﻌﺮ
ﺑﺎﻟﻼﻭﻋﻲ ، ﻭﺗﻐﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺃﺻﺮﻉ ﺃﺣﻼﻣﻲ ، ﺛﻢ
ﺇﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﻗﻮﺍﻱ ﻭﺃﺟﺒﺘﻬﺎ :
ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻲ ”
ﻣﻨﺰﻟﻲ ” ، ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ
ﺷﺮﻓﺘﻲ ﺃﺯﺣﺖ ﺳﺘﺎﺋﺮ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺣﺘﻲ
ﺃﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻱ
ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻱ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ !
ﺃﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ، ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻻﺗﺤﻘﻖ
ﺑﺎﻟﺘﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﻭﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ
، ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻠﻤﺮﺃ ﺃﻥ ﻳﻌﺶ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻳﻜﺎﻓﺢ ﻭﻳﻜﺪ ﺣﺘﻲ
ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺴﻴﻈﻞ ﺭﻫﻴﻦ
ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻦ ﻳﺄﺗﻲ
ﺃﺑﺪﺍ …

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى