هذا الليل يلبس سلهاما مغربيا من الضباب الذي يينشط ذاكرة كل المناطق . فلا يكاد يرى شيأ و لو على أصبع البنصر . الشوارع , خاليه تماما , لا أحد, لكن يسمع صوتا غريبا يقترب ,رويدا رويدا,,,,,, وسط هذا الضباب . تراءت خيالات عريبه و اتيه من المقبرة التي على طرف البلده الصغيرة . فهذه الليله , نهضت كل الأشباح تجوب البلدة محتفله بليلتها في ليلة البدر و فبي ليالي الشتاء الطويله جدا , بصوت متحجرش يزيدنا رعبا تنده للكل : هوههههههههههههه,هوههههههههههههه أشباح بكل لون و بكل لغه, و بكل هويه ,,,,,,,,,و من كل جنسيه , فلا فرق بين شبح أمريكي , و لا شبح إفريقي , و لا أسيوي على أوربي الكل سيان , الكل له نفس الوجه , نفس الشكل , و أكيد نفس اللغه ……… و لا فرق اليوم بين شبح فقير و لا شبح غني , فالكل سواسيه . أشباح من الحرب القديمه أتيه , و حتى من عيون هاته الحرب التي أكلت الدهر بما فيه فالكل اشباح . حدث و لا حرج,,,,,,,,,,,…….. الخوف , لبس البيوت , فاليوم , صمت مطبق يقطع الأنفاس, فالشوارع هذه الليله مجتله من طرف الأشباح . فهذه الليله , إحتلال رسمي معترف به دوليا . الكل من وراء الجدران , بشموع قليله يبتهلون للرحمان , الأطفال في أسرتهم , نائمون مع تلوات الأيات القرءانيه . و حتى الرجال , يحتضن البنادق خوفا و حرسا , أما النساء فذبن في مكانهن إبتهالا . و من النوافذ كنا نترقب بعيون خائفه , مرور هذه المواكب المهيبه التي تحصد كل من يقف أمامها , بسلاهمها في طقوسها الغريبه جدا , كانت تتراقص في هستيريه و بكل فخر . كان يشع بريق فسفوري من أجسادها المتمايله في خيلاء , بينما أعينهم كانت تشع في الظلمه بريقا , أحمر , فالويل كل الويل , لمن سولت له نفسه أن يفتح بابا هذه الليله, فهذه و بدون فخر , ليلة الأشباح .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون