ذات مرة ، قلت لك إنني شيء ناقص ، مازال له بقية هنا أوهناك، وإنني أتلهف على بقيتي ، وظننت أنها تحوم حولي ، وأحوم حولها ، وإنها تريدني وتتوق إلي كما أريدها وأتوق إليها ،وإنني وبقيتي سنظل في بحث مستمر كلانا عن الآخر إلى أن نلتقي ونصبح شيئا واحدا متكاملا .
ونظرت إلي ، فخيل إلي أنك بقيتي ،
لكنني إلى اليوم ، مازلت وحيدة ، حتى نخاع العظم .
اليوم ، مازلت ممزقة ، وحيدة ، ملقاة على فراشي والسماء أراها من مكاني ، وراء نافذة الغرفة ، بعيدة .. بعيدة .. والوصول إليها مستحيل .
ارتسمت في عيني نظرات عميقة ، لا قرار لها ، نظرات غمرها الحزن والأسى تشبه نظرات اليتامى ،
نظرت في المرآة إلى نظراتى ، استبدلتها على الفور ،
شعرت بغصة ، رقدت الغصة في حلقي ،
انتصبت في عيني نظرات أخرى ، متحدية ، قوية ، أعرف أنك تكرهها .
أحسست بنوع من القناعة والرضا ، من الراحة التي يشعر بها الإنسان عندما يتمم انتقامه .
قررت بكبرياء أنني لن أضعف أبدا مهما رميتني برصاص نظراتك ، مهما صفعتني بكلماتك ..
لن أضعف أبدا ، فاذهب ولا تعد .
لن أخاف الوحدة ، وأنا بين الحلم بك واليقظة منك ،
تعبت من الركض إليك على حد سكين الزمن .
تعبت من الوقوف في مهب الريح .
تعبت من وجعك في صدري .
واليوم ، إذهب ولا تعد ،
صار السكين والريح والوجع لغما ، مددت يدي إليك ، فانفجر بي ..
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون