ط
طبيبك الخاص

دار الإفتاء : خطأ شائع يبطل صيام يوم عاشوراء

صيام عاشوراء يعد من الأعمال و السُنن المُستحبة الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، والتي أوصانا بالحرص عليها واغتنام فضلها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، لما له من فضل عظيم وأجر كبير، حيث إن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن هناك خطأ شائعًا يقع فيه الكثير من الناس عند صيام يوم عاشوراء ، فيحرمون فضله من مغفرة ذنوبهم التي ارتكبواها بالسنة الماضية، مشيرة إلى أن هذا الفعل يُضيع صيامهم.

وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن صيام الفريضة لا يختلف عن صيام النافلة، فإذا كان الصيام في رمضان يبدأ من أذان الفجر إلى أذان المغرب، فكذلك الحال بالنسبة لـ صيام يوم عاشوراء ، لافتة إلى أنه ينبغي الإمساك عن الطعام والشراب أو المفطرات عامة قبل أذان الفجر بدقائق قليلة، تجنبًا لدخول الأذان وفي الفم شيئًا من الطعام.

وحذرت قائلة: انتبه أخى الكريم، فالإمساك عن الطعام والشراب يكون عندما يقول المؤذن لفظ “الله” فى الأذان “الله أكبر” فمن كان في فمه شيء فلا يبلعه حتى لا يضيع صيام عاشوراء ، منوهة بأن البعض يظن أنه يمكنه الأكل والشرب حتى انتهاء أذان الفجر وهذا خطأ.

صيام عاشوراء مراتب ودرجات

صيام يوم عاشوراء له ثلاث مراتب، أولها وأكملها صيام تاسوعاء اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وثانيها صيام اليوم التاسع والعاشر، والمرتبة الأخيرة هي صيام اليوم العاشر منفردًا .

فضل صيام يوم عاشوراء

ووردت أحاديث في فضل صيام يوم عاشوراء منها حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.

فضل صيام يوم عاشوراء

وفي حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حين قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود والنصارى قال: “فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع” وفي رواية “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”، وبناء عليه فلا شيء على من لم يصم تاسوعاء ، وصام عاشوراء منفردًا فصيامه صحيح.

سبب صيام تاسوعاء

سبب صيام تاسوعاء قبل يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.

و صيام عاشوراء رغم أنه سُنة نبوية إلا أنه لم يقتصر على المسلمين فقط، كما لم يبدأ العمل به منذ الإسلام فقد، وإنما قبل الإسلام، منذ أيام الجاهلية، وكان بهدف تكفير الذنوب، فأهل الجاهلية كانوا يحتفلون بـ يوم عاشوراء، ويصومونه، وكذلك حرص اليهود أيضًا على صيام عاشوراء ولكن لسبب آخر، وصامه المسلمون يوم عاشوراء اتباعًا لوصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقد تعددت الأسباب وصوم عاشوراء واحد.

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم: (1863، ج7، ص125).

وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء ، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.

صيام عاشوراء عند اليهود

ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: “من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم”.

زر الذهاب إلى الأعلى