ط
مسابقة القصة القصيرة

سكون..مسابقة القصة القصيرة بقلم / أحمد على أحمد محمد من مصر

أحمد على أحمد محمد
جمهورية مصر العربيه
01142450901
مسابقة القصه… ســــــــــكــــــون
إستيقظ فى ساعة ظن أنها متأخره..مد يده بحركه بديهيه ,إلتقط معطفه المُعلق على مسمار بالحائط..توجه صوب الباب مخترقاًالظلام فى تلقائيه ..! تعثر فى بعض الأوانى التى مازالت على حالتها من وجبة العشاء ..يُسعل بصوت مبحوح ,إلى أن وصل الباب ..على صوت صرير الباب وحشرجة سعاله تيقًظت زوجته وهى بالكاد تبصره ,ثم عادت لوضعها وإنكمشت أسفل اللحاف أو بقايا اللحاف ..لم يتبقى منها سوى زفيرها ..شَخص بعينه على بعدٍ وعلى مرمى البصر يرى مآذنة المسجد وما زال بها المصباح البترولى مضاءاً.. إذا أن أهل القرية يحددون فجرهم بإضاءة المصباح وإنطفاءه .. فإن كان المصباح مضاءاً فلم يحن الفجر بعد وإن كان المصباح قد ذهب نوره وصار متساوياً مع سائر الكون فى ظلامه إلى أن يطرق النهار الباب وتستأذن الشمس فى الشروق يغدو كلا إلى صنيعه .. إرتكن إلى حائط بيته , نظر إلى السماء تابع النجوم وتاهت نظراته بين النجوم طفق يبكى كمن له مأرب .. يارب .. يارب .. إلى أن هدأ قليلا ومسح عبراته , ولج البيت من ظلام إلى ظلام .. كالجنين كالذى يخرج من بيت أمه ليدخل المقبرة .
الظلام يحيق بالمكان وكأن نواميس الكون قيضت له أن يعيش هكذا فى ظلام البصر وغياب البصيرة.
عاد يتلمس بأنامله الحائط إلى أن أستقرت يداه داخل كوة مجوفة بالحائط , أخرج منها بعض أعواد الثقاب البالية , إستدار إلى يساره
رافعاً يده يتحسس شيئا , حتى وقعت على مصباح بترولي هو الوحيد فى بطن هذا الحوت الذى يقطن فيه .. أراد أن يُشعل
ثقابه الباليه محاولاً مرات ومرات إلى أن عيل صبره وإمتقع وجهه وكاد أن يحطم المصباح من فرط غيظه وأحس النار وأضمرت فى جوفة بدلاً أن توقد المصباح .
تباغت عندما أحس يدها تربت على كتفة .. أعطاها أعواد الثقاب فى صمتٍ كأنه الإستسلام .. أشعلت الزوجه المصباح فأضاء جزءاً ليس بقليل من الحجرة وكأنه كويكب فى كبد السماء .
أتكئ فى زاويته المفضله أو الوحيدة غير المنشغلة .. بمحاذاة المصباح .. جذب المنقد , أعطته بعض أغلفة الذرة الجافة نبش فى المنقد حتى صنع حفرة رَص بها بعض الأخشاب وأضمر النار فيها وطفق ينظر اليها .. حتى سمع صوت الآذان يسرى خلال الليل مع إتجاه الريح .
الله اكبر .. الله اكبر .. ردد مع الأذان إلى أن وصل لا إله إلا الله , نفض من فوره , توضأ من إبريق فخارى أخرجه من فتحة التنور وكرر بعض الأدعية وصلى الفجر .. جاءته زوجته تمشى الهوينة وبين يديها مما جاد به ربهم .. صياح الديكه وزقزقة العصافير , والأقدام التى بدأت تدب فى الشارع تنبئ عن يوما جديداً .. إنفجر الصباح من قلب الليل المظلم الكئيب المتستر على جرائم لا حصر لها ولا عدد فرغا من افطارهما .. حمدا الله وشكراه .. وذهب كالطير يغدو خماصا ويعود بطانا .
بقلم/
أحمد على أحمد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى