ط
اعمال

رواية (الليلة الدامية ) ( رواية تحبس الأنفاس) ( ما وراء الطبيعة , ميتافيزيقية ) الجزء الأول (أحذر من القطط) بقلم: طه مؤيد خضر العراقي

images
الرفق بالحيوان هو من الصفات التي تحلى بها رسولنا الحبيب محمد (ص) وحثنا على الالتزام بها ومراعاة مشاعر الحيوان ورعايته … قصتي اليوم غريبة من نوعها ..ز وهي ذكرى أليمة حفرت في قلبي ومخيلتي عن فراق 3 أصدقاء من اعز ما يكون أثر تصرف طائش أهوج افتعلناه في ليلة مشؤمة … من إنا ؟؟سـأخبركم إنا ” الصحفي محمد سليمان” بطل قصة (رعب الساعة الواحدة) , صحيح إنني كاتب مميز وأحظى بجمهور متين ورائع يساندني ويبدي لي أرائه ونصائحه الكثيرة,إلا إنني كثيرا ما أمر بمواقف مفزعة من تلك التي أدونها على أوراق بيضاء لأصنع منها قصة تشد انتباه القراء إلى متابعة المجلة , وهذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة مبيعات المجلة ,فقد قررت هيئة الإدارة الموقرة معاودة واستمرار نشر لمواضيعي المتعلقة بعلوم ما وراء الطبيعة …قصتي تبدأ أحداثها بالتنا سج قبل خمس سنوات من ألان , عندما دعوت إلى حفلة صغيرة كان مصممها أصحابي الثلاثة ” إبراهيم, واحمد , ورأفت” كنا شلة تحسد كثيرا لقوة الرابطة والمحبة التي ربطتنا بسؤال بعضنا في الشدة والفرح , تلك الصحبة التي فاقت أي صحبة أخرى في الجامعة …حيث إنني تلقيت دعوت في أول يوم من أيام إجازة نصف السنة .. للهو واللعب ومشاركة أمتع اللحظات مع الصحبة المثلى بعيدا عن أجواء القراءة والحفظ المكرر ,والمراجعة الصباحية المزعجة ,لنعيش أجواء حفلة صغيرة أقامها رأفت اكبر عضو في ” الشلة “كاحتفال بمناسبة عيد ميلاده … لبيت الدعوة وحضرت كالعادة متأخرا , مارسنا طقوس الحفلة مابين إطفاء الشمع الشموع وتناول قطع الحلوى الباهظة الثمن ,والرقص والضحك وشواء اللحم الطازج في حديقة المنزل الواسعة , حيث كان منزل رأفت خاليا من وجود أبويه المسافران إلى لندن , لذلك اقترح رأفت على مبيتنا معه ومشاركته لهذه الليلة, التي خرج من بطن أمه ليولد طفلا خام قي هذه الدنيا قبل 20 عاما , , لبينا طلبه الملح ,باتصال صغير إلى أهلنا لاطمئنانهم علينا ومبيتنا في بيت اعز أصحابنا رأفت. كانت الساعة مشرفة على الواحدة صباحا… كنا نجلس على الأريكة ,نتسامر ونضحك ونلعب .. قاطع تلك الجلسة الونيسة صوت قطة مزعجة وهي تصرخ ميااااااااااو..تسببت تلك المتسللة إلى إسقاط بعض الأواني الفخارية والزجاجية على الأرض وتسببت في تحطمها … هلع الجميع من على الأرض مسرعين باتجاه المطبخ .. رأفت كان في مقدمتنا ,وعندما وصلنا إلى المطبخ أدار رأفت مفتاح التشغيل ليشيع من خلف الزجاج البلوري المعلق في السقف ضوء أنار الأفق المظلمة .. ليكشف ضوءه المشع من الزجاجة إن هناك قطة بنية اللون تقف إلى جوار الثلاجة ,وتحاول فتح بابها بمخالبها ..لتناول أي طعام , القطة كانت في غاية الإنهاك والتعب,والجوع باديا على جلدها المكتسي على عظمتاها البارزتان ,همس رأفت بالقرب من طرفة أذني قائلا بصوت امتلئ بالخبث والشغب : سأمسكها لنتلاعب بها .. حاولت أن أمنعه… إلا إن جبروته ورغبته الدنيئة في إمساك القطة أعمته عما سيحدث بعد ذلك … أتجه رأفت ببطء وحذر صوب القطة, القطة كانت تنظر إليه بنظرة البراءة , يقترب منها وهو يشير بسبابته إليها ليقودها بالإشارة نحوه وهو يردد :تعالي يا صغيرتي تعالي , براءة تلك القطة صدقت من رأفت ذو القلب المتعجرف و المتعكر المزاج في انه سيكون الرفيق المثالي لإعطائها قطعة صغيرة من الخبز المغطى بالحليب أو اللحم,.. إلا إن نواياه كانت على خلاف ذلك … أخذت القطة تلامس برأسها الصغير المستدير المكسو بالشعر الناعم يدي رأفت ونظرتها كلها شفقة إلى طلب المساعدة من قلب بلا رحمة قلب ملبي لإشباع رغبة صاحبه … أمسك رأفت بالقطة واخذ يداعبها من أذنيها ويشدها بقوة من ذيلها الأملس وهو ويحاول إن يدخل إصبعه بعينيها كي يخزقها وتعمى القطة ..ويتمتع هو بإشباع رغبته الحقيرة في إن يراها وهي في قمة حيرتها وعذابها سائرة وسط الظلمات وترتطم بالجدران…. وبالفعل نفذ رأفت ما خطط له وادخل إصبعيه بعينيها وأخذت القطة بالصراخ وروحها تتراقص في العراء , وتشيغ من ألامها وصوت صراخها عزف نغمة من الرعب المميت في قلب رأفت والشاهدين , فرت القطة من بين يدي رأفت محدثة خدش في يده بمخالبها الحادة , ارتاد رأفت معطف الجنون على خلاف عادته, صارخا تبا لكي يا لعينة … سأقتلك … جرى بكل غضب و جنون يستشيط من عينيه , إلى فتح أحدى أدراج خزانة الأواني والملاعق الموجودة في كل المطبخ .. فتح درج السكاكين واستخرج من وسط المقتنيات الحادة ساطورا يلمع بريقه من نصله .. حاولت منعه قائلا: لا تأذيها أرجوك .. أنها بلا عقل , أجاب رأفت وكله جنون ورغبة في الانتقام : سأقتلها فقد تسببت بخدش وتشوه في يدي تلك القطة السخيفة , أجبته بسرعة مثلى سبقت حركته وأصابعي تلازم عظمة الترقوة الخاصة به بغضب: ولكنك أنت من أسأت معاملتها فقد خرقت عينيها , جن جنون رأفت وضربني بيديه القويتان وأبعدني عنه وعن اعتراضي الوحيد الذي اصطنع في ذاك المشهد المروع .. وهو يحمل ساطورا ويجري بطريقة هستيرية مطاردا تلك القطة العمياء المعتكفة في زاوية المطبخ ,امسكها بطريقة همجية من منطقة البطن وأمسك يديها وطلب من الآخرون مساعدته بإمساك القدمين ,فمن صفات القطة هي القوة الخارقة التي أخذت تحاول الفرار من أيديهم وتحاول الصراخ , للأسف باءت محاولتها الضئيلة بالهروب بالفشل وساعد رأفت .. إبراهيم وأمسك بقدميها وصوب رأفت الساطور نحو رأسها وقطع رأسها بضربة مبرحة بساطور حاد ومن يدا تحركت تحت إيعاز من عقل مجنون لصاحب قلب بلا رأفة .. انطلقت صرخة القطة وهي تنازع موتها المحتوم ستندمون حتما ستندمون !!! بصوت كله بشاعة وغرابة .. لسوء حظهمأنهم لم يسمعوا ذاك الصوت الذي دب في قلبي كالصاعقة فقد عمت من أفواههم ضحكات ساخرة ممتزجة بالنصر ,ومدحهم بجرأة رأفت وشجاعته .. وأخذت نوبات السخرية تتبادل نحوي عن جبني وضعفي إمام حيوان صغير .., أخذ رأفت بجثة القطة النزيفة بدم بريء, تناثرت قطراته المتخثرة على أرضية المطبخ مكونة بقعة من الدم وإعلان بدأ معركة مع المجهول , عدنا إلى الصالة الكبيرة وقضينا ساعة أخرى إمام التلفاز ثم ما لبثت طويلا حتى غادرت وانأ احمل بداخلي هلعا مكتوم بصدري من ذاك الصوت المرعب وانطباع سلبي على أصحابي من إنهم بلا رأفة… دخلت إلى الغرفة التي خصصها لي رأفت بإرشادي إليها واستقليها…. وجددت في محتواها سرير وفير ببطانية .. ارتميت وسطها ناعما بالدفء وسرعان ما بادلني شعور النوم بنعمته المباركة , لإراحة جسدي الهالك وعقلي المشوش… لم تمر إلا ساعة ونصف تقريبا حتى قاطع أحلامي المتكررة برؤية القطة المذبوحة , بصوت القطة وهي تصرخ من جديد وكان صراخها منبعث بموجاته العالية من تحت سريري ؟؟؟ ترى هل هذا الصوت كان ضمن حلمي !! أم هو في أمر الواقع فتحت عينأي والصوت كان يزداد ترددا وصدا في إرجاء الغرفة صوت ميااااااااااااااااااااااااااو صوت يدل على زهق روحا انتزعت بغصب , دب الرعب في بدني وأخذت أطراف أصابعي بالتجمد عروقي اشعر بسخونتها … ثم ما لبث وان اختفى الصوت لأرى وبنفس اللحظة الغابرة أن أمامي طيفان … نعم انه طيفان طويلان يشبهان شكل وهيئة البشر إلا إنهما كانا شفافين, ويقفان إلى جوار بعضهم يرقصون ويهمسون ويغنون غير أبهين ومبالين إلى وجودي في الغرفة … صرخت بقوة : من انتم؟؟؟ الطيفان هائمان في الرقص ولم يجيبوا على سؤالي !!! كارثة … لعل أذنأي تسمع أصوات أناس تتحدث وتهلهل في الغرفة أدرت رأسي ناحية التسريحة الصغيرة الموضوعة على مقربة من السرير.. ما هذا ؟؟؟ أجد حسناء شفافة كالملاك تسرح بشعرها وبالمشط الموضع على التسريحة وكان رجلا يقف خلفها يلامس وبرقة رقبتها كنوع من المداعبة الجميلة للفتاة ؟؟؟شق أذني صوت امرأتان وهما تضحكان مني بسخرية , التفتت صوب خزانة الملابس أرى امرأتان أحداهما تحمل ثوبا ازرق شفاف وتقف إمام المرآة الكبيرة وتحاول قياس الثوب هل سيكون على مقاسها أم لا؟؟؟ كنت متيقظا الى حركتهما فجأة بدأت المرأتان بالضحك وهن ينظرن نحوي وطبعا يتفوهون بكلام غريب وما دب الغرابة والقشعريرة على شعيرات جلدي هو إن إحدى النساء اللواتي كانتا تقفان إمام المرآة خلعت ملابسها وأخذت بانتزاع الملابس قطعة تلوى الأخرى , حتى إنني أراها وهي عارية بجسد يشع النور من بياضه,كم أبدع الخالق في خلق هذا الكائن الجميل ذا القوام الممشوقة .. أغمضت عيناي من خجلي وفزعي من حدوث هذا الأمر …هل هم جن ؟؟ذاك ما اعتقدته في بادئ الأمر ؟؟ أخفيت ملامح عيوني بأصابع كف يدي كان التوتر بادي علي وانأ ما بيدي حيلة ولا اقدر حتى على تحريك وتيرة صوتي لأطلق الاستغاثة مما يحصل لي , فجأة أسمع صوت القطة يقترب من أذني فتحت عينأي وانظر بترقب وبضوء خافت عابر خلف فتحات إصبع كف يدي لأجد إن القطة كانت مقتلعة العينين وتنزف وأنا غير قادرا على الحراك سوى إن قلبي ازدادت نبضاته بشكل سريع, وما زاد من الطين بله, هو صوت القطة الخشن وهو يقول , أنت لا ذنب لك فأنت من دافع عن ملاك عاش في هيئة حيوان ولكنك ستبقى هنا تحرسك الملائكة الصالحة من شر ما سيلقاه أصحابك , الذين سيبرحون موتا شنيعا على يد من اقتلع عينأي ورقبتي , ماذا …. أتلكأ بالكلام قائلا: هل تقصدين إن أصحابي سيموتون , وما إن لبثت في مكاني والهستريا ترتادني لتشعل نيران في كياني وانأ أصرخ بصوتي الخشن : النجدة , فجأة أبتسم طيفا كان يقف بجواري , فجأة يقاطع صراخي ..صراخ أحمد وهو يتأوه وينازع الموت بين يدي وحشا بلا رحمة , وجهت تركيزي جيدا صوب الباب المغلق… أسمع ذاك الوحش يصرخ بأعلى صوته دمك طازج ولذيذ أني جاااائع وترددت صدى صرخاته في قلبي وصوت ذاك الشيء الحاد الذي كان يغرزه الوحش وسط أشلاء جسد أحمد ويسحبها ليغرزها في مكانا أخر , تمر لحظات من التوتر والرعب ويصمت صراخ أحمد المنازع للموت يبدوا أنه قد انتهى منه وألتهمه ولكن ما هذا الشيء ترى هل هو وحش ام شيء أخر؟؟؟ كانت الأسئلة المطروحة محيرة وبلا جواب فحاولت أن أفتح الباب للخروج مرارا وتكرارا ولكن كل المحاولات باءت بالفشل الذريع,.. صدى صوت احمد في سكرات موته المتردد ترن في قلبي وهو يستغيث بذاك الشيء المجهول : ارجووووووك لا اتركني لا لا لا أريد الموت عااااااااااااا ؟؟؟؟ انأ حبيسا لوحدي في الغرفة لا ملجئ لي سوى إن ابقي مع هذه الكائنات الغريبة … ويستكمل الرعب وتيرته على كمنجة الموت بصرخة إبراهيم المستغيثة عااااااااااا ,النجدة ….وانقطاع التيار الكهربائي بعد ذلك لكن ماذا سيحصل بعد ذلك ؟؟؟؟؟ التكملة في الجزء الثاني والأخير .. من روايتي (الليلة الدامية )

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى