ثروت محمد صادق من مصر سـالتْ عـلى خدِ الحنينِ مدامعي ... وتــرقـرقـرتْ نــهــرًا وفــيـه رجـــاءُ قـد أحـرقتْ زهـرَ الـخدودِ بـجمرها ... فـانـسالَ فـي أنـفِ الـفضاءِ شـِواءُ وتـشقُّ خـطًّا مـن همومِ جوانحي ... وأنــيـنـُهـا رجــْـــعٌ لـــهــا وبـُـكــاءُ صـكّتْ مـسامعَ مـهجتي برعودها ... وبـريـقـُهـا ســالــتْ بــــه الأنـــواءُ وكـأنـهـا تـــروي الـهـمـومَ بـغـيمةٍ ... مـــن فـيـضِها وصـبـابتي الـصـحراءُ كـي يـنبت الجُرح الخفيُّ بأضلعي ... أحــداقــهـا نـــبــعٌ لـــــه ونــَـمــاءُ يــا أيـهـا الـليل الـطويلُ أمـا كـفى ... دمـــعٌ يــَـؤُزّ الـقـلب وقــتَ يـشـاءُ أنـا قـد سُـقيتُ الـهم كـأسًا مُتْرعًا ... وكـــأنــه كــــأسٌ بــــه الـصـهـبـاءُ وثملتُ من رشفِ الشجونِ وعزفِها ... فــوق الـسـطورِ ورِيـشـتي صـمّاءُ رُوحـِي تصلّي في محاريبِ المُنى ... فــــإذا الــحـيـاةُ مــدامـعٌ وشــقـاءُ مـــا بـــال أيـامـي الـتـي جـرّبـتها ... كــلّ الــرُؤى فــي طـيـّها ســوداءُ تـحبو عـلى جـسر الـزمانِ يـجرّها ... حـُـــزن الــمــدى وكــآبــةٌ وعــنـاءُ مـتـشائمٌ ؟ لا والــذي خـلقَ الـوري ... لــكــنّ لــيـلـِي والــنـهـار ســــواءُ إنــّــا نــعـيـشُ بــواقــعٍ لـــو أنّـــه ... أســطــورةٌ مـــا قــصّـه الـشـعـراءُ فــاقـتْ مـواجـعـُه البــلاغــةَ كلـها ... عــجـزَ الـلـبـيبُ وحُــيِّـر الـحـُكـماءُ......