كتبت /د. رقية محسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه في اليوم الخامس من شهر توت . جلست الملكة حتشبسوت ، وهي تتناول الكمبوت. إذ دخل عليها مهندسها المطيع سانموت. وبشرها باختراع كيوت. اختراع شيء يشبه البطيخة. أو النفيخة. اختراع من العقل لتستخدمه القدم. اسمه كرة القدم. وبعد الشروح الوفية. إصدرت حتشبسوت أوامرها الملكية. بتشكيل اتحاد الكرة الفرعونية. وبارك هذا مولانا الفرعون الأمين. زوجها رمسيس الثاني الأمين.. راعي الرياضة والرياضيين.. في حمى نيل كل المصريين}.
هكذا استهل تأريخه المثبوت. المؤرخ كوتوموت . حفيد أحفاد المؤرخ هيرودوت. عن كرة القدم أيام حتشبسوت. وأضاف أن الفراعنة كانوا يحبون الكورة موت. حتى أن المرمى عندهم لم يكن مربعات. أو مكعبات. ولكنه كان على شكل أهرامات. ولذلك لم يكن الجون الهرمي المصري . يصلح لان يجلس عليه الحضري. وكان لديهم فريقان لدودان. لكنهما تحليا بأخلاق الفرسان. فريق الكهنة بلباسه الكاروهات. وفريق المومياوات بالفانلة أم فيونكات. وكان الحكم لا يرتدي سترة . وكان عادة من السحرة. ولم يكن لأي فاول من بين يديه أن يعدي. بل كان يسجل كل شيء على ورق البردي. وكان معه بدل الصفارة مزمور. يسمع صوته كل صاحي ومخمور. ولم يكن لديهم كرتان أصفر وأحمر مثلنا. بل خصصوا كارتا أسود داكنا. لكل من سولت له نفسه المنظرة والفرعنة
.
وفي مرة من المرات. كانت هناك قمة المباريات. بين الكهنة والمومياوت. وحكمها الحكم السيد رع مات. وأثناء المباراة. عدى اللاعب منقفا ، من اللاعب منقرع. ومشى صوب الجون دوغري. بعد أن مرر الكرة من بين قدميه كوبري. فاغتاظ منقرع من منقفا. وصكه على القفا. قفا ورا قفا. هنا استدعى السيد رع مات. شرطة المباريات. ووضعوا في يد منقرع الكلبشات. وخرج في تكتوك فرعوني. مخصص للعقاب القانوني. ونال البطاقة السوداء بكل أدب. وتم شطبه تماما من اللعب. ولم يظهر أي غتاتة. ولم يفعل ما فعله ميدو مع شحاتة. وانتهت المباراة والحضور لم يردحوا أو يشرشحوا. وما قالوا ” قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا”.
وكان لكل خط في الفريق شعار. يعبر عن توجهه المختار. ففريق الكهنة شعاره الدفاعات القوية. قمة الحضارة والمدنية. وكان يفعل مثل الفرق الإيطالية. يدافع ما يهاجمش. وفي ثانية يسرق الماتش.. وفريق المومياوات. كان اهتمامه بالهجوم بالذات. وكان مثل الطاحونة الهولندية. شعاره من الآخر. لو وصلت للتمنتاشر. فوت وشوط. بينما كان شعار فريق اللوتس. احنا أبطال خط الوسط. من غيرنا الفرقة تتفرط
.
ولم يكن لديهم مسابقتان كما هو معروف ومثبوت. ولكن فقط دورة واحدة تسمى دورة التابوت. وهو مش تابوت خشبي. ولكنه درع على هيئة تابوت ذهبي.
ولم يكن يحق لرؤساء النوادي أثناء الرئاسة. أن يتحدثوا في السياسة. ومن يضبط متلبساً أو يتحدث حديثا مسيساً. فيقع عليه عقاب غاية في الاستهبال. إذ يتم سخطه في الحال. حمارا أو خروفا أو بغلا من البغال. حتى يكون عبرة لكل من سيس المقال. أو ابتذل الكلام. ولا تزيد هذه العقوبة عن العام
.
هذا ما أورده المؤرخ كوتوموت. من أخبار الكرة الكيوت. في عهد الملكة حتشبسوت. وزوجها رمسيس الثاني الأمين, راعي الرياضة والرياضيين. رحلوا والتحنيط باق باق. ولكن لدى أحفادٍ حنطوا الأخلاق. حتى صارت بقايا الأخلاق أخلاقا. والأباحة لمن لدغته المدنية ترياقا. فأصبح ما نجرعه جزاءً وفاقا. وفي الرياضة عشنا على أمجاد بطولات أفريقية. وما هو النفع ببطولات والرياضة غير رياضية؟ لقد صرنا مثل الفقير الغني. تمر السنون ، مهما اغتنى لا يغتني. وقنع تماماً بجون مجدي عبد الغني. فسبحان الله المغني الغني. مقامة كتبها الحاضر التعبان. بعد إبحارٍ في سالف الزمان. فما أجمل ليالي رمضان. التي تجعلنا كل طلعة أذان. نقول لكم : صلوا على النبي العدنان.