أنتَ مسودَّةُ قصيدةٍ على ورق
تُشيرُ بـ سبابتكَ ( تعالي )
أغازلُكَ بـ ملءِ تنهيدتي
ويُومئُ حاجباي : ” بلْ أنتَ “
من سـ يجمعُ رمادَ الطريق
في جرّةِ المسافات ؟
وأشواقنا نيرانٌ تأكلُ
خُطواتنا وخطاياه ؟
يا حبيبي ::
هاتِ أصابعكَ واخطفني
تعالَ لـ نشربَ نخبَ الهروبِ
في حانةِ الضوء
ونطيرَ شُعاعين في المدى
فـ أنا يمامةٌ تداعبُ
نوارسَ ضحكاتكَ
بـ تغنّجِ عينيها
تتمدّدُ في شرايينكَ
وتغزوكَ بـ شفتيها
تُصفّرُ في دُرفِ رئتيكَ
الغاباتُ في تقمّزها
والأعشاشُ بين جناحيها
يا حبيبي ::
الحقني .. راوغني
تعالَ بـ كمشةِ دفءٍ
في زحامِ الطيف
من بؤرةِ شتوةٍ
إلى بلّورِ صحوة
من بابِ كوكبٍ
إلى ديرِ نجمة
كي أتدلّى من شُبَّاكِ غيمة
على شُرفتكَ المُزنّرةِ
بـ المُستحيل
كي أمسحَ تثاؤبَ جفنيكَ
بـ قهوةِ الأرق
وأنقشَ الجدرانَ
بـ خيالاتِ الشمع
كي أزعجَ الجيرانَ
بـ أغنيةِ العندليب
” زي الهوا ياحبيبي “
وأنوّسَ القناديلَ
تحتَ كرمةِ الرصيف
بـ ضمّةٍ منكَ و رشفةِ نبيذ
يا حبيبي ::
هكذا أدوّنُ تنفُّسي معك
بـ ( اللا مُنتمية )
إلا لـ أُكسجينك
أمحو بـ ريقِ فرحي
شعوذةَ العاداتِ والتقاليد
أتأرجحُ بـ شَعري
في حاراتِ ( الشقاوة )
يا حبيبي ::
سـ أتبرَّأُ منْ طقوسِ الدانتيل
ومراوحِ الريش
فـ في مقاهي الطفولةِ
و الزِّقاقِ غيرِ المألوفة
لا يانس يسترُ عورةَ السماء
ولا مصلوة تشفعُ
لـ سوءةِ الأرض
هكذا أوشمُ تاريخَ
تحرّري وتشعّبي فيك
بـ رقصةٍ لولبيةٍ
على موسيقا وثنية
فـ يئنُ العطرُ ويتأوَّهُ الزند
سـ أوزّعُ على جماهيرِ نبضكَ
شفاهًا وقُبلات
دفوفَ غانيات
خجلَ مُراهقات
وشيطنةَ طفلات
وأرمي ودَعي بذرةً
في أصيصِ حظوظنا
أمامَ منجلِ العُمر ..
يا حبيبي ::
الحاضرةُ أنا
كيف سـ يبقى ربيعنا فتيًّا
والغيابُ هرِم ؟
ذي حقائبي مزادُها الغُبار
وذي غُربتي مواويلها الوطن
الأحلامُ حبّاتُ كستناء
والذكرياتُ كومةُ حطب
فـ هل تذكر شالي الفيروزي
وأحضانكَ الأولى ؟
جنيّاتِ لمساتي
وغمّازتكَ الشقيّة ؟
وها أخبّئُ وجهي بينَ حنطةِ أصابعك ::
_ كم عمركَ ( ياريفَ العين ) ؟
_ أنتِ وظلّكِ وشقاوتكِ
تربيع لا حدود معكِ لـ السعادة
_ من أنتَ ( يا صغيري ) ؟
_ حارسكِ وفارسكِ
أوديسة أحبكِ
قبلَ الطوفانِ بـ أزلين
وإلياذة أعشقكِ
بعد القيامةِ بـ أبدين
آهٍ يا ايقاعَ قهقاتي فوقَ كتفيك
يا بردَ فبراير
في مفاصلِ مشاويرنا
يا معطفكَ وتسلّلي بينَ أزراره
يا سجائرنا
وثرثراتنا الصبيانية
آهٍ لـ قرصاتكَ خدي
وتمتمات تمرّدي
يا حبيبي ::
أنا سُلطانةٌ كتبني القدرُ
في الزاويةِ الفارغةِ
بين خطوطِ كفّك
وأنتَ ( صنيعُ فكري )
أغصانكَ مشاعري
وأرضكَ من الورقِ !!
كيف ترتدي الحبرَ بنطالًا
والورقةَ قميصًا
وتزورني كُلّما
تميّعَ كازُ المساءِ وشحَّ الوقتُ
من وجوهِ العابرين ؟
كيف لكَ أن تدروشَ حولي
( أحبكِ أحبكِ أحبكِ )
وتُشعلَ رغبةَ الإنعتاق
من الشِّعرِ إلى أحضاني
وتطفئَ فوانيسَ أخريات
لـ تُضيءَ بـ إحساسكَ
عنابرَ الخواءِ في مرآةِ يُتمي ؟
كيف تحوّلُ المدينةَ
إلى كرنفال
والبيوتَ إلى خِيام
وتدعوني لـ أفكَّ
تيبّسَ خصري بـ رقصةٍ معك ؟
كيفَ لكَ أن تعقدَ قراننا
بـ ضحكةٍ / وغمزةٍ / وقُبلة ؟
وتكتبَ مَهري ما تيسّرَ
من أساورِ المطر
و خواتيمِ الشمس
وترجو الربَّ توائمًا توائما
ترجوهُ دزينةَ عنادل
و دزينةَ فراشات !!
يا حبيبي ::
كيف لـ خيالي
أن يؤنسنَ الحروف ؟
فـ يبتكرُ حبيبًا مُندلعًا بـ الشوق
أتطارحُ معهُ حرائقَ الحبِّ
ونتقشعرُ بـ حُمّى ( كُنّا )
في قُرنةِ حُلم ؟
كيف لهُ أن يُدخلكَ
العنايةَ الحثيثة
ويقطعَ أجهزةَ التنفّسِ عنك؟
كيف لهُ أن يُفلّفلني بـ ذكرياتك
ويؤلمني بـ الخاتمةِ
في نهايةِ السطر
ويَخيطَ تشدّقَ التوقِ بـ نقطة ؟
آهٍ آهٍ آه
فـ أنا وحيدةٌ في ليلِ المنافي
آهٍ يا حبيبي :
حين يرعدني فحيحُ الحقيقة ::
_ استيقظي استيقظي
أيتها السلطانةُ عشتار
أين حبيبكِ ؟؟
أأصحو لـ أختنقَ
وقد تعشّمتُ بـ أنفاسكَ الحياة ؟!
ُ يا حبيبي أنا الحالمةُ
بـ تموز القوافي
وأنتَ مسودّةُ قصيدةٍ على ورق !!
**
وشوشة أخيرة ..
من أنتَ لكي يفورَ بكَ إحساسي
في كلِّ هستيريةِ حرف
فـ أرسمكَ بـ مالذَّ وطابَ من الخيال
بـ حجمِ الوحدة في عروقي
بـ حجمِ التآكلِ في اغترابي ؟
كيف لي أن أنصهرَ وأرتعشَ وأتجمّدَ
بعد كلّ فُسحةِ حرفٍ آيلةٍ لـ البكاء
وأنتَ الغائبُ المجهول
والحنينُ حاضرٌ كـ الوخزِ
يؤرّقُ المحابرَ والدفاتر ؟
***