ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : الأخ المفقود .. مسابقة القصة القصيرة بقلم / أحمد فوزى ..مصر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإسم/ أحمد محمد أحمد فوزي
إسم الشهرة/ أحمد فوزي
الدولة/ جمهورية مصر العربية
رقم الواتس والفون/ 01147462728
رابط صفحتي على الفيسبوك/ https://www.facebook.com/wr.ahmedfawzy?mibextid=ZbWKwL

” الأخ المفقود ”

يُحكىَ أن كان هناك بيتًا في الصحراء، مشهورٌ بِعزهِ وجودهِ وكرمه، قوةً لا يُستهانُ بها، اثنين وعشرين أخًا في هذا البيت، يِملكُ كل واحدٍ منهم شيئًا ما يُميزهُ عن الأخر؛ ذات يومٍ قرر هؤلاء الإخوةُ الذهاب إلى البلاد المجاورة بقافلة تحتوي على كافة المعونات والإمدادات، وانطلقت القافلة متجهةً إلى الغرب، وبعدما قطعوا الكثير من الأميال، وعند اقترابهم من الدخول إلى المناطق الخضراء، فقد هؤلاء الإخوة أخًا لهم عند النقطة 48، فقد كانوا يضعون العلامات لتسهيل عملية التحرك في الصحراء، وعند كل قرية يمرون عليها يضعون نقطة.
لاحظ الإخوة اختفاء أخيهم ياسين، ففزعوا لأمرهم، وعادوا جميعًا ليبحثوا عن ياسين، الحُزن يُخيم عليهم، مر يومانِ ولم يجدوا أخيهم، جاء اليوم الثالث، الشمس حارقة، والماء الذي معهم أوشك على النفاذ، العرق يتصبب من جباههم، سقطوا على الأرض من شدة الإرهاق، غفلت عيناهم جميعًا إلا أخاهم الأكبر نصر، ظل رغم تعبهِ يُقلب بصرهُ يمينًا ويسارًا بحثًا عن أخيه، ما وجد جديدًا وما يَئِس، قام ونهض، أيقظ إخوته، يُذكرهم بياسين، جماله ودلاله، عزيمتهُ وإرادته.
قال أحدهم باكيًا: كُنتُ أضربه وأعنفه ورغم ذلك يظل مُبتَسِما.
وقال الأخر: كُنتُ أقول بُهتانًا أنه أقلنا مالًا، وكنت آخذ منه ما أحتاج ولا يبالي.
ثم انتفض نصر وقال: كفوا عن هذا الحديث الذي لا فائدة منه، وهي لنواصل البحث عن أخينا.
ولما قاموا، أخبرهم نصر بأن يستخدم كل واحدٍ منهم مهارته التي تميزه عن الآخر، وقام بتقسيمهم إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تبحث في اتجاه.
وفي صباح اليوم الرابع، وجدت المجموعة التي تبحث في الاتجاه الجنوبي، أثر قدم فرس، فأسرع واحد منهم يبلغ باقي المجموعات، فأتوا جميعًا إلا أخيهم الأكبر نصر، فلم يجدوه، قال أحدهم وكان يجيد تعقب الأثر: هذا والله أثر قدم جواد أخي نصر، وهذا الاتجاه الذي يسير فيه هو جنوب شرق النقطة 48.
نهضوا على الفور متعقبين الأثر، حتى وصلوا إلى واحة في عمق الصحراء تحفها أشجار النخيل والزيتون، وتُزينها الآبار والعيون، فقال أحدهم: خيرًا ما وجدنا، هيا نأكل ونشرب، ونستعيد طاقتنا التي فقدناها، ثم نواصل السير.
وافق الإخوة واتجهوا نحو الواحة، مكثوا فيها حتى بدأت الشمس في الغروب، حاولوا النهوض والقيام، ولكن أبدانهم باتت ثقيلة، فقد أكلوا وشربوا، وأخذوا في رحالهم من الماء والطعام ما يشتهون؛ فقالوا نبيت الليلة هنا ونُكمل البحث غدًا، وبدأوا بالفعل بالجلوس وأوقدوا النار، وكادوا يغفلون، في هذا الوقت سمعوا صوت فرسٍ، فزعوا وقاموا ينظرون، فوجدوا أخاهم نصر، مجرد من ثيابه، وجسده مشوه بالجروح، والدم يسيل من قدميه.
جميعهم في صوت واحد: نصر ماذا بك؟! ما أصابك يا أخي؟!
قال نصر باكيًا: لا عليكم أنا بخير، أما أخيكم فهناك في أعلى هذا الجبل، أسره مجموعة من الجبناء الدخلاء، يعذبونه كل يوم، يقطعون من جسده لحمًا، وأخاكم يصرخ في صمت، يحتاجنا جميعًا نذهب ونخلصه من هؤلاء المجرمين.
غضبوا جميعًا واستنفروا، وأقسموا ألا يعودوا إلا وأخيهم معهم.
انطلق الإخوة في جماعة، متجهين إلى قمة الجبل الشاهق، كانوا كلما يقتربوا من قمة الجبل فقدوا أخًا لهم، حتى تبقى منهم أربعة إخوة، نصر وثلاثة معه، أما باقي إخوته، فقد هلكوا وماتوا وهم أحياء، فغرتهم الشهوات ولم يكملوا الطريق إلى أخيهم، وعادوا إلى التنعم والتمتع بجنة فانية؛ ولكن نصر ومن معه، وصلوا إلى أخيهم، وحاربوا من أجله، ولكنهم لم ينجحوا بعد في أن يخلصوا أخاهم من بطش جبارٌ في الأرض؛ فنظر نصر إلى أخيه وقال: صبرًا يا ياسين، حتمًا ستعود، صدقًا يا أخي ستعود، صبرًا يا أخي إلى أن يأتي اليوم الموعود.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى