ط
مسابقة القصة القصيرة

إمرأة علمتني الحب .مسابقة القصة القصيرة بقلم / رحمة على فودة من مصر

إمرأة علمتني الحب
قصه خاصة بمسابقة /
الإسم / رحمه علي فوده
الدولة / مصر (محافظة ) الأسكندرية
———
بداخلي شبح إمرأة عجوز
تتسلل كالروح الشريرة التي تريد السيطرة عليّ , تجعلني أشعرُ بالضعفِ والعجزِ , تجعلني أخاطب نفسي بأني لا أستطيع , لا أستطيع فعل شئ .. صوت أمي تنادي عليّ ” غروب .. غروب تعالي فالطعام جاهز” .. حتي إسمي يشير للوداع , فأنا غروب أمي تُحِب الغروب جداً , كانت تجلس هي وأبي دائماً لتشاهد الغروب وهي حامل بي , توفي أبي قبل ولادتي بشهرين في حادث سير بالطريق , صدمته سيارة وحزنت أمي عليه كثيراً , عند ولادتي أطلقت عليّ غروب حتي يذكرها بأبي دائماً وبأجمل اللحظات التي كانت تقضيها معه , كانت دائماً تحكي أمي لي أن أسمي يعني لها الكثير ويذكرها بأجمل الأوقات وهي تجلس تتأمل الشمس وكأنها عروس أو ملكه تحمل ثوبها بأجمل الألوان وتغيب وينتظرها الجميع حتي تطل من جديد فبعد غيابها ليل وظهورها إشراقه ونور و أمل جديد , ولكني كنت عكس أمي كنت أخاف الغروب أشعر وكأنها لحظه الوداع قد يفقد عالماً أحد تأخذه معها دون أن يعود تأخذ معها ذكرياتنا وتفتح لنا كل يوم عند ظهورها من جديد صفحه جديده ولكني لا أنكر أن للغروب سحر خاص به .
” غروب تعالي أنا بأنتظارك ”
” لا أريد يا أمي تناول الطعام فأنا أريد النوم بحاجه لبعض الراحه لأَنِّي أشعر ببعض الأجهاد سأتناول الطعام عندما أستيقظ من النوم ” – نعم فأنا اهرب من النظر الي عيناكِ يا أمي ومن سؤال ماذا بكِ هل أنتِ بخير أنا لست بخير ولكني لا أعرف ما بي هل هو شعور بالوحدة أم حاله من الحزن تحتل مشاعري الغير مًترجمة بالنسبه لي ولا أعرف أسبابها ،، سوف أنام مع أني أعرف أن نومي هروب من كل شئ حتي من نفسي وفي اليوم التالي أمي تدق باب غرفتي وتدخل ” حبيبتي أستيقظي فقد أشرقت الشمس حتي لا تتأخري فهذا هو يومك الأول في الدراسة بعد أجازة نصف العام ”
” لا أريد الذهاب يا أمي ” ..
فقالت أمي ” لا , لابد أن تذهبي حتي لا تفوتك بعض الدروس ”
” حاضر أمي سوف أذهب ”
قمت من نومي وحضرت نفسي وقبلت يد أمي وذهبت فأنا لا أحب الذهاب للجامعه تلك العالم الكبير الغريب الذي يجعلني أشعر بالوحده رغم وجود الناس حولي فأنا دائمآ أجلس مابين المحاضرات بمفردي في أستراحة الجامعة وكالعادة وأنا جالسه بمفردي أتناول فطوري كان يوجد مجموعه من الشباب يجلسون علي طاوله بالقرب مني ومنهم شاب ينظر لي ولا يغض البصر عني شعرت بالأرتباك وأخذت كتبي وذهبت فوجدته يلحق بي يقول لي انه يريد ان يتحدث معي قليلآ وأنه معجب بي فتركته وذهبت الي البيت وأستمر هذا الوضع أيام ولم يفقد الأمل كان عنده إصرار علي الحديث معي والقرب مني وفي اليوم السابع تقريباً وأنا ذاهبة الي البيت خرجت من باب الجامعة أسير شارده أخاطب نفسي فهي الصديق الوحيد لي لم أنتبه للطريق وأذا بسياره تأتي مسرعة وكأني بعالم آخر لم أنتبه ولا أسمع أصوات التنبيه وقبل أن تصدمني السياره بلحظاتٍ ,أمسك بذراعي ذلك الشاب الذي يلحق بي ولا اعرف حتي أسمه ودفعني بعيد عن الطريق اليه وكأني كنت مغيبه وعندما فقت وأنتبهت وجدت نفسي بين ذراعيه ووقعنا علي الأرض فنظرت لعيناه وهي أول مره تأتي عيني بعينه وهو يقول ” ماذا بكِ ؟ لم تنتبهي علي الطريق ” وأنا لا أنطق بكلمه و الناس تجمعت من حولي أأنتِ بخير وأنا في حالة صدمه وكأني أظن أني أحلم أو أتخيل قصه أحكيها لنفسي فأنا دائماً أعيش في عالم خاص بي أصنعه بنفسي وقمت وطلب مني الدخول الي الجامعة مره اخره والجلوس بالاستراحة وبالفعل ذهبت وطلب لي عصير ليمون ولكني أكتفيت بشرب القليل من الماء وجلس يتحدث وطلب مني أن يوصلني الي المنزل وعرفني علي نفسه ” أنا أدرس بنفس الكليه بالفرقه الرابعه وأسمي آسر ” وأنا لا أنطق بكلمه غير أريد الذهاب للبيت .
فى باليوم التالي رأيته بالجامعه وجاء وتحدث معي وهكذا أصبحنا نتحدث كل يوم وأصبحت معجبه بيه وكأن آسر أسرني بحبه وأحتوائه وقربه وكأنه هو القمر بالليل الذي يجعلني بعد الغروب أتمسك بالحياه من أجل شروق جديد كأنت أجمل قصه وأجمل حلم أردت البقاء فيه الي أخر العمر وعاهدت نفسي أن يبقي بقلبي حتي يتوقف قلبي عن النبض وبيوم عيد ميلاده أردت أن أعمل له مفأجاه وأحضر له هديه وبالفعل أحضرت الهديه وذهبت أبحث عنه بالجامعه وأخبرني أحد الزملاء بأنه هو و أصدقاءه في مكتب الدكتور بأنتظاره حتي يعود لتقديم البحث له فذهبت لرؤيته وقبل أن أدخل سمعته وهو يذكر أسمي يتحدث عني فأنتظرت متشوقة لأسمع حديثه فوجدته يقول ها أنا الأن ملك علي عرش قلبها وهي كالخاتم بأصابعي بأسم الحب أحدثها وهو يضحك ويقول لأ اريد أن يقول أحد منكم أن يوجد فتاه صعب عليه الوصول اليها فأين مكافئتي والجميع يضحك وأنا أشعر بالبرد الشديد و أتصبب عرق وكأن الفصول الأربعه تتبادل بداخلي فذهبت مسرعه الي البيت ودخلت غرفتي وكأن عيني تمطر بدموعي وكالعادة اخترت الهروب والنوم وعندما أستيقظت بالليل نظرت الي الساعه فوجدتها العاشره مساءً فقمت وأخذت هاتفي وجلست علي مكتبي وأتصلت بآسر وقلت له كل عام وأنت بخير كل عام وأنت مع من تحب فقال لي انتي من أحب فتبسمت وبداخلي فيضان من الحزن وأنتهت المكالمه وباليوم التالي قابلته وقدمت له الهديه نعم أنا أيضآ بحاله من الاندهاش من نفسي ومن رد فعلي ولكني أحببته بصدق من كل قلبي حتي لو كان قلبه يخدعني وكتبت له كل يوم خطاب ولم أعطيه له فكنت أحتفظ بخطاباتي له في صندوقي الوردي فهو صندوق أحلامي وكأني أصبحت أحب صوره أخاف أن يتلاشي كل يوم ملامحها عندما تبدأ فى الاقتراب من الحقيقه حتي تصبح ذكري ويكفيني أن أعيش عليها حتي الموت وحتي أوفي بالوعد الذي قطعته علي نفسي في حب آسر وهو أني سوف أظل أحبه حتي يتوقف نبض القلب بيكفي انه كان بحياتي الأمل والتعويذه التي جعلتني أطرد شبح المرأه العجوزة التي كانت بداخلي جعلني أحب الحياه وأرى ضوء القمر بالظلام أشعر بالسعادة لمجرد أن يدق قلبي بحبه أعرف جديداً أني مجرد رهان سخيف ليرضي بيه غروره فهو جعلني أحد كذباته وأنا جعلته صدق قلبي ولكني أصبحت أشعر بألم ما بين ضلوعي ودقات قلبي تتصارع أظن أني بحاجه الي الراحة .
مرت الأيام ومازال الآلم يتزايد حتي أمي لاحظت عليّ التعب فوجهي هو مرآة لما بداخلي وأصبح يفضح أمري ولا أستطيع أن أخفي عليها أني لست بخير فطلبت أمي مني ان نحدد موعد ونذهب للطبيب فقلت لها لا داعي ولكنها أصرت فقولت لها كما تريدي يا أمي وتركتها وذهبت للجامعه وأنا عيني مشتاقة للقاء آسر فهو أصبح لا يرد علي هاتفي وأنا أفكر فيه وجدته أمامي عند باب المدرجات فقلت له كيف حالك قلقة عليك الحمدلله انك بخير فقال لي عندي محاضرة بعدها نستكمل حديثنا فذهب وأنتظرته بالإستراحة لاني كنت متعبه ولا أستطيع الذهاب الي محاضراتي فأنا في الفرقه الثانية أنتهت محاضرة آسر وألتقيت به وتحدثنا وقال لي أنه يريد أن يبتعد عني وقال أني السبب فهو يشعر أني لا أقدر حبه ولا أريد أن نلتقي خارج الحرم الجامعي وأنه لا يستطيع أن يمسك بيدي أو يعانقني فقلت له أني أحبه أكثر مني نفسي وان الحب ذلك الشعور الصادق النابع من القلب ليس بحاجه لعناق الجسد فالعين تعانقه عندما تراه فأنت تحل محل الروح بجسدي لا أعرف لها عنوان ولا ترحل الا بالموت فقال لي عندما تريدي ان نلتقي خارج الجامعة اتصلي بي وتركني وذهب فذهبت الي البيت وقبل ان افتح الباب شعرت بدوخه وانا أضع يدي علي جرس الباب سقطت في حالة إغماء لم أفق غير وانا بالمستشفي في غرفه بها اجهزه كثيره متصله بى , وأرى أمي من خلف الزجاج تبكي عندما رأتنى افتح عيني أختفت امي مسرعه من امامي أصبحت لا أراها فهي تنادي علي الطبيب علمت بذلك عندما دخل وقالي لي ستكوني بخير نحن اردنا فقط الاطمئنان عليك ولكن كان وجه امي يفسر حالتي وكأني سوف أفارق الحياه وطلبت من الطبيب معرفة الحقيقه وإلا أريد المغادرة طالما أني بخير فلا داعي لوجودي فقال جملتين يمهد بهم باقي كلامه أني قوية ومؤمنة وان ليس هناك شئ مستحيل وأني مريضه بالقلب بحالة متأخرة فتبسمت وقلت له بعرف وقلت لأمي لا تحزني فقال الطبيب تعرفين فقلت نعم فقال من اخبرك فقلت له من سكن القلب أخبرني تعجب الدكتور وقال يجب أن نتركها ترتاح فطلبتُ أن أتحدث مع أمي وحكيت لها ان بقلبي شخص أحبه وأنه شخص طيب ومحترم جداً أنا لم أكذب علي امي أنا رأيته بعيون قلبي وهي أصدق من القناع الخارجي له وطلبت من امي ان تتصل بآسر وتطلب منه الحضور لاني اريد لقائه وان تذهب الي المنزل وتحضر صندوقي الوردي الذي أضعه في احد ادراج مكتبي فهو به بعض الخطابات التي كنت اكتبها له وجاء الوقت ليأخذها وفعلت امي ما طلبت منها وجاء أسر ولكني لم أراه فكنت في حاله سيئه وكنت نائمه بسبب تأثير الأدويه واعطت امي أسر الصندوق كما طلبت منها وباليوم التالي جاء أسر وطلب ان يراني وانتظر حتي افوق لاني كنت انام بشكل غير منتظم ولفترات وبالفعل فقت ورايته ولكن كان وجه حزين ومرهق وكأن عينه لم ترى النوم كأن أول كلامه أنا أحبك لا تتركيني , فقلت له فقد تأخرت في طلبك فأنا قد حان موعد غروبي , فقال انا قرأت كل خطاباتك ورسائلك وعلمت أنك رغم معرفتك بخداعي لم تواجهيني وتصرخي بوجهي وتكشفي حقيقتي ولكنك لم تفعلي وعلي الرغم من كل شئ كنتِ صادقة بُحبَك معي لماذا ؟ فقلت له أردت أن أجعل منك رجل صادق الحب بالنسبة له إيمان يؤمن به وان تتخلي عن غرورك وتزيل ذلك القناع الذي يحجب نور قلبك فإن لم يكن قلبك من نصيبي فجعلته قلب يستطيع أن ينبض بالحب حتي لا تتألم إمرأة أخري ولمست أطراف أصابعي يده وقلت كُن قلب يحمل أنسان وليس أنسان بداخله قلب فأنا صدقت بحبك وو فيت بوعدي أحببتك حتي توقف نبض قلبي فقال آسر للغروب لا ترحلي لا تتركيني فأنا لأول مره أشعر بنبض قلبي ولكن فقد فات الأوان ورحلت غروب مع غروب الشمس رحلت تلك المرأة التي عملتني كيف اكون انسان وكيف يكون الحب أيمان .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى