ط
مسابقة القصة القصيرة

الحب بين العادات والتقاليد .مسابقة القصة القصيرة بقلم / بن عمارة مصطفى خالد من الجزائر

قصة قصيرة بعنوان:((الحب بين العادات و التقاليد))
كنت أعلم أنه يحبها بجنون لا تغادر ثغره عصفورة الغزل تلك حين يلقاها فترتبك لما تسمع معزوفاته العذبة و ألحانه الشجية،رضخ فؤادها أخيرا و صار مأوى له لا يبرحه و عقلها أسير قلبها يأتمر لأمره ذعنا طائعا لنواميسه و شرائعه،أحست (منى) مذ أن رأت (عليا) لأول مرة بالخوف من سقوطها في شراك الحب لأنها كانت معجبة به لذكائه و أخلاقه أيضا ف(علي) شخص له طباع حسنة و ربما الشيء الوحيد الذي يعاب عليه هو الوحدة و الإنطواء فلم يكن يبرح كوخه إلا للعمل بالبلدية فلا صديقا له لذا كان مطرقا ذو وجه متجهم لا يستطرد إلى للضرورة و لكنه و حينما أحب (منى) زميلته في العمل حتى انقلب إلى شخص لا يعرفه الآخرين و ربما حتى هو كان يجهل الشخص الذي يرتدي هذه الشخصية الجديدة: فانفرد محياه على الابتسام و صار يتكلم مع الكثير من الناس،كانت علاقة منى ب(علي) فاترة في بدايتها سرعان ما تأججت و بلغ لهيبها ما بلغ لذا قرر أن يتقدم إلى خطبتها لتسكت ألسن الناس عنها أخذ علي والده و والدته و ذهبوا إلى بيت منى كان قصرا أو يكاد يكون،ذهل الحاج محمد عندما رأى بيت نسائبه فتردد بالدخول و لكن الباب قد فتح أمامه قبل أن يقرر فرحب بهم أب منى و أدخلهم البهو و هم ينظرون في كل اتجاه حتى علي ذهل و بدأ يهمس في نفسه:أمنى غنية إلى هذه الدرجة؟؟و لم لم تخبرني؟؟ و كيف تعمل هذا العمل البسيط في البلدية و هي بهذا الثراء؟؟كان أب منى يبدو عليه الذهول لملابس ضيوفه الرثة فلم ينبس ببنت شفة و ما عله يقول؟؟ و ابنته لم تطلعه على حقيقة الأمر صار يحملق في ضيوفه واجما صامتا إلا أن أم منى شرخت وشاح الصمت بالترحيب إلى أن طلب الحاج محمد يد منى من والدها فانتفض صارخا ليست لي بنت للزواج فبنتي الوحيدة قد زوجتها لإبن عمها منذ أن كانت صغيرة و سنقيم حفل زفافهما ريثما يعود من ألمانيا و بجعبته دكتوراه في الفيزياء تلعثم الجميع حينها و أحسوا بالمهانة و الذل و هم خارجين من ذاك القصر و الحاج محمد يسخط على ابنه بأنه قد أوقعه في هذا الموقف الرخيس،و علي يسخط على منى لأنها لم تقل له يوما بأنها متزوجة،مر ذلك اليوم أسودا على منى و على علي و عائلته.و في صباح اليوم التالي عاد إلى علي تجهمه ذاك و إطراقه فمنذ أن دخل إلى البلدية لم يقل حرفا واحدا حتى أنه لم يسلم،إلا أن العاشقان ينظران إلى بعضهما و يتكلمان ذاك الكلام الذي لا يعرفه إلا الذين رجفت أفئدتهم يوما،فكانت منى تقول في أسف و الله لا أعلم بهذا الأمر إلا البارحة فقط و علي يقول ماذا فعلت لك لأن تفعلي بي ما فعلت فأنا عشقتك و لم أؤذيك يوما لم لم تقولي لي الحقيقة؟؟
لما انتهى دوام العمل ذهبت منى إلى علي تطلب منه أن يعطيها فرصة لتقول له الحقيقة و لكنه تجاهلها للوهلة الأولى و لكن قلبه عانده و قال:نعم،ماذا تريدين أيضا؟؟فاستطردت:أريد أن أقول لك الحقيقة و بعد ذلك قرر ما تفعله؟قال:تفضلي.
قالت:تا الله لم أعلم بما صرح به أبي حتى البارحة فأنا قد ذهلت مثلك و قد قلت لهم بأنني أحبك و لا أريد غيرك بعلا . قال:و لم تكتمت على أنك غنية؟؟قالت:و ما الفائدة من ذلك؟؟المهم هو الحب إن توفر فما الفرق بين الغنى و الفقر.لم أجد لذلك سببا هذا كل ما في الأمر زد إلى ذلك أن المال هو مال جدي وقد ورثه والدي أما أنا فعلي أن أشق طريقي وحدي لا أريد مساعدة حتى من أبي.قال:و ما العمل الآن يا ترى؟؟أبي قد رفض أن أكلمه عنك و عن عائلتك و أبوك مصمم على تزويجك من إبن عمك فما العمل يا ترى ما العمل؟؟؟قالت:أنا أحبك بل أعشقك و لا أرتبط بغيرك و إن فرضوا علي الزواج سأنتحر،أجل سأضع حدا لحياتي.قال:دعينا نفكر في الأمر جيدا و نمحص فيه مليا علنا نجد حلا أو مخرجا من هذا المأزق فلا بد أن هناك حلا.
حل شهر العطلة فسافرت منى و عائلتها إلى البحر و لكن القدر حال دون وصولهم فقد اصطدمت سيارتهم بشاحنة أثناء تجاوزهم لسيارة فنقلوا إلى المستشفى بعضهم إلى مصلحة حفظ الجثث و بعضهم إلى مصلحة الاستعجالات،سمع علي بالأمر فانتقل إلى المستشفى شارد الذهن مشوش التفكير و عند دخوله سأل المستقبلة:منى هل هي حية؟؟؟بحثت في سجل المستشفى و علي قلبه يدق و يكاد يخرج من صدره فأجابته:في الطابق الأرضي الغرفة رقم 2 ذهب مسرعا ثم عاد و والديها أهما بخير؟؟فقالت للأسف. فذهب إلى منى و هو لا يعلم ما سيقول لها و هل حالتها تسمح بإخبارها بالأمر أم لا و لربما هي تعلم بذلك.نظر إلى داخل الغرفة من النافذة الزجاجية للباب كانت مضمدة عن آخرها ولج إلى الغرفة و لكن ممرضا طلب منه الخروج فهي لم تفق بعد.مرت أيام ثلاث على حالتها إلى أن أفاقت فوجدت عليا بقربها فقالت:كيف حال أبي و أمي ؟؟؟أرجوك قل لي الحقيقة. تلعثم علي و سقطت دمعة من عينيه الحزينتين ففهمت منى مغزاها فبكت و انتحبت و رضيت بعد ذلك بالقضاء و القدر و بعد سنة و نصف تزوج بها علي و عاشا في بيت قد اكتراه ربيا فيه حبهما و عشقهما و لم يعرفا غير السعادة يوما و غير الفرح إلى قلبيهما سبيلا و لم يسألا عن ذاك القصر الذي أصبح مهجورا لا روح فيه لأنهما كانا سعيدين بدونه.
انتهت
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.البلد:الجزائر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى