كتب / أنيس بوجوارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتابة عن نجم كبير له وزنه بمثابة شئ تقليدي فعله الكثيرين من اصحاب التخصص او حتى من الجمهور العادي , بل ان المديح اصبح يفسره البعض مبالغة …
لكن بعد مشاهدة عدة حلقات مسلسل ” ونحب ثاني ليه ” وجدت نفسي بدون تردد قررت الكتابة عن النجم شريف منير والذي يعود للشاشة بعد اخر اعماله الزئبق الجزء الاول وظهور كضيف شرف ضمن احداث فيلم الممر
يعد شريف منير واحد من ابرز من تألقوا سينمائيا بلاشك ولكن في الدراما التلفزيونية كان ضيف شبه دائم على الجمهور عندما تألق في مسلسلات عدة ابرزها ” ذئاب الجبل ..الفجالة ..اللص الذي احبه ..غاضبون وغاضبات ..قلب ميت ..بره الدنيا” وهي اعمال شدت انتباه الجمهور في كل مكان …
حرص في كل اعماله على تقديم ادوار مختلفة بتركيبات نفسية واجتماعية من طبقات مختلفة وكوميدية بمفهوم شديد الثقافة والوعي وشديد الخصوصية وبعيد عن النمطية وقل في ظهوره لاسباب لا اعلمها ربما لانه يرفض التنازلات وتقديم اعمال لاتتناسب مع فكره الفني
لكنه يعود بقوة من خلال شخصية عبدالله الروبي مخرج الفيديو كليب الذي يعيش حياته بالطول والعرض ويهدم حياته الاسرية نظرا لانه لا يجد الراحة النفسية حسب مبررات الشخصية التي يرفضها البعض من المشاهدين خاصة وان زوجته تحاول توفير كل سبل الراحة له
شخصية عبدالله هي شخصية موجودة تحديدا في نفس مجال عمل مخرج الكليبات وحتى في مجالات عملية اخرى
يلعبها شريف باقتدار كبير فهو يضحك احيانا ويغضب احيانا اخرى ويتسلط كثيرا ولكنه يخفي بداخله جزءآ طيبآ اظهاره على الشاشة بشكل مباشر “وهو مالم يحدث ” بمثابة افساد للمتعة بالشخصية لكن كل تصرفاته تؤكد انه ليس بالمؤذي حتى في صده لمن تحبه من طرف واحد وظهر ذلك اكثر وضوحا في مشهد شديد الاقناع وهو مشهد لومه لصديقه المقرب بعد ان كذب عليه.. شخص قد يكرهه البعض وقد يحبه البعض الاخر ولكل منهم دوافعه وهو مايحدث في الحياة الطبيعية التي نعيشها بين محب وكاره للبشر
كان من الممكن ان تقدم الشخصية بنمط تقليدي مستهلك وبانفعالات حفظناها في انماط درامية عدة لكن هذا الامر لا ينطبق على موهبة كبيرة وفنان مهم بحجم شريف منير فهو يعرف جيدا ان لكل شخصية دوافعها وان لكل شخصية خلفية دفعتها لتصبح مانراه على الشاشة
لا اخفيكم سرا فأنا مثلي مثل غالبية الكثيرين امسك هاتفي المحمول اثناء مشاهدتي للاعمال الدرامية لكن وبدون درايه اجد نفسي وانا اشاهد مشاهد”عبدالله” على الشاشة مجبرا على ترك الهاتف والتركيز في ادائه المحكم ربما لاني اميل للشخصيات التي تشعرني انها من لحم ودم وانها ليست مجرد شخصية في مسلسل درامي ينتهي اعجابي بها بمجرد انتهاء العمل الفني
المصداقية والبساطة مفتاح مهم يملكه شريف منير ولا يملك النسخة الاصلية منه سوى القليلين
بعد انتهاء عرض هذا المسلسل الذي هو بالنسبة لي ممتع حتى كتابتي هذه السطور , اتمنى ان يتكرر وجود هذا الفنان على الشاشة بأدوار تتناسب مع حجم موهبته ومع حجم مصدقيته واعتقد بل اجزم انه يمتلك من الذكاء مايجعله يختار ادوارا ترفع من مكانته التي اصبحت مكانة مهمة غير قابلة للاختفاء !