ط
الشعر والأدب

قراءة في قصيدة “مقام العشق” للشاعر حامد عزيز بقلم وفاء الدر

وما زلات همسة تقدم لكل محبى الشعر كل ماهو جديد
………………………..
قراءة في قصيدة “مقام العشق” للشاعر حامد عزيز بقلم وفاء الدر

————————————————-
النص
———– 

ٍ مقام العشق

بتحملني كفوف الضحكه

فوق جناحين

اروح ليها

ادق الباب

تمهلني

اصلي الفرض

علي بابها تكلمني

تقدمني

علي باب الحياه

شبرين

اطوف واسبح

ألم شباكي

من نيلي

واعطر حضرتك بالصبح 

تجيني الفرحه

أتحرر

فدام دومك

يا مالكه حنيني

من يومك

وجودك من زمان فيا

محل القلب

وجودك من زمان شارع

ما بين هرمك 

وبين السد

وشمسك في التاريخ

ايه

ونبعك فوق

وملكيش حد

خطاوي الضحكه

يا سمرا

تنور

في الطريق قنديل

حكاوي الضحكه

ملضومه

في همس الليل

حكاوي بنت غجريه

وصفصافه

بتغزل م الهوي

موال 

وتحكي سيرة

اللي اتقال

وتزرع في دروبها

الصبح

يونس وحشة العاشق

و ينشد للبراح موال
القراءة 
——————– 
عنوان القصيدة 
—————— 
يمثل العنوان مفتاحا دلاليا مهما ليس فقط للكشف عن ـأبعاد النص و أعماقه و لكنه أحيانا يمنحنا مفتاح التعرف الى ذات الشاعر و مفرداته الخاصة يتضح دلك جليا في عنوان قصيدتنا مقام العشق حيث يصطحبنا الشاعر من خلال قصيدته في رؤيا او رحلة روحانية تفوح فيها رائحة البخور و تنير اضواء القناديل الخافتة الطريق لنا و تصاحبنا تمتمات العاشقين و تجليات الصوفية 
يتكون عنوان القصيدة من كلمتين
مقام هو المنزلة او المرتبة
المقام عند الصوفة هو المنزلة التي يصل اليها المريد عن طريق التريض و المجاهدة و لا يصل المريد الى المقام الا بالمداومة على الحال 
والحال عند القاشاني هو “ما يرد على القلب بمحض الموهبة من غير تعمل كحزن، أو خوف، أو بسط، أو قبض، أو شوق، أو ذوق يزول 
بظهور صفات النفس، سواء أعقبه المِثل أولاً، فإذا دام وصارا ملكًا يُسمى مقامًا(3).” فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب”(4).
العشق هو الافراط في الحب والولع 
من يا ترى محبوبة الشاعر ؟ و ما هي منزلتها من قلبه ؟ و كيف سيرتقي الشاعر الى مقام العشق عند محبوبته ؟
بين يدي القصيدة 
————- 
يغلب على الشاعر تاثره بالشعر الصوفي حيث يزخر النص يزخر بالكثير من الايماءات الصوفية ويتجلى ذلك بدءا بعنوان القصيدة والذي هو حالة من العشق لاتتحول الى مقام الا بالكثير من التريض والمثابرة وهذا يعني استماتة الشاعر في ارضاء محبوبته و المحبوبة هنا رمز مطلق قد يكون المقصود به المراة او الوطن او الحلم ولكن بالتدقيق في القصيدة يتضح انه يخاطب الوطن في صيغة الحبيب
وجودك من زمان شارع ما بين هرمك وبين السد
ان المتامل في شعر الصوفية يدرك تماما 
ان أولى خصائص الشعر الصوفى وأبرزها ، هو ما يتعمده الشاعر فى سلوك سبيل الرمز والكناية وضرب الأمثال ، ليحمل البيت الشعرى بين طياتِ تفعيلاته ، ما لاحصر له من الدلالات الخاصة ، وهذا ما يصرِّح به شعراء الصوفية أنفسهم ، فنجد منهم عبد الكريم الجيلى يفصِّل الأمر بقوله :
مَفَاتيِحُ أَقْفَالِ الغُيُوبِ أَتَتْكَ فـىِ خَزَائِنِ أَقْوَالِى فَهَلْ أَنْتَ سَـامِـــعُ
وَهَـا أَنَا ذَا أُخْفِى وأُظْهِرُ تَـارَةً
لِرَمْـزِ الهَــوَى مَا السِّرُّ عِنْدِىَ ذَائِع
وَإيَّـاكِ أَعْنى فَاسْمعِى جَارَتىِ فَمَا
يُصَرِّحُ إلاَّ جَــاهِلٌ أَو مُخَــادِعُ
سَأُنُشِى رِواَيَاتٍ إلى الْحَقِّ أُسْنِدتْ
وَأَضْرِبُ أَمْثَـالاً لِـمَا أنَـا وَاضِـعُ 
يتجلى تاثر الشاعر بشعر الصوفية في استخدامه لعدة كلمات منها 
مقام وهو الكسب الدي يحصل عليه المريد من المداومة على الحال
العشق هو الافراط في الحب حيث ان الاساس في الصوفية هو الاخلاص في الحب
الحضرة اعلَمْ يا أخي العزيز أن (الحضرة) اسم مشتق من الحضور ، والمراد به 
في قصيدتنا هذه هو الحضور بين يدي محبوبته التي يضفي عليها قدسية خاصة حيث لا يستطيع التوصل الى رؤيتها الا من يصل الى منزلة معينة الا وهو مقام العشق 
وكان الشاعر يصلي في حضرة مقام محبوبته فينال الحظوة لديها
اصلي الصبح على بابها 
تقدمني على باب الحياة شبرين 
و يسعد بالتجوال في رحابها الطاهرة 
اطوف واسبح
تنير القناديل دربه و تصحبه ضحكة الرضا 
كما نلاحظ ان نص الشاعر .
ينطلق من ذاته المتكلمة ويتجلى ذلك من خلال استخدامه لياء المتكلم
ورد في المعجم الوسيط أنّ “الياء” مخرجها هواء الفم، أو الجوف إذا كانت مدّاً كما في “كريم”. وإذا كانت غير مدٍّ، فمخرجها وسط اللسان وهي من الحروف الشجريّة لخروجها من الشّجر (وهو منفتَحٌ ما بين اللحيين) وهي من الحروف المجهورة الرخوة…
وحضور المتكلّم في النصّ عبر حرفٍ مجهورٍ رخو، فيه دلالة الاحتياج إلى الآخر لإتمام الدلالة. فالياء، كما رأينا، حرفٌ، وإن احتوى على مضمون، فهو محتاج إلى غيره لإنجاز المعنى، فالحرف لا معنى له منفرداً.
عاطفة الشاعر 
—————- 
عاطفة الشاعر قوية وصادقة
وحدة القصيدة 
———————
تحققت وحدة القصيدة فقد وفق الشاعر في المواءمة بين المضمون الذي ملأ به قصيدته والوسائل الفنية والتعبيرية والتصويرية التي استخدمها في هذه القصيدة؛ فأسهم ذلك كله في تجلية الوحدة الفنية أو الوحدة العضوية على نحو ما، وتأكيد هذه الوحدة بقدر كبير.
مظاهر الجمال في القصيدة 
——————————– 
المعاني 

لجأ الشاعر إلي استخدام الأساليب الخبرية للدلالة على أن كل ما يذكره حقائق غير قابلة للشك . 
البيان 
———- 
التشبيه والاستعارة
بتحملني كفوف الضحكة – شبه الضحكة بانسان وحذف المشبه به وأتى بشيىء من لوازمه للدلالة عليه وهو وجود الكفوف (استعارة مكنية) ويتجلى جمال هذا التعبير في التشخيص
بتحملني كفوف الضحكة فوق جناحين(تشبيه تمثيلي )
اصلي الفرض على بابها كناية عن القدسية
باب الحياة – تشبيه للحياة بالبيت حذف المشبه به واتى بشيء من لوازمه للدلالة عليه وهو الباب ( استعارة مكنية )
اطوف واسبح : كناية عن استغراق المحب في متعة حضرة المحبوب
الم شباكي من نيلي : كناية عن المكاسب التي حققها من وجوده فيها 
يا مالكة حنيني : تشبيه لمصر بإنسان حذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه للدلالة عليه 
وهو التملك وهو كناية عن استحواذ الحبيبة على حبيبها و حنينه الدائم لها 
شمسك في التاريخ آيه : تشبيه الامجاد بالشمس و حذف المشبه به 
والجملة كناية عن رفعة قدرها و عظم أمجادها 
ونبعك فوق : كناية عن أن لها اليد العليا
ونبعك فوق وملكيش حد : كناية عن السخاء في العطاء
خطاوي الضحكة : شبه الضحكة بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه للدلالة عليه (إستعارة مكنية)
خطاوي الضحكة تنور في الطريق قنديل : تشبيه تمثيلي 
حكاوي الضحكة : شبه الضحكة بالانسان وحذف المشبه به واتى بشيء من لوازمه للدلالة عليه وهو الحكاوي(استعارة مكنية)
همس الليل : شبه الليل بالانسان وحذف المشبه به واتى بشيء من لوازمه للدلالة عليه وهو الهمس (استعارة مكنية)
وجودك من زمان شارع مابين هرمك وبين السد : كناية عن امجاد الوطن في عصور التاريخ المختلفة – في هده الجملة يلخص الشاعر في دكاء تاريخ الوطن ويجعله شارع واحد يصل ماضيه بحاضره
البديع 
——
الجناس 
(باب – بابها) – (دومك – يومك) – ( دام – دومك) – ( سد – حد) – (خطاوي – حكاوي) 
السجع 
——- 
(تحملني – تمهلني – تكلمني – تقدمني )
(دومك – يومك) — (سد – حد) – (قنديل – الليل) – (موال – اتقال)
هناك مقابلة بين كلمتي الليل والصبح 
دلالات الأفعال 
————— 
استخدم الشاعر الفعل المضارع بكثرة
بتحملني – اروح – ادق – تمهلني – اصلي – تكلمني – تقدمني
مما أكسب النص حيوية وحركة اضفت عليه لونا من البهجة و الحماس
موسيقى القصيدة 
—————– 
تعد موسيقى الشعر الخاصية البارزة ، والعلامة الفارقة بينها وبين النثر ، وهي النغم الشجي الذي تصاغ فيه المعاني فيحيلها إلى نشيد عذب . 
وفي شعر العامية فان المتلقي يستشعر الموسيقى من خلال احساسه بالنطق الصحيح للكلمات وفقا للهجة الشاعر لانه فن سماعي 
الموسيقى الخارجية للقصيدة 
————————————— 
جاءت قصيدة الشاعر على بحر الهزج المجزوء مفاعيلن مفاعيلن
بتحملني \\ه\ه\ه مفاعيلن – كفوفضضح \\ه\ه\ه مفاعيلن 
سالم ———————————————– سالمة
كفوقجنا \\ه\\ه مفاعلن – حين ارو \ه\\\ه 
مقبوض —————————- مكسور
اروح ليها \\ه\ه\ه مفاعيلن – ادققلبا \\ه\ه\ه مفاعيلن 
سالم ————————————– سالم 
بتمهلني \\ه\ه\ه مفاعيلن – اصللفر \\\ه\ه 
سالم ————————— مكسور

الموسيقى الداخلية للقصيدة 
————————————
أحدث السجع في كلمات القصيدة جرسا موسيقيا تطرب له الأذن 
(تحملني – تمهلني – تكلمني – تقدمني )
(دومك – يومك)
(السد – حد)
(قنديل – الليل)
(موال – اتقال) 
وفي النهاية لا يسعني الا ان اشكر الشاعر حامد عزيز على قصيدته الرائعة

أ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى