آلهة الفرات…
( قصة قصيرة جدا )
فَتَحَتْ كَفّيها عَن حَفنَةٍ منَ الزّهور،تَناثَرَتْ وفاحَ عطرُها
تلوّنت اللحظاتُ بالحبِّ حينّ سكبتْ قَطرات الحياء””
هَبَطَتْ على الأرض،صوّبَت نظراتَََها فأصابت كَبدَ الماء
فازرورقَ النهرُبِلونِ السّماء. صارَ الأملُ صافياً عذباً كَما الفرات”
ابتسمَتْ..أرتَسمَ الفرحُ وهوت إليها الأفئدةُ،،هَتَفَ النبضُ”عشتارُ عشتارُ”
الشمسُ تَسطَعُ لِتُعلِنَ النّهار، وظلُّ رموشِها يَبتعدُ عن الشروق حتّى يبلُغَ الزّوال
ثمّ ينمو من جديد. يتجهُ نحوَ الغروب..يَتَعتّم الظلُّ رويدا رويدا
ويشتد الظلام، الليلُ قادم هلمّوا إلى منازلِكم ادخلوها آمنين
أنزوى الناسُ في أرحامِ بيوتِهِم، يتجاذبونَ أطرافَ الحديثِ على ضوء الشموع
غلبهم النوم في لحظات مرّت سريعا
حتى فَزَعَ الناسُ من نومهم على صفيقِ جناحين عَظيمين ،تَبِعهُ عَصفٌ تَطايرتْ لِشدّتِهِ سقوفُ المنازلِ، أصابَ الهلعُ الأطفالَ والنساءَ وَهَرعَ الرجالُ خارجَ جدرانِهم الطينيةِ مذهولين ،ينظرون صوبَ طائرٍ ضخمٍ يَقفُ على حافّةِ النّهر..
قالَ أحدُهم: إنّها آلهةُ الحبّ جاءتْ لِتمنحنا الحريّةَ
قالَ آخرُ: بل هيَ آلهةُ الحرب..
تَنازعَ القومُ بَينَهم وتقاتلوا.. صفّقَ الطائرُ بجناحيهِ أخرى ،فَتَهاوتْ جدران المنازلِ”
قال فريقٌ من الناسِ :ستبني لَنا بيوتاً أفضل،وقالَ آخرون: بل هيَ آلهةُ الحرب فلنتوحّد لِطردِها.
صفّقَ الطائرُ بجناحيه ثالثةً فَعَصَفَتْ الرّيحُ بالأشجارِ فاقتَلَعتها من جذورِها ّّ ّّ ّّ
صفّقَ الطائرُ رابعةً فاحترقت الزروع وجَفّ النهرُ”
ولايزال القومُ يتنازعون.
القاص العراقي
اسماعيل آل رجب