ط
مقالات بقلم القراء

مستكشفون ولكنْ منسيون..بقلم / عائشة عبدالله عزازي ..

 

صنعنا ولكن قد سُلبنا وأنارنا العلمَ نورًا، ولكن قد نسونا.
نحن الذين اكتشفنا وعرفنا ما معنى الحقيقة.
نحن الذين زرعنا وحصدنا، ولكن قطفُت ثمارنا وجذورنا… وحينما نبدع لا أحد يضاهينا، حينما نُظلَم لا أحد يواسينا.
نحن الحقيقة ونحن أساس العلم والصحيفة وحينما نقصُّ قصصنا وحكايتنا نؤرِّخُ تاريخًا جميلاً.
نقاوم؛ حتى نفعل لكنْ لسنا بسارقين للعلوم، وليسَ كالغرب يستعيرون ما ليسَ لهم ويبنون أمجادهم على أكتاف الآخرين…
كيف لهذا أن يحدث! ، فكيف أيضاً للأعمى أن يبصر بالحقيقة!
عند خسارة المسلمين محوا الأسماء ونسبوا الصناعات والاكتشافات لهم ولأنفسهم!
شيء غريب أن تطمسَ اسمًا عريقًا وتنسبه لكَ وكأنّ هذا العلم أو هذا الاكتشاف هو تاريخك العتيق!
وبحق الحقيقية إنها مهزلة التاريخ العلمي.
الخسارة الحقيقة ليست بانهزام المسلمين فلقد انتصرنا بعلمنا وحبنا للإختراعات وهنا يا سادة يحقُ لنا الغرور والاغترار؛ فنحن من صنعنا علم الفلك والأجرام؛ فمراصدنا كانت ومازالت شامخة للعيان.

فذاك الفلكي الفذ: العباس الجوهري يرصد من بغداد حركة الكواكب السيّارة -الشمس والقمر- ويفندها في كتابه “الاشكال”.

وذاك: ستد بن علي صاحب البصيرة والدقة والتنظيم المدهش في رسم الجداول الفلكية الخاصة بالنجوم وحساب المثلثات، لا يضاهيه أحد في علم الأسطر
لابات وعلم الهيئة وعمل الأزياج… حتى بقيت حجة يستند عليها القريب والبعيد…

وذاك وذاك… مكتشفون منسيون … لكنهم مازالوا في ذاكرة التاريخ.

وذاك: أبي الحسن المراكشي صاحب كتاب: “جامع المباديء والغايات في علم الميقات” المختص في شرح الصور السماوية وتعين مواضع نجومها في الطول والعرض… بالإضافة إلى وصف التقاويم والآلات الفلكية.

وذاك: ابن الشاطر ما زالت ساعته الشمسية “البسيط” معلقة على منارة العروس بالجامع.

ومن ينسى فضل عباقرة الفلك: ابن حزم والمسعودي وابن رسنة وابن خرذانة والشريف الادريسي والقزويني في الرد على جهل الكنيسة الكاثولكية وفند نظرية فلكيهم “هاكانويس” أنّ الأرض قرص مسطّح!
وما زال في جعبتنا الكثير من أسماء المصنفات والكتب الزاخرة بنظريات ومعلومات واكتشافات فلكية وشروح مفصّلة بدقة متناهية وعلمية لعبت دوراً هام وأساسي في تأسيس وتقدم أبحاث الفضاء وعلم الفلك ونهضة الحضارة الإنسانية العالمية.

ويعود الفضل في ذلك لكوكبة فريدة من المكتشفين والعلماء العرب والمسلمين الذين بذلوا الغالي والنفيس من الوقت والجهد في سبيل المعرفة والتطور العلمي.

وغايتي من كتابة هذا المقال ليس البكاء على أطلال ذكريات حضارتنا الشامخة التي شهد على مجادها وسموها المنصفين للحق والحقيقة إنما الغاية كل الغاية في كشف اللثام عن معالم الحضارة الإسلامية وأعلامها للعرب والمسلمين الذين باتوا يتغنون ليلَ نهار باختراعات الغرب ، .ناسين أو متناسيين إسهامات المكتشفون المنسيون.

بقلم : عائشة عبدالله عزازي ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى