قصيدة : هويتي الملبّدةُ بالأحاجي . مسابقة النص النثري بقلم / علي سلمان الموسوي . العراق

علي سلمان الموسوي
العراق.
فئة قصيدة النثر
هاتف 07705551747

هويتي الملبّدةُ بالأحاجي

اشربْ منّي أيّها الليل
القمرُ الذي أنجبتَ
مازال صائماً ..
اشربْ
واحمرَّ…وازددْ ظلاماً
وانتظرِ المطرَ الآذاري
قد يفتتُ نصيبَ عطشك ..
في الغصّةِ الحوراء
تحتفي المياهُ بهروبها
والعنادلُ لن يروقَ لها صوتُ الغناء
والنجماتُ يتراقصْنَ سُكارى..
يضربْنَ متونَ بعضٍ
وكؤوسُ الخيباتِ في كفوفهنَّ..
وأنا الصنمُ المنحوتُ من حجرٍ
أقطرُ وصايا الزاهدين
وأشهرُ ذراعي المتبرّعمَ غابةً..
في روح المعبّد المضاء
أنأى بمدينتي
وأدخلُ البوابةَ الحمراء
وأتركُ تقلّباتِ الغواية
أغسلُ الخيالَ الأزرقَ
بماء الفضيلة في وجهكِ
ملتقى الألوان وخلاصةُ الضوء
ألجأ إلى الكتائبِ الفاضلة
بين الأرض والسماء
وأرغدُ إلى الهناء
في زاويةِ المناجاةِ بين القُبب
كذعرِ الناجين
من بلاط الوجوه
أشذّبُ أناملي الكافرة
عند مجاميعِ المعتمرين
في بهجةِ النار ..
وذاك المعبدُ كقلعةِ الفاتحين
يعاكسُ السحاب
ويحتضنُ الإيمان القادم من الشجرةِ القريبة
الشجرةُ العاريةُ الوحيدةُ
تسلكُ جذوراً طويلةً حتى النهر
فارغةَ الروح
إلّا من أغصانِ التوبة..
دخلتُ الجنةَ حافياً
اقدامي الصف الاول لقائمة المذنبين
والجنة نقاب عفتها
وفاتورة الدخول
اقامة مشددة للترقب..
بقعةٌ حمراءُ بلا حسدٍ
ضوءٌ اخضرُ يتراقص في دورق النبيذ،
انتزعوا الاقنعة من وجهي
تمظهرت كلَّ العيون
وكلّ الوجوه
والسمواتُ التي جاءت بأثني عشر كوكباً،
جنتي واحة محروثة بالآثام
وثلاثُ حباتٍ من قمح
وأذنٌ صاغيةٌ للمطر،
ملائكةٌ يبتهلون
ولدانٌ مخلدونٌ
يتراقصون على قلب الارباب
يمنحون بياض وجوههم
للقادمين من هول الحراب
يأتون بزورقٍ من نور
محملاً بالشواطئ
والموسيقى والسكارى والذنوب
كاهنةٌ مقدسةٌ
تقرأُ على رؤوس الآلهةِ توبةَ القبور،
بين اقدامي
تاريخٌ طويلٌ كالبحر
وذاكرةٌ عميقةٌ لشجرة آدامَ
تفاحةٌ تعتقت خمرةً
وبشرٌ يحتفون بالعشبِ المعطوب والحفر
يحرّمون فاكهةَ الارض
وأحلامُ غابةٍ في أناء الانفال
مملوءةٌ بعزف الادغال
وشعاعٌ وحيدٌ الى أمدَّ البصر
تجوّلَ كثيراً في البراري
يمتدُ على مدار النهرين
نهرُ لبنٍ
نهرُ خمرٍ
وقلمٌ كوني
في الأماكن المترفة
يكتب اسماء الشعراء
هم الاولياء في زمن العتمة
وشفاهُ الشاربين
لذةُ زلالٍ شفافةٍ على اجساد الحور.
عاد السندباد بأفواه الأفاعي
غرق فرعون في اليم
توهم موسى
ضرب شفتيكِ بالعصا
فأنفلق البحر مرتين!
والناجون من الموج
يحملون الأفاعي على ظهورهم ،
رأس كلّ أفعى
أنثى من بني إسرائيل
تلقف ما يصنع الساحرون ،
السماء حبل من مسد
رفعت رؤوس القوم
تتدلى في فم البئر
يعقوب يتحسس القميص عاجلا
ما عاد لأيوب صبرا
الإناث التي اوجعت قلبه
تعود ثانيةً
تسرق يوسف من أبيه