ط
الشعر والأدب

أبـى على مشارف القبلة .زقصة بقلم / مهندس ساهر محمد

ساهر محمد
،،،،،،،((( أبـــى على مشارف القبلة )))،،،،،،،،،
عندما يختلط الحلم بالحقيقة و يرتكز على الصدر فلا ندرك سوى أن نرجع بالذاكرة إلى الخلف و نتذكر
أحضان الأحبة التى عانقتنا سنوات كثيرة .
،،،،((( أبى على مشارف القبلة )))،،،،،،

وقف على الضفة المقابلة يرتَقِبُنى بعين المحب يكسر المسافات بين خطاياىَّ المبعثرة بأقدام غربتى و جمعها فى جُعبته .
رأيته من بعيد و نظرت إليه نظرة المتيقظ للعقاب
قُلتُ ،،!!
أبـــــــى ،،!!
أُغلقت نوافذ الروح
بقطارات البعاد !!
مداعبتك …. حُبك يتواتر على ذهنى يبعثر أعين العناد !!
يا صائد التمنى بكفوف الحنان
يا هالك ذنبى على أضرحة العباد !!
أنا الشقىُّ ،،، أنا البار بعد رحيل الميعاد !!
قذفنى بنظرة تحطم أشرعة الخوف و كأنه إلتقط ماء المكر الذى بلّل ثوب المذنب
و بلسان عقله يسألنى أين أنا من صلاتى .
قُلتُ ،،،!!
صلاتى كما دنياىَّ معذبة
طَهَرَتى كما فرائضى محطمة
تُكدس آهاتى كما اللظى
و حبل المعاصى ملتف حول عنقى
يخنقنى … يبعثرنى ،،، يمزقنى
إنتحرت معانى الإعتذار على براءة طفولتى
وقفت على ضفاف الماضى
أتذكر خطوط العمر الماضية
أين أنتِ يا أيامى الأتية
أستحلفك بالله يا شمسى لا تغربى
و دثرى سويداء قلبى الحانية
وقفت وقفةً بين متاهات كلماتى و هربت بعينى عنه ،،،،، عانقت شطرات الفراغ الممتدة حولى
إستدارت قامتى نحو المدينة البعيدة أمامنا ،،،،،، و بيننا شطرة ماء تحُولُ بينى و بينه
أشار إلىّ بسبابته يحذرنى بالعقاب القديم لترك الصلاة
إرتفع منسوب الخوف بداخلى ليصل للقمة
سالت دموع اللوعة تقتلنى …تحرقنى
قُلتُ ،،،،!!
أبــــــــى ،،،،،!!
أنا الأن أمزق أرجل الصقيع
و أرنو بين أنامل الربيع
أجمع جدائل نبضى
من بين خمائل عمرى
أُسقط دولة روحى
المبللة بماء ذنبى
الملم حبات العقد المتناثرة منى
تجرعت الذنب المنحوت على جبينى
أشعر بسحابات مضيئة تداعبنى
و هديل حمام الثرى يرافقنى
فما السبيل أبى لألام الخطايا
المختلطة بدمى
يا تاج الرأس بمملكة قلبى ،،، أجبنى
عانقنى بروحة البعيدة تسامحنى ،،،،،تصافحنى و يأخذ الوعد بعدما إرتوت الارض حولنا بأمطار عينيه المتساقطة
و كأن الحياة دبت فى جسدى مرة أخرى
إرتشفت رشفةً من فنجان الفرح بلا فرح
و عانقت موائد الأمل بلا أمل
و قُلتُ ،،،،،،!!
أبــــــــــــى ،،،،،،،!!
نظمت قصيدتى لأجلك
المتوارية على قافية فضلك
و عقدت النية على عهدك
أتوضأ من نور عطرك
فتختلط روحى بروحك
أنهُل من حنان فيضك
ليس مدحاً أبى إنه حقك
فأنا الان تربعت على عرش حبك
لاح برأسه و أراد أن يضمنى ضمة تؤكد العزم على التسامح و المغفرة
و فجــــأة ،،، وقع أرضاً يحتضر
على حدود المسافات بيننا
أفقتُ ،،، أفقتُ على صرخة خلف جدار الحلم
لملمت أشلائى
مزقت دفاتر ذكرياتى
و طويت الأرض طياً
كوّرت الطريق إليه
قرعت باب غرفته
و إرتويت من أحضانه المفقودة منذ زمن
بكيت بين أهداب محبته
و قُلتُ ،،،،
أبــــى ،،،، حياتى دونك مشقة
رحيلك قبلى هوان و مذلة
لا أراك يوماً
على مشارف القبلة

ساهر محمد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى