ط
مسابقة القصة القصيرة

مزيكا الرضا ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / مينا فايز انيس من مصر

الاسم : د\ مينا فايز انيس كراز
الدولة : مصر
المدينة : المحلة الكبرى بمحافظة الغربية
الايميل : [email protected]
مجال التنافس : قصة قصيرة ” مزيكا الرضا ”

متعود انه يسمع صوت فيروز مع لحظات وداع الليل الاخيرة .. صوت فيروز هو الصوت اللى بيخلى كل واحد فينا يلمس ولو للحظات قلب قلبه وعمق مشاعره .. كان مجهز كل حاجة عشان يبعد عن الدوشة والزحمة وكل حاجة صعبة شافها فى اللحظات البسيطة الاخيرة من يومه .. فرصته انه يحارب الحياة بتبقى فى صوت فيروز .. طلع فى البلكونة بشورته وفانلته ومع عصيره المفضل وصوت فيروز العالى بيحرك كل شئ حواليه للاحلى … بيجرى على كوكب النسيان عشان يمسح همومه ..غمض عينيه وبدأ يحلم بكل شئ جميل …
لكن دندنة بسيطة بدأت تقاطع تأملاته الخاصة .. الدندنة لفتت انتباهه وخرجته من دايرة الاحلام لعالم الواقع وكانت الدندنة اشبه بمزيكا جميلة ولكن غريبة .. كأنه صوت مدفون من سنين وبينادى بالحياة … لكنه كان صوت دافى اوى وفيه مغناطيس بيجذبك .. ساب كل حاجة وبص من البلكونة عشان يعرف مصدر الصوت .. راجل عجوز فى عتمة الليل بيحنى ضهره على الارض وكان ببساطة بيدور على لقمة اكل فى كوم زبالة لكنه كان بيغنى ..
عجيبة !!
ازاى المزيكا بتقدر تخرج منه وهو موجوع ؟! .. ازاى الالم والفقر والجوع بيطلع منه مزيكا ؟! .. ازاى بيعيش بالمزيكا وهو فى حكم العالم هامش ؟! .. والاهم ازاى دندنته البسيطة قدرت تنافس جمال صوت فيروز فى انها تجذب زى المغناطيس ؟! … يا ترى هو بيفكر برضة فى انه يحارب الحياة فى لحظات وداع الليل الاخيرة بانه يغنى … للدرجة دى هما متشابهين ؟!
مقدرش يقاوم فضوله .. جرى على المطبخ وجمع كل الاكل الموجود فى تلاجته .. ملهوف على المقابلة مع الرجل البسيط قبل فوات الاوان … خرج بالشورت والفانلة ونزل على السلم ومكنش عارف السلم هو اللى بيساعده وبيختصر نفسه بنفسه عشان يوصل ولا هوا اللى كان بينط عشان يلحق الراجل الفقير … الفضول ناحية الحقيقة سر الوجود ودة كان سبب اندفاعه
لحظات بسيطة بدون اى كلام .. مجرد وشين بيضحكوا بابتسامات متبادلة .. عيون مليانة فضول بتعرض المساعدة وعيون مليانة امل بتقبل المساعدة ..
آكل الراجل البسيط وكان على وشه ابتسامة رضا .. ضحكة حقيقية وصافية وصادقة مفيهاش اى شوايب مرسومة بايمان على لوحة تجاعيد الزمن فى ملامحه … عيونه مليانة شكر .. الفضول مستمر وبيزيد مع الوقت والاسئلة عاوزة تهرب من قيود الانتظار .. لاحظ انه اللى اكله اكل بسيط اوى ومش بياكل بنهم ولهفة زى ما كان متوقع .. بالعكس صوت الدندنة كان لسه بيطلع بمنتهى الهدوء مسموع وكأن الصوت خارج من قلبه .. لحظات بسيطة والراجل العجوز خرج من جيوبه المقطعة اكياس سمرة كان متعشم يرجع بيها مليانة عشان خاطر عياله .. بدأ الراجل يجمع الاكل فى الاكياس السمرة وكأنه اب بيجمع الهدايا لولاده .. على وشه سعادة اكتشاف كنز .. مراقبة تصرفاته بتزيد اللهفة على الاجابات للاسئلة …بعد ما انتهى رفع ايديه وعينيه للسما يشكر ربنا على النعمة ورفع عينيه المليانة حكايات فى عينين المحتار يشكره على المساعدة .. المحتار مقدرش يتحمل وهربت الاسئلة من سجن الانتظار عشمانة فى اجابات تفهمها
ازاى المزيكا بتقدر تخرج منك وانتا موجوع ؟! .. ازاى الالم والفقر والجوع بيطلع منك مزيكا ؟! .. ازاى بتعيش بالمزيكا وانتا فى حكم العالم هامش ؟! … ازاى الندنة البسيطة غلبت فيروز الجميلة وجذبتنى زى المغناطيس ليك ؟! .. احنا ياترى متشابهين فى انك بتغنى عشان تحارب الحياة ؟!
ابتسم الفقير وبدون اجابة اتحرك بعيد عن المشهد ماسك فى ايده كنوز عياله وشوية بشوية بيختفى … والمحتار زى ماهو فى مكانه بيحتار اكتر واكتر فى الحقيقة
رجع للبلكونة مع عصيره المفضل بشورته وفانلته بيسمع صوت فيروز لكن المرة دى مش عشان ينسى لكن عشان يستوعب و يفهم
المزيكا اللى جوانا مش محتاجة معجزات عشان تخرج .. المزيكا اللى جوانا محتاجة بس ” الرضا ” .. الحياة بسيطة وجميلة مش زى ما احنا متخيلين .. احنا فاكرين اننا محتاجين نحارب الحياة عشان نكمل .. لكن الحقيقة احنا بس محتاجين نحارب اعدائها عشان نكمل … اوعى تحارب حياتك واوعى فى يوم تكرهها … الحياة مزيكا والمايسترو لكل حاجة حلوة فيها هو ” الرضا “

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى