ط
مسابقة الشعر العمودى

إنها مصر …القصيدة الفائزة بالمركز الأول فى الشعر العمودى لمسابقة همسة 2017 للشاعرة هبة الفقى من مصر


إنها مصر …القصيدة الفائزة بالمركز الأول فى الشعر العمودى لمسابقة همسة 2017 للشاعرة هبة الفقى من مصر
**********
((.. إِنَّــــها مصــــرُ ..))

هاتِ الْحروفَ وبُثَّ الشَّوقَ أشْعارا
واكتـبْ لِمصـــرَ معَ الْأيـــامِ تَذكارا

يا قلبُ هذي مَنارُ الشَّرقِ نَعْشَقُــها
مهما الظَّـــلامُ على أبوابِــــها دارا

هي الْأميرةُ في أحْداقِها اتَّقــــدتْ
شمسُ الْوجودِ ففاضَ الكونُ أنْوارا

أمُّ الْبــــلادِ وكــمْ صبَّـــتْ أنامِلُــها
ماءَ الْـــودادِ بأرضِ الْعُربِ أنْهـــارا

عندَ النوائبِ كمْ كانتْ أضالِعُــــها
تُقيمُ حولَ بني الأرحـــامِ أسْتارا

الخيرُ فيها..وفي أحشائِها سَكَنتْ
جنّاتُ سِحــرٍ تجلّتْ للعِدا نــــارا

مثلُ النَّسيمِ إذا ما ارتاحَ خافقُــــها
وإنْ تَكَدَّرَ أضْحى اللينُ إِعْصــــارا

حَسْبي الْجمال بلونِ النِّيـــــلِ كَحَّلَها
ومنْ نداها أحالَ الْبيـــــدَ أزْهـــارا

ما إنْ توضَّأَ ليلُ الْحزنِ في يَدِهــا
حتَّى أَتتهُ الْمُنى تُهدِيهِ أقْمـــــارا

سَمْراءُ تَزخَرُ بالْألــــوانِ ضِحكَتُها
والْبِشْرُ يمْكُثُ في أَرْكانِــها جــارا

هذي بلادي لكمْ يشْتـــاقُها فَرَحي
لكي يَخُطَّ من الأمْجادِ أسْفـــــارا

طفلًا وُلِدتُ عَلى أعْتابِها نَضِـــــرًا
وكمْ ملأتُ عيــــونَ الْخلقِ إبهــارا

والْيومَ تبكي عيونُ الشِّعرِ من أَلَمي
ومن جِراحي يفيضُ الْحرفُ مدرارا

مِصْـرُ الْعظيمةُ من طُغيانِكم تَعِبتْ
يا منْ تَسُـومونَها جَحْدًا وإنْكــــارا

قلبُ الْأمومةِ قدْ أَوْدى النَّزيفُ بــهِ
والصَّــبرُ أصبحَ كالْبنيانِ مُنْهـــــارا

كُفّوا الْعــذابَ ألا تَبَّتْ مقاصِدُكـــمْ
عن أرضِ مصرَ أميطوا الذُّلَّ والعارا

لــنْ تُرهبوها..فلا شاختْ جَسَارَتُها
يومًا ولا قدَّمتْ للخــِزي أعـْــذارا

مِصرُ الْأصيلةُ لوْ يمضي الزَّمانُ بها
تزدادُ فوقَ رُؤوسِ الْمجـدِ مِقـْدارا

لــوْ تَهتكونَ بِلا ذنـــبٍ بَراءَتَـــها
تَظـلُّ تُنجِـــبُ للأيـَّــامِ أحـْـــرارا

ما ضاعَ شعبٌ كتابُ اللهِ كَرَّمَــــهُ
وكانَ بينَ جُنــودِ الْأرضِ مِغْـــــوارا

فاسْعَوْا لدربِ التُّقى ضُمّوا أواصِرَكُمْ
كونوا لِرفعِ نِداءِ الْحقِّ أنْصــــارا

ومِن بريقِ الْهَوى هيَّا نَصوغُ لها
صُبْحًا جديدًا بِعينِ الْقلبِ مُختارا

يا دُرَّةَ الشِّعرِ يا ألْماسَ قافِيَــــتي
فَتنتِ باسمكِ أرواحــًا وأبصــارا

حوريةَ الْحُلمِ يا سِرًا أبــــوحُ بـــهِ
وكمْ أُعَتِّقُ في الشُّريانِ أسْــــرارا

زوري خَيالي بِثوبِ الْعُرسِ وابْتَهِجي
لَسوفَ نرْسُمُ للأفـْـــراحِ أعْمـــــارا

ولـنْ يملَّ بكِ الشّادي مُغازلَــــةً
ولــنْ يَملَّ بكِ التَّاريخُ إِبْحـــارا

تبقينَ يا دانةَ الأوْطانِ فارسَــــةً
قامَ الزمــانُ لها حُبــًا وإكْبـــــارا

فأنتِ بين ضلوعِ الْكَون مُعْجزةٌ
وشمسُ مجدِك لا تحتاجُ إظْهارا

إليكِ يا مصرُ قدْ أنشدتُ أُغنِيَـــتي
والقلبُ صاغَ من الْأشْواقِ أوْتـــارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى