ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : يا ليتني لم أنم . مسابقة القصة القصيرة بقلم / حسن داوود سالم . العراق

حسن داود سالم / من العراق
إسم الشهرة: حسن داود
واتساب: 07710495433
فيس بوك: https://www.facebook.com/hassan7david

قصّة قصيرة بعنوان: يا ليتني لم أنم

وأنا مدحوس بين زحمة العباءات خلال السوق ماسكًا طرف عباءة أمي، أنذرت لها متجهّمًا: «على رُسلكِ يا أُمّاه». لم أرَ أيَّ جواب أو إشارة تدل على سماعها لي. ازداد اكتظاظ العباءات حولي وراحت تماوِجني بحركة هُلامية حتّى فقدت طرف أُمّي. أضحيتُ في تيهٍ فضيع، كلُّ العباءات متشابهة وعلى دليل على عباءة أُمّي. ولكثرتهن وتراصفهن تلاشت الحدود بينهن واصْطفقتُ أمور داخل سواد عباءة هائلة لا حدّ لمداها، ربما مُيُودي هو في فضاء جوّيّ، لا أعلم بالضبط أين أنا!
صحتُ خلال العتمة: «أين أنتِ يا أُمّي»، حتّى كَلَلتُ من صياح النجدة. وبعد كَلَلي تلاشت دُجْنة الظلام كتلاشي السُحُب بعد المطر. وجدت نفسي قد عدت بعد ذلك التلاشي الى المكان الذي فقدتُ فيه أُمّي من السوق. لم يكن لي فعل سوى البروك وسط الدكاكين والباعة ووسط حركة العباءات العابرة. سيمائيات الخوف تهيأت لي بأشباحٍ لاحت تتخاطف كالبرق على مِصرَعي الدرب. أغمضت عينيَّ بقوّة فلا منقذ من ذلك القلق الوجودي. بينما أنا دافنٌ رأسي بين ركبتيَّ طُرق رأسي بأصابعٍ مجهولةٍ. رفعت رأسي واستيقظتُ فجأةً. تضاعف نبض قلبي أوّل وهْلة استيفاقي، أفٍّ، الحمد لله أنّه كان طيفًا، لكن كابوسًا أجْهم، مع ذلك أفضل من أن يكون واقعًا مفروضًا. الساعة كانت لحظتها وقت السَحَر، وكان العرق يتصبّب من جبهتي بشكلٍ لم أعهده مسبقًا.
لا أعرِف لما زاد الكابوس من شبق الاشتياق الى أُمّي حدَّ الذروة، وكأنَّ بي لم أرَها منذ مُدَّة مثل الذي يشتاق لقلبه وهو بين أضلُعه. طلعتُ إليها في صالة البيت نائمة. همست إليها بخَفَت: «أُمّي»، لكي أجالسها أطراف الحديث الحميمي وأُطفئ لهفتي ووَجَلي بحجّة صلاة الصبح و وهو الوقت أيضًا قد شارف عليها، لكنَّ الهمس مضى سدًا بدون أن يُيقظها. حرّكتُها ببطء ولم تُبدي أيَّة حركة. حرّكتها مرّةً أُخرى فأدركتُ أنَّ نبوءة الكابوس تحقّقت. لقد ماتت أُمّي.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى