السيناريو والحوار
السجين .مسابقة السيناريو والحوار بقلم / وليد المليجى من مصر

السجين
( داخل بيت قروى متواضع )
بعد تناول العشاء بدأ سالم الفلاح يرتدى جلبابه الشتوى الثقيل و يلبس جوربا ثقيلا . ثم لبس حذاءه . و لف شالا ثقيلا على رأسه و رقبته . أمسك بعصا غليظة فى يده و دق بها مرتين على الأرض كما لو كان يختبر مدى قوتها
الزوجة :
رايح فين يا سالم ؟
سالم :
طالع اشم شوية هوا ؟
الزوجة :
مانت طول النهار فى الغيط يا سالم . ما شبعتش هوا ؟؟؟
سالم :
هوا الليل غير هوا النهار يا وفية .
عشِّى العيال و نامى انتى . أنا خارج .
الزوجة :
نفسى أعرف إيه اللى بيرجعك الغيط تانى بالليل . حرام عليك
لو مش خايف على نفسك خاف علينا لو حصل لك حاجة .
الناس يا سالم بتخاف تمشى ع الطريق ده بالنهار . يبقى انت
تروح تتمشى عليه بالليل . عفريت مريم اللى اتقتلت على
الطريق يا سالم لو طلع لك هتعمل ايه ؟
سالم :
ما تخافيش . ما عفريت الا بنى آدم
الزوجة :
طب عشان خاطرى ما تتأخرش انا بابقى خايفة و انت بره .
و ما تنساش تعدى تبارك لسعيد أبو ليلة طلع من السجن و وصل
البيت النهارده بعد العصر .
سالم :
طلع من السجن !!؟؟
الزوجة :
مالك استغربت كده ؟ إنت ماكنتش عايزة يطلع ولا ايه ؟
سالم :
و لا حاجة .. بس هو لحق ؟
الزوجة :
الأيام بتجرى يا سالم . يلا روح بس ما تتأخرش .
تبدو على سعيد علامات الاستغراب و قد أخذته المفاجأة بشدة . لم ينطق و
خرج من البيت و أغلق الباب بشدة وراءه .
يتمتم سالم بصوت يكاد يسمعه .
سالم :
سعيد خرج من السجن .
سعيد خرج من السجن .
يسير شاردا بشوارع القريه . فجأة يفزعه صوت ينادى عليه .
الصديق :
سالم . يا سالم .
يستجمع قواه و ينظر إلى صديقه
الصديق :
مالك يا سالم . انت سرحان ولا إيه ؟ رايح فين ؟
سالم :
رايح أشقَّر ع الغيط و الجاموسة .
الصديق :
بالليل يا سالم ؟ الطريق مسكون يا سالم . لو مسَّك جن هتتجنن
أو تنشل و هتعيش طول عمرك تعبان .
سالم ( شاردا ) :
ما تخافش عليه .
الصديق :
خلاص ما تبطلش قراية الفاتحة و قل هو الله أحد و انت على
الطريق .بس تعالى معايا الأول نبارك لسعيد على خروجه من السجن و ابقى روح الغيط بعد ما نسلم عليه .
سالم :
لأ . بعدين أروح له .
الصديق :
إزاى بس دانت هتعدى من قدام بيته .
باقول لك إيه سالم ؟؟ تفتكر سعيد قتل البنت فعلا ؟؟
سعيد طيب أوى . حلف لهم تلاتين طلاق فى المحكمة انه ما
قتلهاش بس القاضى ما صدَّقوش .
سالم :
الله أعلم مين اللى قتلها .
الصديق :
تعرف … أنا حاسس ان أمها لها دخل ف موتها . مانت عارف ياسالم .. مشيها بطال .. ممكن يكون عشيقها هو اللى قتل البنت .
سالم :
عشيقها ؟؟ هو عشيقها ماله و مال البنت الصغيرة ؟؟
لو عشيقا يبقى يقتلها هى مش البنت .
الصديق :
ممكن تكون شافته مع امها فى وضع و العياذ بالله .
سالم ( كاتما غيظه ) :
عشان خاطرى اتكلم فى حاجة تانية .. أو اسكت .
يصل الإثنان إلى دار على أطراف القرية تخرج منها أضواء كثيرة مع أصوات عالية منبعثة لأناس فى الدار مع صوت أغنية شعبية .
الصديق ( مناديا ):
سعيد .. يا سعيد
يخرج سعيد مرحبا بهم .. يحتضن سالم .
سعيد :
وحشتنى يا سالم .
سالم :
انت اكتر يا سعيد . حمد الله على سلامتك .
سعيد :
الله يسلمك . سالم اوعى تكون مصدق إنى قتلت البنت . و الله انا انحبست ظلم . انا طلعت من الغيط لقيت البنت سايحة فْ دمها باقلب فيها لقيتها ميتة .
سالم :
أنا عارف و الله يا سعيد ؟
سعيد :
عارف ؟؟ عارف إيه ؟
سالم :
عارف .. عارف ..عارف انك طيب يا سعيد ؟
عارف انك طيب . ربنا بيبتليك بس ؟
سعيد :
و نعم بالله . مظلوم بقى أو مش مظلوم المهم كانت فترة
صعبة و عدت . أنا واثق إن ربنا هيعوضنى خير .
سالم :
أستأذنك بقى و بكرة أشوفك فى الغيط . و هاروح أنا عشان أستريح .
سعيد :
على طول كده يا سالم . طب حتى كوباية شاى .
يتركهم سالم دون رد . يدخلان الدار . و ينصرف هو إلى الطريق المرعب المؤدى إلى غيطه و الذى يجاوره فيه غيط سعيد .
يتمتم ثانيةً : سعيد خرج من السجن .
يمشى على الطريق . بدأت نبضات قلبه تزداد فى معدل سرعتها .
يشعر بالرعب كلما وصل إلى أذنيه صوت مفاجئ لضفدعة أو كلب
ينبح . توقف فجأة على الطريق المظلم و على جانبى الطريق حقول الذرة الطويلة العيدان المظلم جوفها ظلمة القبور . دخل فى أحد الحقول .. سار عدة خطوات . ثم توقف فجأة .
بدأ يحدث نفسه بصوت هامس
سالم ( هامسا ) :
مريم كانت ماشية من هنا .
أنا .. كنت واقف هنا .
بصيت حواليه
ما لقيتش فيه حد .
مسكت الفاس هنا .
جريت وراها من هنا .
نزلت بالفاس على راسها فى المكان ده .
البنت جريت من القناية دى .
وصلت الطريق .( سائرا عدة خطوات )
وقعت هنا . و ماتت .
سعيد أول واحد خرج من هنا و فاسه فى إيده .
كان بيعزق فى الدرة يومها .
و الناس خرجوا من هنا .
أنا اختفيت من هنا .. و الناس مسكوا سعيد هنا . يخرج سالم إلى الطريق .. يتملكه الخوف .. يسير متجها إلى بيته .
تبدأ خطواته فى التزايد فى سرعتها .. إلى أن ينطلق بأقصى سرعته . يصل مرة أخرى إلى بيت سعيد حيث ما زالت أنواره مضاءة و الأصوات تنبعث من داخله . تصل إلى أذنيه ضحكات سعيد العالية .
يقف أمام البيت . يهمس لنفسه مرةً أخرى .
سالم : السجن مش حيطان عالية .
السجن مش بوابة حديد .
السجن مش سجان ولا حارس فى إيده كرباج .
سعيد دخل السجن و خرج و بقى حر . و أنا ما دخلتش السجن . لكن .. ( باكيا ) عايش سجين . عايش سجين .عايش سجين .
Facebook Comments Box