ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

يا باكيا على الحياة.. مسابقة القصيدة النثرية بقلم /زهرة النــابـلي من تونس

يا باكيا على الحياة
هي الشمس كما كل سماء
و الصبح كما كل ندى
لمَ تسأل الليل عن الفجر
و تسأل الخريف عن الزهر
أرأيت الطيور ذات شروق
تنثر حبات نور
أرأيت قوس المطر
يرسم للأرض ألوان الورود
***
يا ناسك الجوى
هل ترى سر الحروف
في مآقينا تضيء العمر
ألا ترى مخاض النور
حين ينتابنا الخشوع
هلا سألت الربيع
لمَ الشتاء أنيس الحنين
انظر كيف ترقص الريح
بين أغصان الشجر
تحمل سر الحياة
للزهور للسنابل و الثمر
***
هل توضأت فجرا بالسناء
ودعوت للرجاء
هل مشيت على الثلوج
وتعمدت بالضياء
خد من الغيم سحر الدموع
وانثر الحلم سماحا
***
أيها الناسك المجروح
هل قرأت دمع النجوم
وحضنت آهات القمر
في عينيه آلاف المنى
لو تعطرت بالشعور
و همست للأمل
لوجدت في برد الثلوج
دفء صيف لا يزل
***
يا حاملا وزر البشر
لا تخف من القدر
وارم مجذاف الحذر
فالموج مهما أضناه الجزر
يعانق شطآن الحنين
يهدي النوارس دارا
و يمنح البحار محارا
يوصل المراكب للثرى
***
أغمض عينيك قليلا
أبصر تباشير الطيور
الغناء للروح حبور
و الشعر للفكر انتشاء
فارسم الحروف شفاها
من شهدها لا تمل
واسكب من الياسمين نهارا
يحيي السنابل و القصائد و القبل
هكذا تولد القصيدة
من رحم الأماني
و بسمات الأمل
***
فرتل قصائدك
و ها نحن لك الصدى
لــك الألق يا نبض
و الياسمين حلمك
إن بحت آه أو دمعا للسماء
فالشغف و الأدب سرك
و إن قلت يا ليل
فالأنس و السحر مقامك
وإن تاهت الشمس
فالقمر يأتيك بالضياء
الحلم حلمك و نحن الصدى
و الشعر و المطر كأسنا
و الفجر و الحرف قصيدنا
***
و ان تشوّقت للثلج
فها هي امتدت على الأرض
كطرحة عروس بيضاء
على الربى
و تشظّت الضياء
على قمم الدجى
سخي هو الثلج
وأن قصّرت الشمس
بالدفء في صبحنا
صوت الثلوج ساكن
في ضجيج القهر
لونه حالم
في غضب الدماء
و صقيعه قاهر
في بيوت الرجاء
مداد الصمت
يذكرني بصمت المرآة
حين يغطيها
غبار النسيان في الخواء
و لون الدموع
لؤلؤ شفاف البصيرة
يتغلغل في اعماق السراب
لا صدى لا للدمع ولا للأنبياء
كصرخة نوارس بيضاء
بلا موعد ضاعت في الخواء
حيث تجمدت
شرايين الياسمين
و سكتت همسات الانهار
و لبدت على اغصانها
رغوة الغيوم
***
هائم كنظرة عاشق
في عمق المدى
هدا الصقيع
يترقب زهرة منفردة
تنبثق من بين الثلوج
أو ابتسامة طفل
من خلف نافدة الاحلام
تنسيه الصقيع الابيض
في تذمر الشتاء
و سكوت الطيور
التي تترقب حفيف الربيع
و غبطة الزيز
و ترنيمة التلال
***
و الحلم لا يزال وردي
وردي النبض
ستخضر الطبيعة
و تتوارى السنابل الدهبية
من عمق هجوعها
و تأتي الشمس عروسا
لتدفئ هواجسنا
و سنرجع دائما نشتاق للثلوج
فلكل فصل سحره
و لكل زمن رؤيته
و لكل عين تأملات صارخة
***
سأحضن بعد الصقيع
دفء الثمار الطيبة
و في موعد الجني
ستخضر في الشمس
بوادر السخاء
و تغني الطيور
ملحمة الحياة
في حنجرة الورود
و تتهاوى نجوم الليل
مطرا على الأرض
لتزهر نوافذ الخيال
بالحياة
..
زهرة النــابـلي من تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى