ط
الشعر والأدب

ما بين نزار والرجوي .. شعر / عبد الحميد الرجوي .. اليمن

مَن منكُما الأحلى ؟ فَدَيتُكُما معا

قولا الحقيقةَ .. لا أُحِبُّ الأدمُعا

لا تَستَبِّدا بي .. فإني ذائبٌ

بخُرافتينِ .. هُما الغرامُ إذا دعا

ما بينَ سمراءٍ و بيضاءٍ أَرَى

قلباً صغيراً قد أَذابَ الأضلُعا

لم يَستَفِق ما بينَ طَرفٍ أسودٍ

و مُلَونٍ ، و أنا أُبارِكُ ما سَعَى

تُغريهِ في امرأةٍ جدائلُ شَعرِها

للخَصرِ ، مَرَّ بها الحريرُ ليَخشَعا

و يكادُ في هَوَسٍ بأنثى تَرسُمُ الـ

شَعرَ القصيرَ بكُستناءٍ قد رَعَى

في ضحكتينِ يَذوبُ .. ما أحلاهُما !

أفدي بروحي لؤلؤاً قد رَصَّعا

في مسرحِ الأحلامِ إنكما لهُ

حلمٌ كبيرٌ في النساءِ تَرعرعا

رفقاً بهِ .. إن الطفولةَ نورسٌ

في بَحرِهِ ، لكما اتَى كي يَسجعا

قُولا لمَن أَشدو ؟ أَقولُ خواطري ؟

أحكي حكايا الشوقِ في وقتٍ معا ؟

و لمَن أَشُدُّ مع الطيورِ حقائبي ؟

و لها ــ إذا أَومَأتُ ــ أُشعِلُ إصبعا ؟

مازلتُ لا أدري بأَيّكُما أنا

أَهْذي ؟ كأني قد جَهِلتُ البُرقُعا !

في طَعمِ سُكرَتَينِ ذُقتُ صبابتي

بِكُما ، وما أحلى السكاكرَ أَربعا !

مَن قالَ أنكما اثنتان ؟ فأنتما

في القلبِ واحدةٌ فلا تَتَمَنّعا

إني أَرى في الذوقِ أسلوبَيكما

يَنسابُ عطراً .. في الزجاجِ تَجَمّعا

للمرةِ الأُولى أُخالِطُ في دمي

قَمَرَينِ .. سبحان الذي قد أَودَعا

يا أولَ امرأتينِ أَفرُشُ في الهوى

لهما القصائدَ مُخملاً كي تَطلُعا

لا تَستَعيدا في النساءِ تجاربي

و تَلَطّفا في الحبِِّ قلباً طَيّعا

تَعبَت خيولي في الصهيلِ .. و أنتما

ببرودٍ أعصابٍ بجُرحي أوسَعا

في أيِِّ فنجانٍ أُنَجِّمُ كي أَرَى

حظي لأَيِّ الحُسنَيَينِ تَطَلّعا !؟

لا تسأليها ما الغرامُ .. فإنني

ما بينَ عصفورين جئتُ لأشفَعا

قولا بكلِّ بساطةٍ مَن فيكما

كتَبَتْ بماءِ الياسمينِ المَطلَعا ؟

كيف استطاعت في غرورِ دفاتري

بالغُنجِ تَرويضَ الحروفَ فأَبدَعا ؟

مَن منكما ــ قولا ــ تُجيدُ قراءتي ؟

فأنا بقايا شاعرٍ قد ودّعا

إني أُلملِمُ رَغوةً في جُرحِهِ

بينَ النساءِ ، و جئتُ أمسَحُ مَدمعا

مازالَ بينَ صديقةٍ و حبيبةٍ

مُتَوَهماً ، و معي يَشُكُّ إذا ادّعى

يَرمي نثارَ الوردِ بينَ أصابعي

فعسى الأخيرةُ أن تقولَ ليَسمَعا

يا أنتما .. مَن في نعومةِ صوتِها

تأتي بهِ ، و بها يكونُ الأروعا ؟

مَن فيكما الأُولى التي في خصرِها

صَلّى ، و ضيّعَ في الهوى ما ضَيّعا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى