ط
الشعر والأدب

ناموسة بشريّة ..للشاعرة د. كوكب دياب من لبنان الفائزة بالمركز الثانى فى مسابقة رابطة شعراء العرب للشواعر

1377488_10201676794034742_376682354_n
تهنئة من مجلة همسة ورئيس تحريرها فتحى الحصرى) للشاعرة المتميزة لفوزها بالجائزة الثانية مناصفة فى مسابقة رابطة شعراء العرب للشواعر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
د. كوكب دياب‎
ناموسة بشريّة
ـــــــــــــــــــــــ
ناموسةٌ قامتْ بجلديَ تَرْتعُ
ولها على قلبي عيونٌ أرْبَعُ
طنّتْ وطارتْ في الفضاءِ وحلّقتْ
نحوَ النجومِ، وبيتُها المستنقَعُ

تبغي الوصولَ إلى فؤادي خُلسةً
واللهُ يُخفي السّرَّ فيه ويمْنعُ

خَسِئتْ! فلا الجلدُ استطاعَتْ خَرْقَهُ
والقلبُ منّي تفتديه الأَضْلُعُ

عفوًا إلهي، إنّها بشرٌ ولـ
كنْ أَشبَهَ الناموسَ منها الملْسعُ

ولها مِن الحرباءِ أفضلُ صورةٍ
ومِن المساوئِ كلَّ حينٍ مقْطعُ

أفّاكةٌ فتّانةٌ كذّابةٌ
تبني قصورًا في الهَوا وتُزَعْزِعُ

وقدِ ادَّعتْ أنّ النفاقَ لغيرِها
بل مصدرٌ هيَ في النفاقِ ومَرْجِعُ

معبودُها الدّولارُ وهْو إلهُها
في كلِّ وقتٍ تتّقيهِ وتضرَعُ

لفّتْ ودارتْ في المدارِ وما درَت
أنّا لغيرِ اللهِ لسْنا نركعُ

ظنّتْ بخيرِ الناسِ سوءًا وهْي مِن
شرِّ الأنامِ على الأنامِ وأوضعُ

وتظنُّ طِحْنًا ما تقولُ وتفتري
مثلَ الرَّحى فوق الترابِ تُجَعْجِعُ

رَمَتِ الجهابذةَ الكبارَ بِدائها
لمّا رأتْ أنّ اليَراعَ يُروِّعُ

فالعقلُ رغم العلمِ منها قاصرٌ
والقلبُ رغم الماءِ قَفْرٌ بَلْقَعُ

والرأيُ حرٌّ عندنا بل ثاقبٌ
والرأيُ منها إِمَّرٌ بلْ إمَّعُ

ولها القذارةُ والحقارةُ والخَنا
ولنا الطهارةُ والكرامةُ تَتْبَعُ

والحبُّ والإخلاصُ منّا شيمةٌ
والبغْضُ منها طبعُها المتطبَّعُ

ولنا المحبّةُ والتسامحُ منهجٌ
سبحانَ من يُعطي الخِلال ويَمنعُ

ما ذنْبُنا في جهلِها؟! فسلاحُنا
شِعرٌ بأصنافِ العلومِ مرصّعُ

إن أعجِبَتْ أوْ لمْ تَجدْ مِنْ مُعْجِبٍ
فَلِبَيتِها سَقْفٌ وجُدْرٌ أرْبعُ

وكمِ ادّعتْ في كأسِها لي مطمعًا!
خَسِئتْ! فما لي في القذارةِ مَطْمَعُ

فالأسْدُ تأبى الشربَ مِن كأسٍ متى
شربتْ بها يومًا كلابٌ رضَّعُ

وإذا رمَتْني في المقالِ دنيئةٌ
فهي الشهادةُ لي بأنّي أرْفَعُ

ولْتخْرَسَنْ، فالكوكبُ الدّرّيُّ لن
يَخفى، ونورُ الحقِّ دومًا يسْطعُ

فالشمسُ إن نبحَ الكلابُ بظلّها
ستظلُّ في عَليائها تتشعْشَعُ

والروضُ إن فاحتْ طيوبُ عبيرِه
ما ضرَّه لوْ طنَّ فيه الخَوْتَعُ؟!

فتركتُها وكلابَها في مَأْمَنٍ
تعوي لهم حينًا وحينًا تسمَعُ

لن ترتقي بنباحِها نجمَ السّما
ءِ ولن يهزَّ الطودَ أنفٌ أجدعُ

ما الهمُّ إن نبحتْ كلابُ حَواسدي
تمشي القوافلُ والكلابُ تُوَعْوِعُ

واللهِ لو كان الأنامُ ملائكًا
لم يَسْلَموا مِنْ قولِ مَنْ لا يخشعُ

مَن كان دَيدَنُها النميمةَ والأذى
لا شيءَ يَردعُها ولا هيَ تُرْدَعُ

ليستْ بأهلٍ لاعتذارٍ صادقٍ
كلُّ امرئٍ بطباعِه مُتَطبِّعُ

حسبي ببعديَ عن لقاها راحةٌ
مِن بَعدِ ذا فلْتَصْنَعَنْ ما تَصنَعُ

واللهِ ما بانَ الضُّحى لو لم تكنْ
نضَحَت بما أضْحتْ تقولُ وتَسمعُ

فالحقُّ مِن قلبِ البواطلِ ظاهرٌ
كالنجمِ مِن سودِ الليالي يطلُعُ

د. كوكب دياب
لبنان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى