كتبت: أميمة أحمد ماهر
تمر اليوم الذكرى السادسة عشر على رحيل فارس السينما المصرية، الفارس “صلاح الدين الأيوبي”، سمو البرنس “أحمد مظهر” .
أحمد مظهر هو أحد أهم رموز الفن في السينما المصرية، ترك علامة مميزة في تاريخ الفن، لقب بـ”الفارس” لأنه كان يتمتع بأخلاق الفارس النبيل.
ولد “أحمد مظهر” في 8 أكتوبر عام 1917 في القاهرة، اسمه الحقيقي هو “حافظ مظهر”، تخرج من الكلية الحربية عام 1938، وكان ضمن دفعته الرئيسين الراحلين “جمال عبد الناصر” و”أنور السادات”، التحق بعد ذلك بسلاح المشاة، ثم انضم لسلاح الفرسان، وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية بعد الثورة، وشارك في حرب فلسطين عام 1948.
وكان عام 1948 عاماً فاصلاً في حياة “أحمد مظهر”، حيث بدأ يتجه للفن وشارك في مسرحية “الوطن” بعد أن رشحه لها الفنان “زكي طليمات” ، دخل بعدها عالم الفن بجواد الفروسية بعد أن اختاره المخرج “إبراهيم عز الدين” لاقيام بدور في فيلم “ظهور الإسلام” عام 1951، ثم رشحه يوسف السباعي لبطولة فيلم “رد قلبي” عام 1952، وهو الفيلم الذي يعد انطلاق فارس السينما إلى النجومية بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، وقرر منتجو ومخرجوا السينما استثمار هذا النجاح، وتوالت عليه العديد من الأعمال.
وترك “أحمد مظهر” الحياة العسكرية من أجل الفن في عام 1956، حيث استقال وهو برتبة عقيد، ثم عمل سكرتيراً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب إلى أن تفرغ للعمل السينمائي عام 1958.
لعب برنس السينما المصرية العديد من الأدوار، التاريخية والعاطفية والإجتماعية والكوميدية والتي برع من خلالها جميعاً ، ولعل أبرز أدواره التاريخية في فيلم “الناصر صلاح الدين” حيث جسد شخصية “صلاح الدين الأيوبي”، وهو الفيلم الذي يعد علامة بارزة سواء في تاريخ السينما أو التاريخ الفني للفنان “أحمد مظهر”.
ومن أهم وأبرز الأعمال لـ”مظهر” والتي تركت علامة حتى يومنا هذا ” دعاء الكروان، الأيدي الناعمة، النظارة السوداء، كلمة شرف، طريق الأمل، الليلة الأخيرة، الناصر صلاح الدين، رد قلبي، واسلاماه، أضواء المدينة، ليلة الزفاف، غصن الزيتون، دموع صاحبة الجلالة، امبراطورية ميم، العمر لحظة، حكاية في كلمتين، النمر الأسود”، وغيرها الكثير من الأفلام حيث أنه رصيد كبير من الأعمال السينمائية.
وفي الدراما التليفزيونية، قدم العديد من الأعمال أيضاً أبرزها “ضمير أبلة حكمت، ضد التيار، ليالي الحلمية الجزء الأول، عصر الفرسان”.
تزوج الفنان “أحمد مظهر” مرة واحدة من الإنسانة التي أحبها وأنجب منها 3 بنات وولد، الا أنه انفصل عنها بعد أن قتل ابنهما شهاب أحد أصدقاء والده بالخطأ بمسدسه الميري وهو يلعب به، وهو السبب الذي وضع “مظهر” في صدمة عصبية وضغط نفسي كبير، مما جعله يوجه اللوم الشديد لزوجته التي لم تتحمل ذلك وانتهى الزواج بالإنفصال.
كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969، بينما كرمه الرئيس أنور السادات بوسام أخر في احتفالات مصر بعيد الفن، والذ توقف بعد اغتيال الرئيس الراحل عام 1981.
ونال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل، أهمها جائزة الممثل الأول في فيلم “الزوجة العذراء”، كما حصل على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم “الليلة الأخيرة”، وتم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وأصيب الفنان “أحمد مظهر” بالتهاب رئوي حاد، دخل على إثره إلى المستشفى، حيث وافتة المنية يوم 8 مايو عام 2002، عن عمر يناهز الـ84 عاماً.
ورحل الفارس النبيل، برنس السينما، صلاح الدين الأيوبي، لكنه باقي بأعماله في ذاكرة السينما، وذاكرة الناس بما قدمه لهم من قيمة فنية، وبقي رمزاً لكل الأجيال على مر العضور في تاريخ السينما المصرية.