ط
مسابقة القصة القصيرة

عودة سرينا ..مسابقة القصة القصيرة.بقلم/ فضيلة العبيدي من تونس

عودة سرينا
مر اكثر من ثلاث اسابيع منذ فقدانها ‘بحث عنها في كل مكان ‘سال في الحي و الأماكن المجاورة القريبة والبعيدة و كل من اعترضه لكن دون فائدة فكان يعود حزينا كئيبا و على وجهه ترتسم ملامح الحيرة والتوتر ‘ يحلم بها في نومه ‘يفكر فيها هي تستحوذ على تفكيره ولا تبارحه أبدا لم يستطع إخفاء حزنه على فراقها ‘تذكر كلمات والدته عندما طلبت منه إن يتركها قبل إن تتركه هي فبادرته قائلة”((سيأتي اليوم الذي تستيقظ فيه لتجدها تركتك يا بني فهي لن تظل معك طول العمر لا تتعلق بها و تحبها كثيرا فهي لن تقدر أبدا ما تفعله من اجلها )).
فأجابها لحظتها قائلا”((كوني على ثقة أنها لن تتركني فهي لا تعرف غيري فانا من أنقذها من أنياب تلك الذئاب المفترسة في ليلة شتاء فارس فقد هجموا عليها دون أن يرحموا ضعفها و قلة حيلتها )). فمن اجلها غامر بحياته وبعد معركة كبيرة انقدها عاد بصحبها معه إلى المنزل حيث عالج جروحها وقدم لها المآكل و المشرب وضع لها فراشا دافئا لتنام فيه وتشعر بالأمان’ والطمىنينة ومن يومها قرر أن يكون هذا بيتها كما عزم على حمايتها مهما كلفه ذلك ‘ لقد ملأت حياته بهجة معه شعرت بالأمان فصار لا يغادر المنزل إلا بعد إن يطمئن عليها ‘ ولكن الآن لا يعرف ماذا وقع لها؟ تداخلت الأفكار السوداء والصور الضبابية داخل رأسه ‘هل يمكن إن تكون قد خطفت يا ترى أنها تعرضت لمكروه لا سمح الله ؟’لم يستطع النوم ظل اخذ يجوب الغرفة دون هدف ‘ و أخيرا’ خطرت بباله فكرة أسرع إلى مكتبه يفتش في أدراجه عن شيئ ما بدا مهما جدا’ جدا’و أخيرا وجد ضالته اخرج صورة نظر إليها بإمعان ثم تنهد قائلا “((كم اشتقت إليك يا سرينا”‘لو تدري كم احبك يا حبيبتي سرينا “لكني لن أتخلى عنك سأواصل البحث مهما طالت الأيام كم أنت جميلة أنت رائعة” سرينا”.
في صباح الغد’ قصد مقر جريدة قريبا من عمله’ حيث أودع لديهم صورة لحبيبته المفقودة و مدهم ببعض التفاصيل كما تعهد بمنح مكافئة مالية لكل من يعثر على” سرينا”ثم غادر مقر الجريدة و كله أمل بالعثور عليها ‘ ليلتها انتابه إحساس غريب ربما هو الأمل ‘او التفاؤل انه ستصله إنباء سارة تفرح قلبه الحزين .
ومرت الأيام وهو ينتظر على الجمر’أحس أنها ثقيلة’وعادت أمه لنفس كلماتها وهذه المرة كانت أكثر حدة هذه المرة جاءت تخبره انها تحدثت مع جارتها” أم خليل” في الموضوع وأخبرتها بكل تفاصيل الحكاية من البداية حتى مغادرة سرينا البيت ‘والحزن الذي تسببت فيه لسالم ابنها وتعلقه الشديد بها فأخذت على عاتقها مهمة البحث عن واحدة أخرى ففي الحي توجد الكثير من الجميلات أمثالها في كل بيت من هذه البيوت لذلك لن تخذله ‘لكنه غضب من أمه فأردف قائلا “((رجاء يا أمي من قال لك إني ارغب في واحدة أخرى غيرها ‘الف واحدة لن تكون كسرينا يا أمي افهمي هذا أرجوك فنحن قضينا مع بعض أجمل الأوقات ‘و مازال لدي الأمل في عودتها ‘))
وبينما هما يتجادلان’سمع خربشة خفيفة في الخارج سرعان ما تحولت إلى شبه طرقات على الباب فتحفزت كل حواسه في اتجاه باب المنزل انتفض من مكانه و هب واقفا ركض مسرعا و ما إن فتحه حتى وقع بصره عليها كانت تقف أمامه مباشرة ‘اخذ يصرخ من الفرحة و هو ينادي أمه “(( ‘امي تعالي تعالي انظري لقد عادت سرينا الم اقل لك ستعود و جاءت الأم بسرعة فلم تصدق ما رأته احتضنها بقوة و اخذ يقبلها من فرحه ‘ و الأكيد أنها هي فرحت بلقائه فأخذت تدور و تدور حوله تهز رأسها الصغيرو تلتف بساقه اليمنى و هي تموء بصوت مرتعش و هي تنظر إليه ميوو’ميوو ))خاطبها مبتسما اهلا بعودتك هيا ‘هيا ادخلي ” سرينا “يا قطتي الجميلة.
بقلم فضيلة العبيدي 28 نهج البساتين منزل برقيبة 7050 الجمهورية التونسية رقم الهاتف 2789027

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى