قصيدة : عتَابٌ معَ السَّيد العراق . مسابقة الشعر العمودي بقلم / ماجد الربيعي . العراق

(عتَابٌ معَ السَّيد العراق) ماجد الربيعي/شعر قصيدة عمودية

حكايَتُكَ الأولى خرابٌ بِنا استَشرى
فَأيُّ مَتاهاتٍ حِكايتُكَ الأُخرى

وأيُّ انتِهاءٍ فيكَ يا موطِنَ الأسى
تَعِبنا ونارُ الصبرِ تَقتاتُنا جَمرا

نَذَرنا إلى شَطَّيكَ روحاً ومُهجَةً
فَهَلّا توافِينا وهَل تَقبَلُ النُذرا

على أُفقِكَ الغِربانُ جاءَت مَعَ العَمى
تُواري أمانينا وتَرنو لَنا شَزرا

وَإنَّكَ أَدرى ما بِنا مِن صَبابَةٍ
وإنّكَ ما بالروحِ يا هَمَّنا أَدرى

حَمَلناكَ في الجَنبينِ عِشقاً أَضاعَنا
تَبِعناكَ موسى عَلَّنا نَبلِغُ البَحرا

فَشَقَّت عَصاكَ الأُمنياتِ وما سَعَت
ولا هَشَّت الأوغادَ أو أَبطَلَت سِحرا

ضَلَلنا وضاعَ الدربُ واحتارَت الخُطى
وَما مِن سَنا نارٍ بِصحرائِكَ الكُبرى

فَعَزَّ عَلينا أن تَضيغَ دُروبُنا
وَأَن يَستحيلَ النَزفُ في سوحِنا نَهرا

بَلَغنا حُدودَ الصبرِ حَدَّ انكِسارِنا
فَلَم نُطبقِ الأَجفانَ أو نَستَطعْ صَبرا

غَداةَ دَعا تشرينُ لَبَّت قُلوبُنا
فَسُرنا زَرافاتٍ ولَم نَدَّخِرْ عُمرا

عَبَرنا إلى الساحاتِ والهَولُ مُطبِقٌ
وَنُدرِكُ أنَّ الخوفَ لا يَصنعُ النَصرا

وَنُدرِكُ أنَّ الأمَّهاتِ نَذَرنَنا
قَرابينَ كي تَحيا وكي نُدرِكَ الفَجرا

وهُنَّ من الأوجاعِ أَرضَعننا حَليبَهُنَّ
ومن جورٍ ومن دَمعَةٍ حَرّى

جُبِلنَ على ( وادي السلامِ ) ثَواكِلاً
يَطُفنَ عَلينا فيهِ قَبراً تلا قَبرا

وَنَحنُ بنونٌ مُذ فُطِمنا ولَم نَزَلْ
بِنا كَربَلاءاتٌ ولَم نأبهِ الشِمرا

عَصيٌّ على سَربِ الجَرادِ سَمارُنا
وَلكِنّما الوَيلاتُ أَودَت بِنا تَترى

بِرغمِ سُباتِ الغَيمِ تَندى جِباهُنا
فَلَمْ نَزدَري جاراً ولَم نَنتهكْ سِترا

متى ياعِراقَ الموجِعاتِ تُجيرُنا
دِمانا لِعُرسِ الأُمنياتِ غَدَت مَهرا

أَتيناكَ نَسعى مِن أقاصي جِراحِنا
أَرَدناكَ حُرّاً لا تُسامُ ولا تُشرى

مَتى تُوصِدُ الأَبوابَ فالرّيحُ صَرصَرٌ
وَشَرقُكَ مَسعورٌ وجارٌ بِنا أَزرى

أَرَدناكَ يا سِفرَ انتماءاتِنا هوىً
تُمَزِّقُ سِترَ الكَونِ لو حرّةٌ تَعرى