ط
مقالات بقلم القراء

 الزم متكأك وبيتك ..بقلم الشاعر اليمنى د. فهد الفقيه العذرى

 

في هذه الظروف الحرجة التي تجتاح العالم بصفة عامة و الأمة الإسلامية بصفة خاصة تتسارع التساؤلات و التوجسات التي تدخل النفس في غياهب الخوف و عدم اليقين بفرج الله وإن بعد العسر يسرا ، فأراجع نفسي واقويها بل احفزها و اشجعها لتبتسم للسعادة فأبتسم للحياة ليس لي فقط .. بل للذين يأملون فينا كل الأمل فيتقووا بقوة إيماننا ، و يكونون سعداء ، نعم أنا ابتسم لهم وابعث فيهم الحرص على حياتهم من هذا البلاء لأنها من سنن الحياة حفظ النفس والروح والذات فتكون على ثقة أن حياتها دوما أجمل .. اسعد بحب الله لهم …
نعم لكل من أحب أبتسم و لكل من حولي ابتسم ، و أقول ” الزم بيتك ومتكأك تنجو من البلاء و ينجو غيرك ، فأنت لا تعلم أي باب من الأمل تفتحه لغيرك عندما تدفعه لحفظ حياته ، واعلم أن الإبتسامة مع الحرص على الحياة مفتاح القلوب المطمئنة ” .
إن هذا البلاء الذي نزل على العالم هو محنة بالظاهر ولكنها منحة بالباطن ، ولهذا فلن أكون إلا باسم الثغر ، باعث الأمل ، خادم الإنسان
والإنسانية ، التزم القواعد التي تحفظ الحياة ، أتواضع للجميع و أقوم بخدمة الجميع ، فالحياة ببساطتها رائعة وجميلة كي نحافظ عليها فنحمي أنفسنا و غيرنا و تدوم لنا السعادة مع الابتسامة في كل حين بإذن ربنا . ابتسامتي الحقيقية هي خدمة الإنسانية و هي تلك الابتسامة الراقية الشافية التي تداوي الجراح و تنصح بلزوم القعود في البيوت ، كل الخلائق في قلبي محبوبة ، فأنا لا أرتب وجودها في قلبي ، بل تنساب فيه انسيابا حسب وجدها و وجودها وحسب أفعالها التي تتوالى تباعا كي ترتب محلها و موقعها فيه ، هكذا هم كل الخلائق في قلبي .
من طيب معدنكم واستقامتكم أيها السالمون السالكون الى درب الحياة ، و من نبل اخلاقكم وتواضعكم التي حجزت مساحة كبيرة في قلبي نبضت روحي بحبكم و الخوف عليكم واحترامكم وتبجيلكم ، فكان لزاما علي نصحكم بلزوم بيوتكم فنحن في حالة استنفار استثنائية ، يستدعي التضامن و التناصح و اخذ الحيطة و الروية من الكبار .
اعتذر إن اختلف خطابي هذه المرة ، لكن تتزاحم حروفي بزخم اللغة لوصف محبتكم و استيطانكم في مهجتي و حرصي على تاريخكم المجيد وعمق تفكيركم ونفاذ بصيرتكم وحكمتكم فأخاطبكم خطاب الخائف على فلذة كبدي و قرة عيني ، وفي خطابي هذا يطيب لي تجديد الود والاحترام والاعتزاز بكم .
اَسال الله لي ولكم العفو والعافية من كل داء و وباء وراحة في النفس و طمأنينة في القلب .
أسألك يارب يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزة و الجبروت و بقدرتك على الخلائق أن ترحم عبادك و تنشر رحمتك و تعافي خلقك ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين …
أقسم عليك يا مولاي قسم الاشعث البهالي أن ترفع البلاء والأمراض عنا وتجنبنا كل مكروه وتحفظ الأرض و من عليها من انس و جن و ملائكة و وحوش و كل ضامر من كل مكروه وتحفظ ديار المسلمين والإسلام من كل مكروه وبلاء .
اقسم عليك يا مولاي و سيدي قسم المتشكك الذي رزقته علم اليقين بالإجابة و قد قلت ” ادعوني استجب لكم ” أن تكرمنا بكرمك و تعافينا بعافيتك و تزيدنا من فضلك …
انثر هذه الكلمات و أنا على يقين أن الكلمة الطيبة تسعد القلوب كقطرات الندي التي تسعد الزهور ، و تسعد الأرواح كما يسعد عطر الورود الجنان ، فأيامكم لي بكم فرح و سرور ، وجنابكم لي حفظ من عثرات الدهور و وجودكم رزق البركة الذي وهبني الله في كل شيء .
رسالتي لكم هي الكلمة الطيبة التي تنحدر شلالاتها النقية الصافية من محيط القيم الكائنة في كينونة الذات السليمة الحاملة للقلب السليم في أرض المحبة وهي النجوم في سماء الاخلاق الصافية التي تشرق شمسها بنور ربها فتدفئ القلوب ، و هي سحاب الخير التي تهطل غيثا ودقا ومزنا عذبا يروى به لفح ضمأ الأرواح ، فأقول لكم احبتي ” عسى أن يجعل الله بعد عسر يسرا ، فالزم متكأك وبيتك و لتجعل توكلك على الله بعد الأخذ بالأسباب .

****************** د . فهد الفقيه العذري ***

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى